التعليم والتعلم والانجاز الدراسي وعلاقته بتقدم الفرد والمجتمع
|
التعليم والتعلم والانجاز الدراسي وعلاقته بتقدم الفرد والمجتمع |
نحاول طرح احد المواضيع المهمة جدا في عملية التدريس. الا وهو التعليم
والتعلم والإنجاز الدراسي (التحصيل) وعلاقته في تقدم الفرد والمجتمع. وهذا ما تطمح كل الدول المتقدمة الى الاهتمام به وتراعيه في سياساتها التربوية. فهو بوابة التقدم و الانتعاش لأي مجتمع.
مقدمة كون المدونة حديثة:
الحمد لله رب العالمين، والذي أعطاني العقل الذي
أفكر به، والذي أنار عقلي، والذي يسر لي أموري وطريقي، والذي شغل جميع أوقاته بالأعمال النافعة.
وأحمده سبحانه وتعالى وأشكره على نعمه جميعها
الظاهر منها والباطن. وصلِ اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم،
والذي هو أعظم الأنام، وخاتم الانبياء والمرسلين.
اخوتي في الله السلام عليكم ورحمة وبركاته ...
مدونتنا هنا من أجل المعرفة والثقافة التربوية.
إنني اليوم أطلب من الله الذي لا إله إلا هو
العون والمساعدة، وذلك حتى أستطيع أن أقطف لكم مجموعة من الكلمات المميزة والتي
تتعلق بشأن هذا الموضوع. والذي سوف أقوم بالخوض عن الحديث عنه في السطور القادمة
متمنيًا من الله أن تنال هذه الكلمات على إعجابكم، كما ارغب بمشاركاتكم وتعليقاتكم
للارتقاء والتطور بما يكون فيه خدمة واضافة لكل من يرغب ان ينهل من نبعنا
المتواضع. واسال الله التوفيق لي ولكم احبتي.
نعووووود
العملية التعليمية التعلمية:
بداية ينبغي أن نسأل كيف تحدث عملية التعلم:
يختلف الباحثون في التربية وعلم النفس في إيجاد
تعريف محدد ومتفق عليه. فإن تعريف التعلم يقود إلى فهم حقيقي لماهيته. وتظل
مسألة مثيرة لنقاس ولجدل كبيرين، وقلما نجد من الخبراء والباحثين من يتفق مع غيره في تعريف
التعلم بسبب إختلاف مدارس علم النفس التعليمي في نظرتها لسلوك الإنسان.
إن التعلم أمر معروف وضروري في حياتنا فكلٌ منا
يتعلم ويكتسب خلال تعلمه الكثير من أساليب السلوك التي يتكيف بها مع
بيئته. وان نتائج هذا التعلم واضحة في ألوان النشاط التي يقوم بها
الفرد وينجزه من أعمال. كما أننا لا نستطيع ملاحظة عملية التعلم ذاتها بشكل
مباشر ولكننا نستدل على حدوث التعلم بالتغير الذي يطرأ على سلوك المتعلم بعد مرورة
بخبرة ما او موقف تعليمي معين. لذلك فالتعلم عملية افتراضية نستدل عليه من
خلال ملاحظة السلوك والأداء الناجم منه (انعكاساته على الفرد). وبالتالي تكون البيئة التعليمة سليمة ومنتجه. وان ذلك يعطي نتائج ومدولالات تؤكد ان التعليم والتعلم له ارتباط وثيق بتقدم الفرد المجتمع على حدأ سواء.
بعد
ان خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وميزه عن كافة
المخلوقات بالعقل ودعاه في كثير من المواقع والمواقف إلى التأمل والتدبر فيما حوله. فليست التربية والتعليم بمنأى عن هذه الدعوة الربانية. فالهدف هو إعداد الفرد المفكر والقادر على مواجهة المشكلات التي تواجهه. ولم يعد الاهتمام مقصوراً على كسب المتعلم المعرفة بل
يمتد لتنمية قدرته على التعامل معها بما تتضمنه من مواقف
وأحداث ومثيرات لتحقيق الأهداف التربوية
المنشودة. ففي ظل تحديات العصر المتسارعة والعولمة والتنافس ومتطلبات سوق العمل المتغيرة وفرصه النادرة، تسعى الأمم جاهدة لتطوير المنظومة التعليمية لتأثيرها المباشر على الجوانب
المجتمعية المتنوعة للفرد. فالعملية التعليمية هي مصنع
للقدرات البشرية.
تعني عبارة او مصطلح "التعلم، التعليم" معرفة كيفية التفكير
والبحث والتقصي. وكيفية تدريس الأجيال الواعدة وجعلهم افراد منتجين يخدمون انفسهم ومجتمعهم. ويجب أن يكون الواجب الأكثر أهمية
لجميع المعلمين هو إعطاء الطلاب مهارات تفكير عالية مثل التفكير العلمي والإبداعي
والديمقراطي ومتعدد الأبعاد والرياضيات والنقد. الأفراد الذين يتمتعون بالخصائص
المرغوب فيها يمكن تربيتهم من خلال تنفيذ البرامج التعليمية القائمة على هذه
المهارات. بالتالي المعلم هنا هو العامل الفارق والمؤثر في عملية التعلم.
تعريف
التعلم في علم النفس (مفهوم التعلم وشروطه):
التعريف الإجرائي اي الميداني للتعلم: هو مجموعة التغيرات
الدائمة نسبياً، التي تحدث نتيجة مرور الإنسان بخبرة، أو من خلال تكرار تلك
الخبرة.
وهكذا يتضح لنا أن
التعلم:
1. تغير في الأداء او
السلوك .
2. هذا التغير يجب أن
يكون ثابت نسبياً أى مستمر لفترة طويلة نسبياّ.
3. يجب أن يكون
هذا التغير ناجم عن الخبرة أو الممارسة.
4. أن يكون قابل لأن
يستدل علية في أداء المتعلم .
ومن العوامل التي تؤثر في
عملية التعلم:
يتاثر التعلم بعوامل عدة من اهمها:
1. النضج .
2. الممارسة .
3. الدوافع .
تعريف التعلم
والتعليم:
التعليم والتعلم هما وجهان لعملة واحدة، حيث نجد
أن هناك تداخلاً كبيراً بينهما. فمن حيث المفهوم فهما عمليتان بينهما الكثير من
التبادل والتفاعل والتكامل. وكما اشرنا سابقا فإن التعلم في بعض تعريفاته هو عملية تغير
وتعديل في السلوك يتصف بنوع من الاستمرارية النسبية. كما يتضمن كل أنواع
الخبرات اللازمة للحصول علي النتائج التعليمة المطلوبة. وان كل هذا يوضح لنا أن عملية
التعلم تمثل مهارة تطبيق المعرفة والخبرات والمبادئ العلمية التي تساعد في إنشاء
بيئة مناسبة لتسهيل عملية التعلم.
وبذلك فإن التعليم عملية تبدو أكثر
تحديداً من عملية التعلم، خاصة في بيئة التعليم المدرسي. فالتعليم يأخذ شكلاً من
التدريب الواعي والمنظم يؤدي إلى إنشاء بيئة مشتركة بين المعلم والمتعلم، وباختصار فإن التعلم هو تغير السلوك عن طريق الخبرة والممارسة. أما التعليم:
فانه يأخذ شكلاً من
التدريب الواعي والمنظم يؤدي إلى إنشاء بيئة مشتركة بين المعلم والمتعلم، ويعتبر
التعليم مجموعة الإجراءات التي يقصد بها تسهيل حدوث التعلم.
ويمكن تلخيص مبادئ
التعلم الاجرائي التي يمكن توظيفها في الصف من قبل المعلم فيما يلي:
1. أن يعي المعلم مساوئ
التحكم المؤلم السلبي لدى المتعلم .
2. أن يزود المعلم بأكبر
كمية ممكنة من التعزيزات الفورية .
3. أن يستخدم
المعلم اسلوب التعزيز الانتقائي والمرتبط بالاستجابة الصحيحة.
4. أن يحدد المعلم السلوك
المستهدف وهو السلوك النهائي المراد تحقيقة لدي الطالب.
5. عند استخدام
المعلم لمبدأ تشكيل السلوك، فعليه ان يبدأ بمعلومات كاملة ثم يبدأ في تنظيم التعلم
كوحدات وخطوات صغيرة ومن ثم يقدمها سلسلة متتابعة من خلال مراحل متتابع، يتم
الانسحاب منها تدريجياً.
أثر الدوافع على
عملية التعلم لدى
الفرد:
ومن اهم الدوافع
الانسانية الاكثر إرتباطاً بالتعلم هو دافع الانجاز.
دافع الانجاز:
هو دافع نفسي مرتبط بمقدرة الفرد على إنجاز ما
عليه من عمل بكفاءة وفي الزمن المحدد لذلك. ويعتبر هذا الدافع دافعاً اساسياً
يتمحور حوله نمو وتكوين شخصية الفرد لأنه مرتبط بالتنشئة الاجتماعية وبالمعاملة
الوالدية. وارتباطه بالتعلم يأتي من كون أن التعلم مرتبط بالممارسة والتجربة
والتكرار وهذا يعني أن سيتأثر بقوة هذا الدافع. فالفرد الذي يكون لديه دافع ضعيف
للإنجاز سوف تكون مقدرته على التكرار والممارسة ضعيفة أيضاً ويضعف معدل تعلمه.
لذلك فقد أصبح لزاماً على إنسان هذا
العصر أن يلم بقدر معقول من الإنتاج الفكري المعاصر، ويزود نفسه بكم وكيف من المعارف والمهارات التي تمثل المئونة اللازمة
من الوعي الثقافي الذي يساعده على أن يعيش زمنه المعاصر ليكون قادراً على متطلبات
الحياة الجديدة وحتى يكون أهلاً للمواطنة الإيجابية.
ومن هنا تتضح الحاجة إلى تغييراً في أدوار المعلم المستقبلية فهو من اهم عوامل نجاح عملية التعلم وتحقيق اهدافها بما يمتلكه من خبرة ودراية في
مهنته بالإضافة الى الأثر الذي يتركه في نفوس تلامذته. تعتبر نتائج التعلم
مفهوم رئيسي في تغيير المشهد السياسي للتعليم وقد تم تقديمه كعنصر أساسي في تحول
نموذجي في التعليم يتميز بأنه تغيير في التركيز من التدريس إلى تعلم الطلاب. وهنا
يمكن الاشارة بارتباطها مع الاهداف المنشود تحقيقها للدرس او المادة. وان تحسين
أداء الطلاب يمثل أولوية بين أصحاب المصلحة في المجال التعليمي. بالتالي هذا يرتبط بمهارات المعلم التدريسية.
إن معظم
المعلمين يبحثون عن أفضل الوسائل والطرق والإجراءات التي ينبغي عليهم أن يسلكوها
في تعليم اي مادة دراسية. ولكن لا يبدو أن وصولهم إلى مبتغاهم سوف يكون امراً
محسوماً حيث أنه لا توجد طريقة (مثلى) أو (مفضلة) على نحو مطلق تتيح للمعلمين
والمتعلمين جميعهم تحقيق الأهداف التعليمية حيث أن هناك طرق واستراتيجيات تعليمية
متنوعة ومتعددة ولكنها تختلف من حيث فعاليتها أو مناسبتها تبعاً لاختلاف الأهداف
التعليمية المرغوب في تحقيقها. واختلاف المتعلمين من حيث الخصائص ذات العلاقة
بالتعلم أو ما يسمي بالفروق الفردية وانماط التعلم من حيث مستوي الذكاء والدافعية
والتعلم السابق. كل ذلك من خلال عدد من النماذج التعليمية المختلفة المعتمدة على مصادر
متنوعة.
نماذج
التعلم في علم النفس:
ان الآونة الأخيرة تميزت بالإصلاح
التربوي من خلال التطور والحداثة والتنويع في نماذج وأساليب التعليم والتعلم
والتركيز على العمليات العقلية العليا لدى المتعلم للقضاء على نمط التقليد السائد
في انظمة التعليم لفترات ليس بالقصيرة. لذلك تم اعتماد الاتجاهات الحديثة في
تربويات التدريس القائم على بناء المعرفة وإعمال العقل والاهتمام بالجانب الوجداني
والمهاري ومراعاة الاختلافات في نمط التعلم والسيطرة الدماغية وغيرها. وقد عُد أحد
أهم عوامل نجاح التعلم.
وما سبق ذكره يتم من خلال تصميم الموقف التعليمي لتَسهيل
عملية التعليم بمهامها المتنوعة. فقدرة المعلم على إدراك وتعبئة الموارد الحالية
لإنتاج حلقات تعليمية مثمرة، وتنظر القدرة التصميمية التربوية إلى التدريس كنشاط
تصميمي، وتدرس كيفية استخدام المعلمين للموارد لتطوير تعليم يدعم تعلم
تلامذتهم.
ان نموذج التعلم هو خطة يمكن استعمالها
لتكوين مناهج والمقررات الدراسية طويلة المدى أو لتخطيط وتصميم المواد التعليمية،
وتوجيه عملية التعلم في غرفة الصف، وفي الأوضاع التعليمية الأخري. وهذا يعني
أن النموذج التعليمي عبارة عن مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المعلم في الوضع
التعليمي، وتتضمن تصميمه للمادة وأساليب تقديمها ومعالجتها وطرق تقويمها لتحقيق
الأهداف المنشودة.
فالتطورات
في مجال العلوم والتكنولوجيا سريعة اليوم، ووضع مكانة التعليم كمحدد للنهوض بالعلم
والتكنولوجيا في المستقبل. وهنا يتم تحديد نجاح التعلم من خلال تلك النماذج واستراتيجيات
التدريس. وبالتالي يصبح التعلم ذا معنى وسوف تخلق أجواء تعليمية مواتية وتجعل الطلاب
يتعلمون بطريقة ممتعة ويكون مستوى انجازهم جيد.
فالمعلمون
وممارساتهم التعليمية هي المتغير الوحيد الأكثر تأثيراً في تعلم الطلاب ويجب أن
يكونوا مهنيين لديهم الكفاءة والمهارة تقديم المحتوى الدراسي.
ونتحدث في مقال اخر لكي لا يتشعب الموضوع عن نماذج واساليب التدريس ومخرجات
التعلم وكيف يستطيع المعلم من توظيفها في درسه.
ننتظر تشجيعكم وتعليقاتكم ومشاركاتكم ودعمكم ... نسأل الله التوفيق والسداد لنا ولكم
اخوكم:
الاستاذ المساعد نزار كاظم ابو نرجس – تخصص طرائق تدريس
الرياضيات
اخوتي ارجو التواصل من فضلكم
ردحذف