التحليل الاحصائي للبحوث التربوية |
التحليل الاحصائي للبحوث التربوية
ترتبط البحوث الأكاديمية وخاصة في مجال التربية وعلم النفس بجزئية مهمة من جزئيات منهجية البحث العلمي التربوي. البحث التربوي مجموعة ماكنزمات (تقنيات واجراءات) ان ارتبطت بطريقة صائبة ومحكمة ادى ذلك الى جودة البحث وموضوعيته ومدى الموثوقية في نتائجه.
بالتالي من إجراءات البحث التربوي المهمة جدا هي الجنبة المتعلقة بالإحصاء
اي معالجة البيانات التي تم الحصول عليها اي جمعها ومن خلال ادوات البحث (اي وحدات
قياس المتغيرات او الظواهر قيد الدراسة). وعليه يبحث هذا العلم (اي علم الإحصاء)
في طرائق جمع المعلومات (البيانات) وتحليلها وتفسيرها من خلال مجموعة من الطرائق
الرياضية أو البيانية بما هو مستند لقوانين معتمدة لهذا الغرض. حيث ان الهدف هذه
العملية وصف متغير أو مجموعة من المتغيرات من خلال مجموعة من البيانات (بعد تطبيق
اداة القياس او جمع البيانات على افراد عينة البحث)، ثم التوصل بالتالي إلى قرارات
مناسبة وسليمة تكون قابلة للتعميم على المجتمع الذي أخذت (سحبت) منه عينة البحث. وهذا يستدعي المصداقية والامانة كونه من العناصر المؤثرة في إجراء البحوث.
ومن المعلوم أن جمع البيانات - المعلومات من جميع أفراد المجتمع أمر شاق
يصعب تحقيقه في كثير من الأحيان، فذلك د يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والمال،
أما أخذ عينة عشوائية وممثلة من هذا المجتمع فعملية اسهل وبتكاليف اقل.
من هنا لم يعد استعمال وتوظيف الإحصاء مقتصراً على دراسات العلوم الطبيعية بل
تعدى ذلك وأصبح يستعمل في الدراسات الإنسانية وخاصة التربوية منها. على الرغم من
وجود الفروق بين الظاهرة الإنسانية والظاهرة الطبيعية. وذلك بقصد الاستفادة من
إمكانات الإحصاء المتمثلة معالجة البيانات من خلال عرض البيانات الرقمية التي
يجمعها الباحث من الميدان وفق أشكال إحصائية معينة مما يساعده على الوصول لنتائج ومناقشتها
وتفسيرها. حيث ان الوصول لنتائج يساعد ويعين في الحكم على الظاهرة المدروسة. وعليه
تعد دراسة الإحصاء ضرورة ملحة للباحثين الذين يرغبون في استخدام أساليبه المتنوعة.
والبحث التربوي الذي يوظف ويستعين الإحصاء وتحليل البيانات اعتمادا على الأساليب الإحصائية للخروج بالنتائج
والقرارات ينبغي على الباحث الحريص ان يسير وفق مراحل او خطوات منها:-
1) تحديد مشكلة البحث وهدفه بوضوح ودقة عالية لأن هدف الدراسة اذا كان غير واضح او غامض كانت النتائج غامضة وغير دقيقة وقد يشوبها الخطأ ولا يمكن اعتمادها.
2) المعرفة بأساليب البحوث ومنهاجها، وانواع المتغيرات التي تخضع للدراسة.
3) معرفة انواع البيانات والقياس المناسب (البيانات الكمية والاسمية والترتيبية).
4) تحديد أداة او ادوات البحث المناسبة (اختبار- استبانة- مقابلة- ملاحظة)، واعدادها اعدادا جيدا فهي وسيلة جمع البيانات التي ترتبط بها نتائج البحث.
5) تحديد عينة البحث الاساسية واساليب جمع البيانات، والتي سوف تطبق عليها ادوات البحث (القياس) ومن ثم ستجمع منها البيانات.
6) وضع الفروض الاحصائية (الحلول التخمينية الممكنة)، بما يتناسب مع مشكلة البحث واهدافه. ومن ثم يتم التحقق من صحتها بعد معالجة البيانات احصائيا،
7) تفريغ وترميز البيانات (تكويد البيانات) وتحويلها إلى أرقام أو قيم كمية حتى يسهل إدخالها إلى برامج الاحصاء المعتمدة مثل برنامج الحزمة الاحصائية (Spss). وذلك ليسهل التعامل معها ومن ثم معالجتها من خلال إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة والتي تتسق مع أهداف البحث.
ان ماذكر اعلاه يمكن يجب الباحث الكثير من المشكلات التي قد تواجهه وتعيق عملة نتيجة لتأثير ذلك على بيانات البحث وبالتالي على بحثه بشكل عام.
خطوات الطريقة الإحصائية:
من حيث كون ان الإحصاء أيضاً هو ذلك العلم الذي يمد البحوث التربوية
والنفسية بالأساليب الإحصائية المناسبة لمعالجة وتحليل بياناتها. وصولا لاستدلال
نتائج وقررات تتعلق بالظاهر او الظواهر قيد الدراسة.
لذا تتجه الطريقة الإحصائية في خطوات متتابعة منها: جمع البيانات الكمية عن
الظاهرة المراد دراستها ومن ثم تبويبها وتفسيرها. وفيما يلي استعرض لهذه الخطوات:
1) جمع البيانات الكمية او العددية:
فهي عملية جمع المعلومات او البيانات لإفراد البحث في ظل متغير او متغيرات
البحث. وهنا إذا رغب او أراد الباحث التربوي دراسة ظاهرة معينة إحصائياً فعليه جمع
المعلومات او البيانات العددية (بشكل ارقام) الضرورية عن الظاهرة بواسطة إحدى
الطريقتين التاليتين:
-
أخذ
البيانات الكمية من المصادر الوثائقية من مثل: مراكز البحوث، والمكتبات العامة
والخاصة وغيرها من الجهات ذات الاختصاص.
-
جمعها
من الميدان بواسطة أدوات محددة تناسب البحث وأهدافه. ويتم إعدادها وفق أسس علمية
وموضوعية. وهنا يجب الاهتمام بدقة البيانات المتحصلة او التي تم جمعها واليقين من
دقتها. وإذا شك الباحث ببعض البيانات بعد جمعها فعليه إهمالها وعدم الأخذ بها.
في هذه المرحلة بعد جمع البيانات والتأكد من دقتها. يقوم الباحث بتبويب
البيانات اي تجميع البيانات الإحصائية الواردة في البطاقات او الاستمارات
الإحصائية في صورة مجموعات متشابهة في صفحة واحدة أو أكثر بحيث يسهل استخلاص
المعلومات اللازمة عن الظاهرة موضوع الدراسة.
وبعدما يتم تفريغ البيانات التي جمعها الباحث وبواسطة أداة أو أكثر من
أدوات البحث التربوي. يلجأ إلى عرض هذه البيانات باستعمال طريقة أو أكثر من الطرق
التالية:
-
عرض
البيانات إنشائياً: وهنا يصف الباحث بياناته بجمل إنشائية توضح النتائج التي
استخلصها منها.
-
عرض
البيانات بشكل جداول او قوائم إحصائية حيث وتعد هذه الطريقة أكثر طرق عرض البيانات
شيوعاً في البحوث العلمية بصورة عامة والتربوية بصورة خاصة.
-
عرض
البيانات بشكل رسوم بيانية تتناسب مع متطلبات متغيرات البحث، بحيث يتم توضيح
بيانات لمتغيرات على الرسم البياني، وفيها يحاول الباحث التحقق واكتشاف العلاقة
بينها من خلال النظر إليها.
-
عرض
البيانات ملخصة في رقم او قيمة عددية أو نسبة او تكرار، ذلك باستعمال مقياس أو
اكثر من المقاييس الإحصائية المعتمدة والمعروفة من مثل: الوسط الحسابي والانحراف المعياري
ومعاملات التفلطح والالتواء، أو معامل الارتباط ومختبرات الاحصاء مثل (T-test)، و (F-test)، وغيرها من وسائل اختبارات
الفرضيات.
وهنا جزئية مهمة للباحث يتم من خلالها تفسير قيم الاحصاء التي تم الوصول
اليها بعد معالجة البيانات. ويقصد بتفسير البيانات هو استنتاج واستخلاص دلالات للبيانات
الكمية التي نتجت عن المعالجة الاحصائية. وبالتالي اتخاذ القرارات المترتبة على
هذه الدلالات.
وينبغي هنا الانتباه من قبل الباحث الى النظر إلى الدلالات أو الاستنتاجات
على أنها تقريبية (قريبة من الواقع) وليست دقيقة كل الدقة تماما، وكذلك يجب على
الباحث أيضاً أن لا يعتمد على البيانات العددية التي حصل عليها مجردة عن أي وضع
آخر بل عليه الأخذ بنظر الاعتبار جميع الظروف المحيطة بالدراسة او البحث، كما عليه
أن يوضح إمكانية او قدرة تعميم نتائج دراسته إلى نطاق أوسع من الحالات (العينة) التي قام بدراستها.
التربية والتعليم من اهم ميادين الإحصاء التربوي:
تتعدد وتتنوع ميادين الإحصاء إذ يدخل فيه تخصصات كثيرة ومتنوعة. منها
الطبيعية، والإنسانية والاجتماعية على حد سواء وذلك لارتباطه الوثيق بهذه التخصصات.
ويعد مجال او ميدان التربية والتعليم بتخصصاته المتنوعة واحداً من العلوم
الإنسانية ومن اهم ميادين الإحصاء التربوي.
حيث فيها:
ما هو مرتبط بأهداف التربية.
ما هو مرتبط بالسياسات والتشريعات التربوية.
ما هو مرتبط بالمعلم.
ما هو مرتبط بالمتعلم.
ما هو مرتبط بالمناهج المدرسية بمفهومها الواسع.
ما هو مرتبط باستراتيجيات ونماذج التعليم المرتبطة بنظريات التعلم.
الفروض الإحصائية:
ومن المفاهيم التي يجب فهمها وإدراكها جيدا من الباحث الاكاديمي، حيث تعتبر
فروض الدراسة في البحوث التربوية عبارة عن تخمين او تصور وبيان لمجموعة من
الإجابات عن أسئلة الدراسة. والتي يمكن أن يتوصل إليها الباحث التربوي من خلال
حصوله او امتلاكه لعدد من القراءات او المطالعات في مختلف الأدبيات وكذلك البحوث
المرتبطة وذات الصلة. ولكن من الضروري التنويه الى انه يوجد عدد كبير من الأخطاء
الشائعة التي يقع فيها عدد لا بأس به من الباحثين بذلك. فممن أهم وأبرز الأخطاء
المتعلقة بالتحليل الإحصائي ومعالجة البيانات المرتبطة بوجود خلل في صياغة الفروض
البحثية. ويمكن التطرق لبعض الامور:
-
يقوم
الباحث او يعمد بصياغة فرضه البحثي او فروضه البحثية عدم اعتماده على أساس أو
ركيزة منطقية يستند عليها، وهو بذلك يخالف طبيعة وماهية الفروض الإحصائية لمختلف
النظريات المعرفية المعتمدة على مجموعة من النظريات والحقائق. مما يولد انفصال او
عدم تجانس بين ماهية الفرضية وبين ما يسبقها من مختلف المعارف النظرية والبحثية.
-
قد
يتجاهل او يتناسى الباحث فروض البحث واكتفاؤه بالأسئلة البحثية فقط، وقد يكون ذلك
الأمر ملائماً في بعض البحوث مثل البحوث التاريخية والبحوث الاستكشافية وغيرها، وهنا
هذا الأمر يحدث نتيجة لعدم توفر المعلومات اللازمة لإعداد محتوى البحث ومنه صياغة
الفروض البحثية من قبل الباحث.
-
تسرع
الباحث من خلال قيامه بصياغة ماهية فروض البحث وعدم توضيح طبيعة متغيرات البحث
المراد والمطلوب قياسها، وهذا ما يدفعه الى صياغتها بصورة شكلية او سطحية لا تمت
او ترتبط بطبيعة الهدف المنشود تحقيقه.
-
ان
يضع الباحث لمجموعة من الفروض التي تتباين او تختلف او قد تتعارض مع الأدب النظري وكذلك
الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة.
-
وضع
او صياغة الباحث مجموعة فروضه البحثية الخاصة ببعض الأسئلة والعمل على إهمال محتوى
الأسئلة الأخرى.
-
استعمال
الباحث فروض الصفرية ترتبط بمحتوى خطة البحث، بحيث يكون الباحث مفترضاً عدم وجود
لأي شكل من أشكال الفروق بين مجموعات البحث. كما قد ينصح العديد الباحثين من استعمال
الفروض الصفرية عند إجراء التحليل الإحصائي لبيانات البحث. من اجل ضمان الموضوعية
وعدم التحيز. ولكن في الواقع يعمد الى استخدامها في محتوى خطة البحث أي قبل أن يتم
إجراء البحث فليس من المنطق في شيء.
أساليب الإحصاء التربوي:
يوظف او يستعمل الباحثون في بحوثهم التربوية أساليب إحصائية متنوعة. تتنوع وتتوزع او تنقسم إلى أساليب إحصائية وصفية، وأخرى أساليب إحصائية استدلالية أو تحليلية. وهنا بعض المفاهيم الاحصائية التي يجب معرفتها جيدا من قبل الباحثين. وفيما يلي سوف نوضح ذلك:
اولاً:- أساليب الإحصاء الوصفي:
حيث يهتم او يختص الإحصاء الوصفي بجمع البيانات ومن ثم وتبويبها وتفسيرها.
وتمثل أساليب الإحصاء الوصفي استعمال الجداول والرسوم البيانية. وكذلك مقاييس
النزعة المركزية ومقاييس التشتت ومقاييس الارتباط وتحديد العلاقة ومقاييس التموضع
او المواقع النسبية.
1) إعداد الجداول والرسوم البيانية:
يمكن اعتماد الرسم البياني بإتباع إحدى الطرق التالية:
أ ــ طريقة الأعمدة.
ب ــ طريقة المضلع التكراري.
جـ ــ طريقة المنحنى التكراري.
د ــ الطريقة الدائرية (القطاع الدائري).
هـ ــ طريقة مخطط الصندوق (Box Plot).
ان مقاييس النزعة المركزية والتي تسمى بمقاييس التمركز هي ميل أو نزوع البيانات
أو أية قياسات لمجموعة من الأفراد إلى التمركز أو التجمع في الوسط او حول قيمة
الوسط. وتعمل او تهدف هذه المقاييس إلى وضع ملخص او تلخص البيانات الكمية التي تم
جمعها من عينة البحث او مجموعة استجابات الأفراد في مقياس او اداة معينة بعدد واحد
يرمز إليها ويدل عليها، بذلك تصف هذه المقاييس حالة هذه المجموعة ومستواها. من
خلال ما يعبر عنه او يسمى بالقيمة العددية الوسطية.
ومن اهم عناصر مقاييس النزعة المركزية هو المتوسط الحسابي:
المتوسط او الوسط الحسابي هو حاصل جمع القيم او المشاهدات (كاعداد) مقسوماً
على عددها. وان هذا المقياس من أكثر او اشهر مقاييس النزعة المركزية شيوعاً في
البحوث العلمية ومنها التربوية.
من الأساليب الاحصائية المعنية او المسؤولة بتحديد قيمة او درجة تباعد القيم
او البيانات لمجموعة استجابات الأفراد بعضها عن بعض اي الاختلافات. فإذا زاد
التباعد كان تشتتها كبيراً وإذا نقص التباعد كان تشتتها قليلاً. من هنا تعتبر
بيانات او درجات هذه المجموعة متجانسة.
حيث تهدف هذه المقاييس إلى تحديد درجة الاختلاف او التشتت (التقارب أو
التباعد) بين استجابات او درجات أفراد المجموعة محل الدراسة على اداة قياس
المتغيرات. ومن اهم واشهر مقاييسها هو الانحراف المعياري الذي يمثل الجذر التربيعي
لمتوسط مربعات انحرافات القيم المختلفة عن وسطها الحسابي.
4) مقاييس الارتباط والعلاقة:
وهي من المقاييس المسؤولة عن تحديد درجة الارتباط او العلاقة بين المتغيرات
المختلفة واتجاه ارتباطها سواء اكان (طرديا ــ عكسيا). ومن مقاييس الارتباط المهمة
والشائعة:
-
معامل ارتباط بيرسون :
يستند او يعتمد على قيم البيانات الأصلية التي تم جمعها مباشرة، وتكون قيمته
محصورة بين (-1,+1) ويكون الارتباط
موجباً إذا كانت العلاقة بين المتغيرين طردية، ويكون الارتباط سالباً إذا كانت
العلاقة عكسية. ويعد هذا المقياس أفضل مقاييس العلاقة الارتباطية.
-
معامل ارتباط سبيرمان:
وهو احد مقاييس الارتباط اوايجاد العلاقة بين المتغيرات من خلال استعمال رتب
القيم او المشاهدات او استجابات افراد عينة البحث، بدلاً من القيم نفسها. ويتصف هذا
المقياس بسهولة تطبيقه لكن نتائجه لا تتمتع بالدقة نفسها التي يعطيها مقياس معامل
ارتباط بيرسون.
-
معامل
ارتباط فاي:
ذلك المقياس هو المسئول عن إيجاد الارتباط بين متغيرين وكل منهما ثنائي
القطب او الدرجة (مثلا متغير الجنس ومتغير النجاح). واعتماداً على تكرارات الحالات
الخاصة بالأزواج المتشابكة لهذه الأقطاب.
وتمثل الفرق بين الدرجة الخام والمتوسط الحسابي مقسوماً على الانحراف
المعياري. فهي تشير على بُعد القيمة المعينة عن المتوسط الحسابي بدلالة الانحرافات
المعيارية. وتفيد الدرجة المعيارية في تسهيل عملية مقارنة الدرجات او العلامات
الخام المأخوذة من مصادر مختلفة او متنوعة على الرغم من تفاوت قيم متوسطاتها
وانحرافاتها المعيارية. ويكون ذلك من خلال المقارنة بين درجتان اخذتا من مجتمعين
مختلفين فمثلا للمقارنة بين معدل طالب في السادس الثانوي خريج العام الدراسي
السابق ومعدل طالب سادس ثانوي تخرج قبل عشرة اعوام.
ثانياً:- أساليب الإحصاء الاستدلالي (التحليلي):
هو المنهج الاحصائي الذي يهتم بدراسة الاستدلالات والاستنتاجات التي يمكن الوصول
لها او الخروج بها من المعالجات الإحصائية لبيانات للبحوث التربوية ومتغيراتها. واستناداً
على السلوك الذي تظهره قيم البيانات لاستجابات وبيانات افراد العينة.
ويجب على الباحث ان يعي ان هدف الإحصاء الاستدلالي هو تعيين وتحديد مدى
احتمال تشابه نتائج دراسة استخدمت العينة مع نتائج الدراسة ذاتها لو طُبقت على
المجتمع الأصلي لها. ومن مفاهيم الإحصاء الاستدلالي المهمة في معالجة بيانات
البحوث التربوية:
1) الفرض الصفري:
ويعني او يشير إلى عدم وجود فروق أو علاقات بين البيانات او القيم
المستخلصة من المختبرات الاحصائية (البارميرات). بينما تشير الفروق أو العلاقات
بين البيانات او القيم المستخلصة من العينات بخطأ المعاينة. هذا وقد اشرنا لاهمية
ذلك في بداية الموضوع.
يقصد باختبار المعنوية هو يساعد في تقرير قبول الباحث للفرض الصفري من عدم
قبوله (اي رفضه). ليتسنى له تحديد حالة الفرق الاحصائي في مجتمع او عينة الدراسة
من كونها حقيقية أم أنها ناتجة عن خطأ المعاينة.
3) مستوى الدلالة:
وتشير إلى حالة الفروق الدالة احصائيا بين المتوسطات الحسابية من حيث كونها
حقيقية أم أنها راجعة إلى الصدفة او تدخل عوامل دخيلة على متغيرات البحث. وبالتالي
تعطي الباحث القدرة على اخذ موقف يتمثل في قبول الفرض الصفري أم رفضه. ومن المعروف
ان هناك أربعة احتمالات يعتمد عليها الباحث في تقرير موقفه.
أ ــ إذا كانت الفرضية الصفرية صحيحة وجاءت نتائج البحث تشير وتؤيد بصحتها.
فإن الباحث قد اتخذ قراراً صائباً بذلك.
ب ــ إذا كانت الفرضية الصفرية خاطئة وتوصل الباحث لنتائج البحث تتطابق او تشير
بخطئها. بذلك فإن الباحث قد اتخذ قراراً صائباً.
جـ ـ إذا كانت الفرضية الصفرية صحيحة ولكن جاءت نتائج البحث تشير بخطئها،
فإن القرار الذي اعتمده او اتخذه الباحث في هذه الحالة يكون خاطئاً.
د ــ إذا كانت الفرضية الصفرية خاطئة وقد دلت نتائج البحث واشارت الى صحتها.
هنا فإن قرار الباحث يكون خاطئاً في هذه الحالة.
ومستويات الدلالة نوعين:
دال عند 0.05 أي مستوى الثقة هنا
هو 95% والشك او عدم اليقين 5%.
دال عند 0.01 أي مستوى الثقة هو 99% والشك يكون 1%.
4) الإختبارات ذات الطرف أو الطرفين:
يقصد بالاختبار ذي الطرف الواحد او الاتجاه الواحد أن الفرق الاحصائي يمكن
أن يحدث في ذلك الطرف، بينما يعني الاختبار ذي الطرفين او الاتجاهين أن الفرق
الاحصائي يمكن أن يحدث في كلا من الطرفين. وان معظم اختبارات المعنوية ذات طرفين
أو ذيلين وهي تعتمد بشكل مباشر بالفرضية الاحصائية.
5) درجات الحرية:
ويقصد بها عدد الدرجات التي يمكن
أن تتغير حول قيمة ثابتة أو مقياس معين للمجتمع الأصلي. وتستعمل درجات الحرية
كمفتاح عند قراءة الجداول الإحصائية لتحديد مدى وجود دلالة إحصائية للنتيجة
المستخرجة من الاختبار الإحصائي. والتي من خلالها يستطيع الباحث ان يقبل الفرض
الصفري الذي تبناه أو يرفضه.
بالتالي ان ماذكر اعلاه مصطلحات غاية في الاهمية وعلى الباحث الوعي بها، حتى يكون عمله الاحصائي سليم.
ان اختبار فرضية إحصائية هو تقنية او اسلوب لاتخاذ قرار يتعلق بظاهرة قيد الدراسة من خلال البيانات
التي تم جمعها عن تلك الظاهرة. سواء كان المنهج المتبع تجريبي او وصفي او غيرة، وفي الاحصـــاء تسمى النتيجة
ذات دلالة إحصائية إذا ما كان من غير المتوقع
أن تكون حدثت بالصدفة وحدها وطبقًا لعتبة احتمالية مسبقة التحديد درجة دلالة. فمفهوم
الاختبارات الإحصائية في البحث العلمي والتربوي التي يلجأ إليها الباحث وأسس
اختيار الاختبار الإحصائي والأسئلة البحثية كونها تلعب دورا فعالا وهام في تحليل
البيانات التي يتم جمعها لكي يتم عرضها بصورة دقيقة. وكذلك تهدف الاختبارات
الإحصائية إلى الوصول للنتائج الصحيحة والتي لها أن تعمم تلك النتائج على مستوى المجتمع.
وهنالك مجموعة من العوامل المهمة يجب مراعاتها عند اختبار الفروض البحثية
منها:
(تحديد نوع الاختبار الإحصائي، التمييز بين الاختبارات المعلمية و غير اللامعلمية،
الاختيار بين الاختبارات المعلمية و اللا معلمية، اختبار الفرضيات، تحديد مستويات
الدلالة الإحصائية).
للتمييز بين الاختبارات المعلمية والاختبارات غير المعلمية:
الاختبارات المعلمية تنص على أن نوع البيانات التي يقوم الباحث
بإجراء معالجتها وتحليها احصائيا في مستوى القياس الفتري. ويجب أن يكون توزيع
مجتمع الدراسة توزيعا طبيعيا، بالإضافة إلى ذلك فأن مجتمع البحث يجب أن يحتوي على
نفس الاختلافات التي توجد في عينة البحث التي سيتم إخضاعها للتحليل الإحصائي.
أما بالنسبة للاختبارات غير المعلمية فإن لها من الصفات كأن تحقق
الفرضية التي تنص على أن يكون نوع البيانات في مستوى القياس الرتبي بالإضافة إلى
ذلك فإن مجتمع الدراسة يجب أن يكون موزعا توزيعا حرا.
ومن تلك الاختبارات المعلمية:
الاختبار التائي (ت):
(t-test) هو الاختبار الذي يستعمل لتحديد
فيما إذا كان هناك فرق جوهري بين متوسطين اثنين أو نسبتين أو معاملين ارتباط أم لا
ذلك بغية الحصول على مستوى الدلالة الإحصائية للفرق.
تحليل التباين:
هو الاختبار الذي يستعمل في حالة معرفة ما إذا كان هناك فرق ذو دلالة
إحصائية بين ثلاث متوسطات أو أكثر. وتتنوع اختبارات تحليل التباين:
تحليل التباين الأحادي:
وهو أبسط أنواع تحليل التباين يطبق في حالة مقارنة أكثر من متوسطين اثنين
مع بعضها البعض في الوقت ذاته. ويعتمد التباين الاحادي على أساس مقتضاه أن التباين
العام يعود إلى مصدرين هما:
التباين بين المجموعات: هو ناتج من تأثير المعالجة المستخدمة.
التباين داخل المجموعات: ويقصد به تباين الخطأ.
تحليل التباين الثنائي :
وهو النوع الذي يتم من خلاله تقسيم العينة إلى مجموعات مختلفة تبعاً
لمتغيرين اثنين. ويهدف تحليل التباين الثنائي الى عمل مقارنة المتوسطات المختلفة
في كل حقل من حقول الجدول الناتج من توزيع أفراد العينة في الدراسة. وكما يكشف عن
مدى وجود أثر مشترك للصفات (المتغيرات) محل البحث في جعل بعض المتوسطات أكبر من
غيرها أو أقل من غيرها.
تحليل التباين الثلاثي:
هو النوع الذي يتم فيه تحليل النتائج المرتبطة بالمتغير التابع وفق ثلاثة
متغيرات مستقلة لكل واحد منها عدة مستويات.
كاي تربيع:
هو ذلك الاختبار الذي يستعمل في حالة كون البيانات على شكل تكرارات في فئات
محدودة منفصلة عن بعضها البعض. كما يهدف هذا الاختبار الى مقارنة التكرارات
الملاحظة بالتكرارات المتوقعة. ذلك لمعرفة ما إذا كان الفرق بين هذين النوعين من
التكرارات ذي دلالة إحصائية أم لا، أي انه قد خضع او حصل بالصدفة.
المعين في تحليل البيانات ومعالجتها احصائيا:
لا يخفى علينا دور الحاسب الآلي (الكمبيوتر) في تحليل البيانات ومعالجتها
حيث يؤدي دوراً مهماً وكبيراً في تحليل ومعالجة البيانات. وان تطبيق الأساليب
الإحصائية (الوصفية، الاستدلالية). إذ تبدأ عملية تحليل البيانات بإدخالها وفق
نظام الترميز وهذا ما يكون من خلال الباحث
(إذا كانت لديه معرفة بسيطة باستخدام الحاسب الآلي والبرامج الاحصائية) او على يد
شخص متخصص. حيث يتم استخراج النتائج المطلوبة اعتماداً على برامج إحصائية معينة من
أشهرها (Amos) و(SAS) و(SPSS) في صورة جداول ومخططات محددة،
تحتوي وتتضمن الأرقام الخاصة مرتبطة ببيانات متغيرات الدراسة والمجاميع الفرعية
والمجاميع الكلية وكل ما يرتبط ويقترن بهذه الأرقام من نسب مئوية وقيم عددية
وتكرارات وغير ذلك.
بماذا تتجلى أهمية التحليل الإحصائي للباحث وبحثه:
1) للتحليل الإحصائي ومعالجة البيانات فائدة عظمى يقدمها
للبحث. بالتالي يساعد الباحث على دراسة العينات الكبيرة، تمكنه من ضبط البحث.
2) يعد تحليل البيانات احصائيا الحل الأمثل لمعالجة وتحليل البيانات ومنه إعطاء نتائج دقيقة بالنسبة لكافة العلوم التربوية. لذلك فهي توظفه في تحليل البيانات وإصدار الاحكام والقرارات في ضوء تلك النتائج.
3) ان نتائج التحليل الإحصائي ومعالجة البيانات دقيقة وصادقة ويمكن الاعتماد عليها بشكل كبير وبالإضافة إلى ذلك فإنه من الممكن أن يتم تعميم هذه النتائج على مجتمع الدراسة.
4) يمتاز تحليل البيانات احصائيا بقدرته على خلق معلومات جديدة من معلومات ليس لها أي قيمة في حال وجدت بشكل منفرد. ومن اجتماع هذه المعلومات سوف تنعكس الفائدة على المجتمع.
5) للتحليل الإحصائي دورا كبيرا في العلوم الإنسانية والتربوية. ذلك نظرا للارتباط الوثيق والعلاقة بين أهداف تحليل البيانات احصائيا وبين أهداف البحث التربوي. وكذلك دوره في تحليل الظواهر التربوية، وتحديد مسبباتها، وبما يساعد على تفسير هذه الظاهرة وتحليل نتائجها والتنبؤ والتوقع للنتائج المستقبلية لتلك الظاهرة.
6) إن التحليل الإحصائي للبيانات يقدم للباحث إجابات حول كل الأسئلة البحثية والفروض التي طرحها من أجل معرفة سلوك للظاهرة، وتحديد نتائج دقيقة.
================== ------- -----
تعليقات
إرسال تعليق
اضف ماتريد، رأيك مهم شاركنا به لطفا ... مع خالص الاحترام والمحبة