------ ----- --------- التمثيل المعرفي للمعلومات التمثيل المعرفي للمعلومات -------

القائمة الرئيسية

الصفحات

=================

 

 

التمثيل المعرفي للمعلومات

 

التمثيل المعرفي للمعلومات



  

   من أسباب عدم حدوث التعلم بالشكل المطلوب هو ضعف كفاءة التمثيل المعرفي. حيث يصعب على المتعلم ربط المعلومة الجديدة بما لديه من محتوى في بنائه المعرفي. وهذا يؤدي إلى صعوبة استخلاص العلاقات بين المعلومات الجديدة والسابقة ومن ثم يكون توظيفه لتلك المعلومات غير ملائم. وهذا ما أكدته الأدبيـات إلى أن ضـعف الأفـراد في القدرة على تجهيز المعلومات ومعالجتها قد تؤدي إلى سطحية التمـثيل المعرفي للمعلومات من جانبهم. ومن ثم صعوبة استيعابها وتسكينها والاـتفاظ بها وإعادة اســترجاعها وتوظيفها على نحو فعـال.

 

    لقد وَجَد المختصون إن الأساليب التربوية المتبعة في التدريس مازالت تؤكد على الحفظ والتلقين وليس على التفكير والتمعن. حيث نرى أن التكنولوجيا أحدثت طفرة نوعية في شتى ميادين الحياة وأصبح التسارع سمة هذا العصر. ولا يمكننا أن نهمل فكرة إن الطاقات البشرية هي الضمان الحقيقي للمستقبل. وتعد من اكبر ثروات أي بلد لتقدمه وتنميته لذا علينا الاهتمام بتنمية القدرات والإمكانات العقلية لدى الطلبة من خلال إجراء الدراسات التي تبحث في العمليات العقلية بحيث يكونوا قادرين على التعامل السليم مع الطلبة وإمكاناتهم العقلية.    

 

  ويتحدد هدف التعلم المعرفي والذي يتمثل في عملية تمثيل المعلومات هو مساعدة المتعلمين على تجهيز ومعالجة المعلومات واكتسابها وتوظيفها في أطر وصياغات ذات معنى.

 

وقد رأى سولسو (1997) solso   أن موضوع التمثيل العقلي للمعرفة قد شغل اهتمام الفلاسفة الإغريق قديما في سياق ما يعرف الآن بالبناء والعملية. فظلت مناقشة بنية المعرفة وعملياتها في حالة ركود تامٍ حتى بدايات القرن السابع عشر. بعدها اخذ مفهوم تمثيل المعرفة بحلول القرن العشرين تحولا جذريا من ظهور السلوكية وعلم نفس الجشطالت. فقد كانت وجهة النظر السلوكية إلى التمثيل المعرفي مطروحة ضمن تنظيره لمبدأ المثير – الاستجابة. كذلك انشأ منظرو الجشطالت تصورات تفصيلية عن كيفية التمثيل المعرفي الداخلي في سياق مبدأ التشاكلية حيث كان الواقع والتمثيل الداخلي يقفان وجها لوجه في علاقة تشاكلية.

 

     بعد ذلك خضـع موضوع التمـثيل المعرفي للبحث والدراسة من قبل الباحـثين ومن زوايا وأبعاد ورؤى مختلفة ومنهم علماء النفس المعرفي وعلماء الذكاء الاصطناعي وعلماء الحاسب الآلي. وهذه المداخل المختلفة لبحث تمثيل المعرفة اكتشفت أتساع مجال الظاهرة وشجعت تعدد أساليب تناولها.

 

  ويذكر Grain,2000) ) أن الأفراد عموماً يحاولون التكيف مع المثيرات البيئية من خلال توظيف ما لديهم من بنى معرفية. وهذا من شأنه أن يسهم في التطور المعرفي عند الفرد ممثلاً ذلك في تعديل في البنى المعرفية أو استحداث بنى معرفية جديدة. مما يتيح للفرد تحقيق التوازن محققاً بذلك كفاءة للتمثيل المعرفي.

                                                 

     لقد حظي موضوع التمثيل الداخلي للمعرفة باهتمام الباحثين ومن الدراسات التي تناولت كفاءة التمثيل المعرفي دراسة محمد (2006) والتي هدفت إلى تعرف كفاءة التمثيل المعرفي في ضوء نموذج بيجز الثلاثي لدى عينة من الطلبة. وتناولت الدراسة مدخلين للتعلم هما: المدخل العميق والمدخل السطحي اللذين تم قياسهما في الدراسة كمياً وكيفياً. كما تناولت الدراسة كفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات في علاقتها بنواتج التعلم (النواتج الكمية والنواتج الكيفية) طبقاً لتقسيم سولسو. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة إرتباطية دالة بين درجات الطلاب في مدخل التعلم العميق ودرجاتهم في كفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات ومن نتائج الدراسة أيضاً يمكن التنبؤ بكفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات من خلال درجات الطلاب في مدخل التعلم.

 

     وتأسيساً على ما ذكر فأن أهمية الموضوع هذا تتمثل في كيفية تشكيل وتمثيل المعرفة للفرد يعد نظرياً من أهم المشاكل الرئيسية التي يواجهها علم النفس المعرفي. مثل ما هي الرموز الأولية المستخدمة في التمثيل المعرفي ؟ ومدى علاقتها ببعضها ؟ وما هي طريقة تسلسل المعلومات وبنائها لتكون تراكيب أكبر واستخدام هذه المجموعة المعرفية في مواقف حياتنا اليومية.

 

    أن التمثيل المعرفي هو تلك العملية التي يستوعب فيها الذهن المعطيات الخارجية. أي معطيات الواقع بعد أن يحتك بها الفرد ويضفي عليها أبعاد شخصيته المختلفة. يؤدي ذلك إلى أن تتجمع لدى الفرد صور عن تلك المعطيات تشكل حصيلة ذلك الاحتكاك فتكون بالتالي تمثيلا لها. إذ يتمثل كل فرد منا المؤثرات  البيئية بطريقة مختلفة عن الآخرين. كما أن درجة التشابه في تمثيلنا للمفردات البيئية كافية لتساعدنا على التعايش مع بعضنا البعض.

 

   في حين ذهب آخرون إلى أن التمثيل المعرفي عملية تحويل الخبرات المختلفة والمـثيرات (دلالات الصياغات الرمزية من كلمات ورموز ومفاهيم ). و(ودلالات الصياغات الشكلية من صور وأشكال ورسوم) إلى معانٍ وأفكار وتصورات ذهنية يمكن ترميزها واستيعابها وتسكينها بطريقة منظمة. لتصبح جزءاً من البنية المعرفية الدائمة للفرد في الذاكرة طويلة المدى وأدواته المعرفية في التفاعل المستمر مع العالم من حوله. حيث يعاد تنظيم المعلومات وتمثيلها بطريقة ما تصبح فيها المعلومات جاهزة للاسترجاع وقت الحاجة.

 

 

     وعند التطرق إلى عملية التمثيل المعرفي  فلا بد من الحديث عن البنية المعرفية فهما وجـهان لعملة واحدة. إذ تمثل البنية المعرفية نتاج عملية التمثيل المعرفي وصورها التي تكونت بمختلف المعالجات العقـلية للمعلومات التي تم تمـثيلها.

 

   وتكتسب الفكرة الجديدة التي ترتبط ببنية معرفية قائمة وذات تركيب جيد معنى أفضل من تلك التي تستقبل بصورة سطحية وتختزن على نحو معزول. فالمادة الجديدة تكتسب جزءاً من معناها الإضافي من العناصر المألوفة في البنية المعرفية التي تنطوي على تركيب ذي معنى جيد. وتكون الفكرة الجديدة أقل قابلية للنسيان. إذا تم تسكينها أو إحلالها في بنية معرفية أكثر ألفة  أو خلال أفكار مألوفة من تلك التي تختزن بذاتها ودون ربطها بغيرها من الأفكار الماثلة في البنية المعرفية. بمعنى ربطها بالبنية المعرفية الدائمة للفرد. وأن عملية الامتصاص لا تقي التعلم النسيان فقط ولكنها تعمل على سهولة استرجاع الأفكار الجديدة عند الحاجة إليها.

 

 فالمعلومات اللفظية التي يتم تثبيتها من خلال معناها مع الأفكار السابق اكتسابها يمكن أن تسترجع كجزء من البنية المعرفية الأساسية ذات التركيب الجيد. ويرى بياجيه (Piyaget) أن البنية المعرفية تعد من أهم عوامل النمو المعرفي لدى الأفراد وأنها ذات محتوى متغير ووظيفة ثابتة. ويفترض أن هذه البنية تنمو وتتطور مع العمر عن طريق التفاعل مع الخبرات والمواقف لأن الخبرة تتضمن التفاعل. ويترتب على ذلك أن الفرد كلما نما وتطور وتفاعل مع المواقف والخبرات أدى ذلك إلى تغيير في حالة البنية الذهنية المعرفية. إذ إن كل جزء يسهم في تطوير حالة البناء المعرفي الذي يملكه الفرد.

 

    وعلى ذلك فالعلاقة بين البنية المعرفية الدائمة للفرد وكفاءة أو فاعلية التمثيل المعرفي علاقة  تبادلية تقوم على التأثير والتأثر. وتبدو هذه العلاقة من خلال المحددات الآتية :-

·     إن البنية المعرفية بما تنطوي عليه من خصائص كيفية وكمية تعكس محتوى الذاكرة طويلة المدى التي تقوم عليها ذاكرة المعاني. التي تشكل الأساس في كفاءة وفاعلية تحويل دلالات الصياغات الرمزية والشكلية إلى معنى.

·     إن الصياغات الشكلية والرمزية وما تنطوي عليه من دلالات عندما تتحول إلى معانٍ وأفكار وتصورات ذهنية تؤثر مرة أخرى على الخصائص الكمية والكيفية للبناء المعرفي للفرد.

إن كلا من البنية المعرفية بخصائصها الكمية والنوعية ودرجة كفاءة التمثيل المعرفي يقفان متفاعلين خلف الفروق الفردية بين الأفراد في ناتج الأنشطة العقلية المعرفية. واستيراتيجيات التجهيز والمعالجة بما تشمله من أنشطة التعلم والاحتفاظ والتخزين والتوليف والتوليد والاستدلال والتعميم  والاسترجاع.

 

     لذا نجد أن الكثير من الباحثين اتجهوا بأبحاثهم ودراساتهم إلى معرفة الكيفية التي يتم بها التمثيل المعرفي لكونه من المحددات التي تميز الأفراد عن بعضهم البعض. ومن النظريات التي تناولت التمثيل المعرفي نظرية بياجيه إذ تعد من أكثر نظريات النمو المعرفي شيوعاً في ميادين علم النفس ومن أكثرها تأثيراً في المنحى المعرفي (العقلي). ونظراً لأهمية هذه النظرية لابد من الوقوف على وجهة نظر بياجيه في مسألة التمثيل المعرفي.

 

فالتمثيل عند بياجيه (Piaget) عملية معرفية يحول بواسطتها الفرد المواضيع الجديدة المدركة. أو الأحداث المثيرة إلى مفاهيم (مخططات) أو نماذج سلوكية قائمة ويمكن القول خبرات. فهو يرى أشياء جديدة أو أشياء قديمة بطرائق جديدة أو يسمع أشياء ويحاول ضم هذه الأحداث والمثيرات الجديدة إلى المفاهيم (المخططات) التي يمتلكها وتصنيفها وفق تلك المفاهيم.

 

   ويحدث التمثيل المعرفي لدى بياجيه (Piaget) عندما يستعمل الناس مخططاتهم الخاصة لإضفاء معنى على الأحداث في عالمهم ويتضمن التمثيل محاولة فهم شيء جديد. وذلك بدمجه فيما نعرفه بالفعل وأحياناً ربما ينبغي علينا تغيير المعلومات الجديدة لكي ندمجها مع الخبرة السابقة.

 

    فعندما يدرك الفرد وجود تباين بين الموقف الحالي وبين ما لديه من بنى معرفية فأن ذلك يقوده إلى محاولة التصرف في ضوء ما يمتلك من خبرات فأما أن يقوم بتعديل مخططه أو تغييره من اجل تحقيق التوازن. وهو بهذه العملية المستعملة في معالجة الموقف يمكنه من الاستمرار والنجاح في خبرات الحياة اليومية المستقبلية.

 

    ومن النظريات المعرفية التي أشارت الى التمثيل المـعرفي أيضا نظرية اوزبل السيكولوجية اذ اكتسبت هذه النظرية في التعلم بالاستقبال اللفظي ذي المعنى. معناها من خلال نظرية أخرى لأوزبل هي نظرية التمثيل إذ أستعار مصطلح التمثيل من ميدان علم الأحياء والذي يعني أن الجسم بعد أن يهضم الغذاء ويمتصه يحوله إلى مادة تشبه المادة ثم يستعملها في بنائه وتعويض ما يتلف من خلاياه.

 

  ويشير اوزوبل (Ausubel) منذ ستينات القرن الماضي إلى أن التمثيل المعرفي يعد بمثابة العملية الأساسية التي يـتم من خلالها تخزين الأفكار الجديدة في علاقات ترابطية مع تلك الأفكار التي توجد في البنية المعرفية للفرد.

    ويرى أيضاً أن المتعلم يستقبل المعلومات اللفظية ويربطها بمعرفته وخبراته التي سبق وان اكتسبها. وبهذه الطريقة تأخذ المعلومات الجديدة بالإضافة إلى المعلومات السابقة معنى خاص لديه.

 

التمثيل العقلي للمعلومات في اطار الاتجاه المعرفي المعاصر لتجهيز ومعالجة المعلومات:

يرى الكثيرون من علماء النفس المعرفي ان اهم الصعوبات التي يواجهها الباحثون والمشتغلون والمهتمون بعلم النفس المعرفي تتمثل في ان كافة العمليات المعرفية غير محسوسة وغير مرئية. وهذه الصعوبة تؤثر على احراز التقدم الذي ينشده علماء علم النفس المعرفي في هذا المجال، الا ان كثير منهم سعوا الى التغلب على هذه الصعوبة من خلال مدخلين هما:
الاول: بناء نماذج توضح تصور كيفية عمل هذه العمليات المعرفية وعلاقة كل منها بالأخرى مثل: نماذج الانتباه، ونماذج الذاكرة، وهذه النماذج ساعدت بصورة ملموسة على تصور كيف يستقبل الانسان المعلومات؟. كيف يعالجها ويخزنها ويربط بينها وبين المحتوى المعرفي المتزايد لتصبح جزءاً من بنيته المعرفية؟.
الاخر: ما قدمته المدرسة الاجرائية من اساليب قياس الانتباه والادراك والاحتفاظ والتذكر والتفكير، واستراتيجيات حل المشكلات .
وقد استخدمت نظرية تجهيز المعلومات مصطلحات جديدة على علم النفس معظمها مستعار من لغة علم الحاسبات الالكترونية، واهم هذه المصطلحات ما يلي:
المدخلات Inputs: (او ما يسمى احياناً Read In ) وتشمل المثيرات،والمعطيات،والبيانات، والتعليمات او المفهوم الاكثر عمومية " المعلومات " ويتشابه مع الاستثارة البيئية للكائن العضوي.
المخرجات Outputs: (او ما يسمى أحياناً Read Out) ويعني النتيجة النهائية، ويتشابه مع أداء الانسان.
 التجهيز Processing: وهي عمليات تتم بين المدخلات والمخرجات، وهذه المعالجات او العمليات قد تشمل تغيير او تحويل البيانات او مقارنتها ببيانات اخرى. او استخدام النتيجة في البحث عن شيء تم تخزينه من قبل، او اتخاذ قرارات حول هذه النتائج.
وتفترض هذه النظرية وجود مجموعة من ميكانيزمات تجهيز المعلومات داخل الكائن الانسان،كل منها يقوم بوظيفة اولية معينة،وهذه العمليات يفترض فيها ان تنتظم وتتابع على نحو معين.
 
 
نماذج التمثيل العقلي في الذاكرة :
أولاً : النموذج الشبكي الهرمي : Hierarchical Network Model
      اقترح هذا النموذج كويلينزوكوليانCollins & Quillian, 1969)  ) نتيجة جهودهما لمحاولة وضع تصور لكيفية تنظيم المعاملات في برنامج الكومبيوتر. حيث يرى الباحثان ان المعاني والمعلومات تمثل من خلال  تنظيمهما على نحو معين " هرمي " في الذاكرة. وان تمثيل معنى اي مفهوم يكون من خلال علاقته بالمفاهيم الاخرى داخل هذا التنظيم.
 
   والافتراض الاساسي الذي يقوم عليه تمثيل المعرفة وفقاً لهذا النموذج يتمثل في أن المعرفة تخضع في بنائها التنظيم الهرمي. حيث تحتل المفاهيم الاكثر عمومية مستويات اعلى، والمفاهيم الاقل عمومية مستويات ادنى في هذا التنظيم. وتتم عمليات الاستدخال، والاستيعاب، والتسكين وفقاً للخريطة المعرفية التي يعكسها هذا التنظيم، كما تتم عمليات تمثيل المعرفة وتجهيز معالجة المعلومات.
 وفقاً لهذا النموذج عن طريق البحث لا شعورياً وبطريقة منظمة عبر شبكة الترابطات من الاعلى الى الادنى والعكس حتى يتم تسكين او اشتقاق المعلومة المطلوبة. وتأخذ عمليات تمثيل المعرفة زمناً يمكن ان نطلق عليه زمن التمثيل المعرفي للمعلومات، ويختلف هذا الزمن باختلاف طبيعة المعلومة ، وموقعها في شبكة الترابطات.
 
ثانيا : النموذج  مقارنة الخاصية The Feature  Comparison Model
   اقترح هذا النموذج سميث  (Smith, Shoben & Rips, 1974) ويأخذ هذا النموذج منحى مختلفاً تماماً عن نموذج شبكة ترابطات المعاني. فبينما يفترض النموذج الاخير ان المعلومات تنتظم داخل البناء المعرفي للفرد هرمياً. نجد ان نموذج مقارنة الخاصية يفترض ان المعرفة يتم استدخالها وتجهيزها وفقاً لنمطين من الخصائص يتم اختزالها في ذاكرة المعاني هما:
الخصائص التي تعد محددات اساسية للمفاهيم ومعاني الكلمات ودلالاتها  (كالوظيفة او المدلول).
الخصائص التي تصف الفترة لكنها لا تعد محددات اساسية لتحديد انتمائها لتصنيف معين (كالتركيب او البنية).
        يفترض اصحاب هذا النموذج ان تمثيل ومعالجة المعلومات في الذاكرة يتم عن طريق مقارنة مصطلح المفهوم، والمصطلح المتنبئ به من خلال خصائصه. وان هناك نوعين من المحددات : محددات التعريف (Defining Feature)، ومحددات الخصائص (Characteristic Feature). ومحددات التعريف هي الصفات التي تعد جوهرية او اساسية الاستدلال على المفهوم، اما محددات الخصائص او الصفات هي التي يمكن ان تصف المفهوم ولكنها لاتعد  ضرورية او اساسية.

 

 

تمثيل المعلومات من خلال نماذج المخططات العقلية

شكلت الخطط العقلية مفهوما هاما في البنية المعرفية للفرد يستطيع من خلالها ان يحدد استجابته للبيئة الخارجية. والمخططات العقلية تفسر كيفية امتلاك الفرد كم هائل من المعرفة والخبرات في موضوع ما يستطيع الفرد استرجاعه والتعامل معه في وقت قصير. فهي تمثل فهما لموقف او شخص ما من خلال تصغير الخبرات في قالب يسمح بالتكيف والتعامل مع البيئة دون الحاجة الى التعامل مع كم هائل من المعلومات وقت الاستجابة.

فمفهوم المخططات العقلية ليس يعد امتداداً لنظرية بياجيه في التراكيب العقلية المقابلة للتراكيب البيولوجية التي تتصف عامة بالقابلية للتغيير والتكيف. وعلى هذا الأساس تعرف المخططات العقلية بانها تركيب عقلي يشير إلى مجموعة من الأفعال المتشابهة والتي تكون بالضرورة وحدات تامة قوية محددة تترابط فيها العناصر السلوكية المكونة لها. 

والخطط المعرفية هي بنى معرفية تنظيمية تعمل على تنظيم المعرفة حول عدد من المفاهيم والمواقف والاحداث. بالاعتماد على اسس معينة كدرجة التشابه او الاختلاف بينها او اي ارتباطات اخرى. 

 

وظائف المخططات المعرفية:

  1-    أنها بمثابة دعم المعرفي لمعالجة المعلومات

مركز كل النشاط المعرفي هو معالجة المعلومات التي يتم تلقيها كل ثانية، إما لإعطاء فائدة أو تجاهلها. من وجهة النظر هذه، تقدم المخططات إطارًا مرجعيًا لاستيعاب جميع المعلومات الجديدة. ما تم تحديده بالفعل يعطي معنى ودعمًا للمعلومات الجديدة التي سيتم معالجتها.

 

 2-     المساعدة في التمييز بين المعلومات ذات الصلة وغير ذات الصلة

معالجة المعلومات غالية على مستوى الطاقة للدماغ. لذلك من الضروري أن يكون لديك الموارد المعرفية بأكثر الطرق فعالية ممكنة.

تسمح لك المخططات المتاحة لكل شخص بتصنيف المعلومات الجديدة. وفقًا لمدى أهميتها، لتوجيه الانتباه فقط إلى ما هو مفيد.

 

     3-    يسمحون باستنباط وفهم السياق

ليس كل المعلومات الجديدة التي يتعرض لها الموضوع لديها نظام مرجعي مناسب للفهم. في العديد من المناسبات ، ستكون هناك فجوات في المعلومات أو عدم وجود سياق. تدخل المخططات في الاعتبار ، مع إعطاء معنى للضمني ، عند إيجاد العلاقات بين الأفكار أو المفاهيم المختلفة.

 

      4-    توجيه البحث المنظم عن معلومات جديدة

في العديد من المناسبات، لا تصل المعلومات الجديدة التي يصل إليها أي شخص عن طريق الصدفة، ولكنها تسعى إليها طوعًا. بدون مخططات سابقة حول ما تريد البحث عنه ، ستكون العملية مربكة وغامضة وغير منظمة في أحسن الأحوال. ستكون المخططات ذات الصلة هي التي توجه عملية البحث عن المعلومات.

 

 5-    مساعدة في تجميع المعلومات الواردة

المخططات هي في حد ذاتها أشكال معلومات اصطناعية. يتم تصورها على أنها الحد الأدنى لوحدات المعلومات.

لذلك، عند محاولة معالجة المعلومات المعقدة، ستسمح المخططات المعرفية السابقة بتمييز الأفكار الرئيسية عن الأفكار الثانوية والأفكار التكميلية. مما يسهل التسلسل الهرمي والملخص.


  6-    التعاون مع إعادة بناء المعلومات المفقودة

من الشائع عند محاولة معالجة معلومات جديدة، أن ينقضي الموضوع في ذاكرته أو نسيانه ، مما يعيق فهم واستيعاب المعلومات المذكورة. فائدة المخططات السابقة، في هذه الحالات عالية، لأنها تسمح باختبار الفرضيات التي تساعد على توليد أو تجديد هذه المفاهيم.

دون التعمق في الموضوع، من الواضح أن المخططات المعرفية وظيفية للغاية وشاملة في جميع مراحل معالجة المعلومات وتخزينها.

 

================== ------- -----

***********************


***********************

هل اعجبك الموضوع :
author-img
استاذ جامعي وباحث اكاديمي ومدون

تعليقات