------ ----- --------- قلق الامتحان كمعيق للتعلم قلق الامتحان كمعيق للتعلم -------

القائمة الرئيسية

الصفحات

=================

 

قلق الامتحان كمعيق للتعلم


قلق الامتحان كمعيق للتعلم

من المتغيرات التي تؤثر على عملية التعلم هو قلق الامتحان الذي قد يؤثر في تحصيل وسلوك الطلبة في المواقف الدراسية المختلفة. هذا قد اشارت بحوث Sarason & Wien) ) على ان القلق يولد استجابات غير مناسبة نحو الواجبات (المهام) داخل مواقف الامتحانات. مثلا الانشغال بالنجاح او التفكير في ترك الدراسة. وهذا الانشغال بدوره بتداخل مع الاستجابات المناسبة للاداء الجيد في الامتحانات. حيث اكدت دراسة (Allen) الى اهمية مهارات التعلم والاستذكار كجزء من  برامج علاج قلق الامتحان.

 

فقد اثبتت دراسة البدران، ان الطلبة ذو القلق العالي يستعملون اسلوب المعالجة  المفصلة والموسعة بالمرتبة الاولى. واسلوب احتفاظ الحقائق العلمية بالمرتبة الثانية واسلوب الدراسة المنهجية بالمرتبة الثالثة. واسلوب الدراسة المعمقة بالمرتبة الرابعة. اما اصحاب القلق الواطيء يميلون الى اسلوب الاحتفاظ بالحقائق العلمية بالمرتبة لاولى. وياتي الاهتمام باسلوب المعالجة المفصلة بالمرتبة الثانية وفي المرتبة الثالثة يأتي اسلوب المعالجة المعمقة. بينما يقع بالمرتبة الرابعه اسلوب الدراسة المنهجية.

 

يرى البعض ان سبب لجوء الطلبة الى اسلوب المعالجة الموسعة والمفصلة. هو ضعف مستوى اساليب معالجة المعلومات لدى هؤلاء الطلبة حيث يعتمدون على المجال بدرجة كبيرة. ويرافق القلق حالة من التوتر والاضطرب، وعدم الاستقرار، وتوقع الخطر. الا انه في الظروف العادية يعد مصدر من مصادر الدافعية، يؤدي الى الخلق والبناء وهذا يعني ان القلق حالة ايجابية تؤدي الى تعلم توافق الفرد مع تحديات بيئته ويشجعه عل حسن الأداء.

 

كما ان ان القلق حالة من الشعور بعدم الارتياح والاضطراب والهم تصيب الفرد وتؤثر في عملياته العقلية كالانتباه، والتفكير، والتركيز، والتذكر، التي تغير من متطلبات النجاح في الامتحان. ويرافق حالة القلق هذه الشعور العالي بالوعي وبالذات مع الاحساس باليأس الذي يظهر الانجاز المنخفض للامتحان. مع الشعور بان دراسة الطالب غير كافية يضاف اليها قلق الوالدين، غير المبرر والجو الامتحاني العام  من اسئلة ومدرسين وأبنية محيطة بالطالب أثناء فترة الامتحان.

ويرى (ريموند وكاتل وسبيلبرجر) ان القلق كحالة هو انفعال مؤقت يشعر الفرد به بالضيق والكدر عندما يدرك خطرا. اما قلق السمة فهو سمة من سمات الشخصية يدل على استعداد سلوكي كامن للقلق. ومن هنا نشاهد عجز الطالب ذو القلق المرتفع في مواجهة المواقف الامتحانية عن الطالب ذو القلق المنخفض.

واكدت نتائج ودراسات كثيرة ان حالة القلق ترتبط ارتباطا موجبا عاليا بسمة القلق في مواقف الضغط. ولا ترتبط بها في المواقف العادية الخالية  من تهديد تقدير الذات. واشارت واين  في نظريتها  ان الافراد من ذوي قلق الاختبار المرتفع يقسمون انتباهاتهم بين الاستجابات المناسبة. او التي ترتبط بالموقف الاختباري كالاضطرابية ونقد الذات. في حين يكون انتباه الاشخاص من ذوي قلق الاختبار الواطيء مركزا  في المهمة.

 

ويعتبر المعلم المسؤل الرئيسي عن خفظ حالة القلق لدى طلبته، لانه يبني الاختبارات ويديرها. وهنا تقع عليه مسؤولية ايجاد المناخ التعليمي الايجابي الذي يخفف قلق الامتحان عن طلابه. وذلك من خلال اعلام الطلبة، ومساعدتهم للتحضير للامتحانات، واستعمال الاختبارات التجريبية والتدريسية واعطاء الوقت المناسب للاجابة. وكذلك يجب ان يكون المدرس واضحا مع الطلبة عما يجب جلبه الى قاعة الامتحان مسبقا، لان هذا كله من شانه ان يخفف من مستوى القلق لدى الطلبة.

 

ويلعب تفكير الفرد دورا كبيرا في خفظ حالة القلق لديه فالتفكير السلبي الذي ينتاب الفرد اثناء مواجهته لمتطلبات الحياة يؤدي الى التوتر والضغط. ويحد من استخدام القدرات المعرفية خلال تحويل الانتباه عن كيفية تلبية المتطلبات بافضل شكل ممكن.

 

ومن المعروف ان اي عمل عقلي لا يمكن له ان يعمل لوحده بمعزل عن الجوانب الانفعالية، سواء كانت هذه الجوانب مؤثرة سلبيا ام ايجابيا. ويعتبر القلق  حالة انفعالية غير سارة قوامها الخوف الذي ليس له مبرر موضوعي من طبيعة الموقف الذي يواجهه الشخص مباشرة.

فالقلق يشتمل على عدة مكونات هي :

1-      المكون الانفعالي: ويتمثل في حالة الخوف، والتوتر، والشعور بالخطر، وعدم الاستقرار.

2-      المكون الفسيولوجي: يتمثل فيما يترتب على حالة الخوف من استثارة وتنشيط الجهاز العصبي المستقل. مما يؤدي الى تغيرات فسيولوجية عديدة منها زيادة ضربات القلب، وسرعة التنفس، وشحوب الوجه والتعرق.

3-      المكون المعرفي: يتمثل في التأثيرات السلبية لمشاعر الخوف والتوتر التي تؤدي الى عدم مقدرة الفرد على الادراك السليم للموقف  والتفكير.

 

 

أن القلق اما ان يكون ذاتي اي ان مصدره من داخل الفرد، او ان يكون موضوعيا اي ان المنبه فيه يكون خارجيا كخوف الطلبة من الامتحان. او يكون عصابيا داخلي المصدر، والفرد لا يعرف  اصله حيث تكون اسبابه لا شعورية مكبوتة.

وهناك قلق يظهر على الفرد عند وجود مثير يهدد بالخطر ويزول بزواله ويسمى قلق الحالة. وهناك قلق ثابت نسبياً كاحد مقومات الشخصية فعند وجود خطر معين يستثار بشكل حاد وغير طبيعي ويسمى قلق السمه.

ولقد اختلفت وجهات نظر اصحاب المدارس النفسية حول مفهوم القلق وطبيعتة كظاهرة بشرية. ففي الوقت الذي يرى فيه الجشتاليتون ان القلق يعبر عن عدم التطابق بين الذات والخبرة بحيث اذا مر الفرد بخبرة ما فانه يحاول ان يدمجها في ذاته.

 

اما انصار المدرسة الانسانية يرون ان القلق يمثل الخوف من المجهول وما يحمله المستقبل من احداث تهدد وجود الفرد و كيانه. في الوقت الذي يرى فيه السلوكيون القلق يرتبط بما في ذات الانسان. وما يواجهه من مثيرات او احداث غير سارة تثير ردود انفعالية تؤدي الى عدم الارتياح لديه.

 

 بينما ينظر الاطباء النفسيون الى القلق على انه عبارة عن عملية رد الفعل نحو تهديد حقيقي او خيالي يؤدي الى الشعور بالرهبة وعدم الراحة.

 

بينما ترى نظرية القلق كدافع، ان القلق يدفع الى العمل والتعلم في مستوى امثل  (متوسط). حيث يرى ان هناك مستويات ثلاث للقلق هي القلق العالي، القلق المتوسط، القلق الواطيء.

 

واجريت عدة بحوث في مجال القلق العام، ثم  بدء الاهتمام بانواع اخرى من القلق من ضمنها قلق الامتحان (Test Anxiety). كشكل محدد من القلق المرتبط بمواقف التقويم لان المواقف الامتحانية مواقف محددة تتطلب اصدار الحكم على الطلبة بالنجاح او الرسوب.

وقد تناول الباحثون والمربون قلق الامتحان بتفسيرات مختلفة. فمنهم من قال بان هذا القلق ياتي نتيجة مرور الطلبة بمواقف تهدد استقرارهم واحساسهم بالامن وخوفهم من عدم النجاح في الامتحان.

ويؤكد Kenjamin بان ذلك يرجع الى وجود عادات دراسية سيئة لدى الطلبة تتمثل في، الاستعداد قبل الامتحان مباشرة. والى الاعتماد على الحفظ بالدرجة الاساس، وتعتقد زغل بان هذا القلق ينشأ من تخوف الطالب من الفشل في الامتحان. او الخشية من عدم الحصول على نتيجة طيبه في ضوء توقعاته او توقعات الاخرين.

ويرى  Simpsonانه يعود الى الخوف او الانزعاج من جهة والى العواطف الجياشة من جهة ثانية.

 

وترى نظرية القلق كدافع ان القلق كدافع يدفع الى التعلم وفي مستوى متوسط من القلق يؤدي الى ازدياد الدافع للتعلم. ففي حالة ارتفاع مستوى القلق تبدأ الاستجابات العصبية للقلق بالتداخل فيتعطل الاداء وينخفض بارتفاع مستوى القلق.

ويرى Read ان القلق الشديد يعوق التعلم، وان درجة القلق يمكن ان تؤثر وظيفيا بشكل ايجابي في بعض اشكال التعلم. وان مستوى القلق المنخفض يمكن ان يعوق التعلم.

 

================== ------- -----

***********************


***********************

هل اعجبك الموضوع :
author-img
استاذ جامعي وباحث اكاديمي ومدون

تعليقات