------ ----- --------- البحث العلمي والحاجة أليه البحث العلمي والحاجة أليه -------

القائمة الرئيسية

الصفحات

=================




البحث العلمي والحاجة اليه: 


البحث العلمي والحاجة أليه


نلاحظ ان اهم ما يجعلنا بحاجة الى البحث الاكاديمي العلمي:

- ﺍﻟﺒﺤ ﺍﻟﻌﻠﻤ ﺘﺼ ﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤ ﺤﺴ ﺒل ﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟـ ـل ﺃﻓـ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ، ﺍﻟﺼﺎﻨﻊ ... ﻓﺎﻟﻜل ﻓﻲ الطالب والمهندس والطبيب وغيره.
-ﺤﺎﺠ ﻟﻰ ﺍﻟ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﺍ ﺍﻟﺘﺨ ﻜﻤـﺩ ـ ـ ـ ﻤﺸﻜﻼﺘﻨﺎ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﺭﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
 – ﺤﺎﺠﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﺘﺭﺸﻴﺩ ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺒل ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻷﻥ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻴﺩ ﺠﺎ ﻨﺘﺎﺌ ﺍﻟﺒﺤ ﺍﻟﻌﻠﻤ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺒﻴ ﺩﻯ ﺍﻟـ ﺘﻘ ﺍﻟﻤﺠﺎل. ﻭﻟﻜ ﻟﻤﺎﺒل ﺴﺘﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌ ـﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﺎﺌﺠ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻹﻨﺴﺎﻨﻴ ﺴﻴﺭ. ﻟﻌﻠﻭﻡ ﻹﻨﺴﺎﻨﻴ ـ ﺍﻟـ ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺘﺨﻀﻊ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭل ﻟﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
- ﻜﻼﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘ ﺍﻟﻌﺭ ﻭﺍﻼﻤ ﺒﻌ ﻭﻡ ﻨﺘﺠـ ﺇﻟـ ﺍﻟﻐﺭ ﺍﻟﺭﻕ ﻨﺒﺤ ﻟﻬ ﺤل ﻴﺩﻫﺎ ﺠﺎﹰ. ﺘﻨﺎﺴﻴ ﻨﻨـ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺤﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺨﻀﻌﻨﺎﻫﺎ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺭﺽ.  ﻭﻴﺼﻑ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ (ﺍﻟﻌﻼﺝ) ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ.
- ﻤﺸﻜﻼﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻤﺘﻜﺭﺭﺓ ﻭﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻨﺄﺨﺫ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﺘﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺒ ، ﺭﻜﻪ. ﻜﺭﺭ ﺍﻟﺘﺠ ﻭﺃـ ﺍﻟـ ـ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ. 
(البحث العلمي) ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺼﻠﻨﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻀﻲ ﺃﻭ ﻴﺨﻔﻑ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻜﻼ. ﺍﻟﺤﺎل ﻨﺴﺒ ﻟﻠﻌﺩﻴﺩ ـﻜﻼﺘﻨﺎ ﺘﺼـﺩﻴ والادارية.
- ﺇﺫﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺤل  ﻤﺸﻜﻼﺘﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻬ ﻁﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺔ. ﻜﻤ ﻴﺩ ﺘﻨﺎ ﻠﻰ ـ ـﻥ ﺍﻷﺒﺤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤ ﺍﻟ ﻨﺘﺠ ﻵﺨﻭﻥ ﺒﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ ﺍﺀﺍﺕ ﻭﻗـﺩ ﺍﻟﺒﺤـ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ. ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴـﺅﺩﻱ ﻟﻨﺠﺎﺤﻨﺎ  ﻓﻲ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺃﻭﻀﺎﻋﻨﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ. 


ﺃﻏﺭﺍﺽ البحث العلمي :

ﺇﻥ ﻟﻠﺒﺤ ﺍﻟﻌﻠﻤ ﺨﺘﺼﻫﺎ ﺎﺤ ﻷﺤ ﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎ:
" ﻭﻻ  ﻴﻨﺒﻐﻲ  ﻟﻤﺼﻨﻑ  ﻴﺘﺼﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺼﻨﻔﻴﻥ: ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺭﻉ ﻤﻌﻨﻰ، ﺃﻭ ﻴﺒﺘﺩﻉ ﻭﻀﻌﺎ ﻭﻤﺒﻨﻰ. ﻭﻤﺎ ﺴﻭﻯ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ ﻓﻬﻭ ﺘﺴـﻭﻴﺩ ﻟﻠﻭﺭﻕ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺒﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ".
 ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻭﻱ ﻓﻘـﺩ ﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﺤﻭﺫﻱ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺭﺘﺏ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﺴﺒﻌﺔ. "ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﺒﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺠﻪ، ﻭﻨﺎﻗﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻴﺘﻤﻡ ﻨﻘﺼﻪ، ﻭﺨ ﺼﺤ ﺍﻟ ، ﻭﻤﺴﺘ ﺠﺤ ﻻﺨﺘﺼ ـ ﺒﻤـ ﻴﻭﻀﺢ ﺍﺴﺘﻐﻼﻗﻪ، ﻭﻁﻭﻴل ﻴﺒﺩﺩ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﻁﻭﻟﻪ ﻴﺨﺘﺼﺭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺇﻏﻼﻕ ﻭﻻ ﺤﺫﻑ ﻟﻤ ل ﻐﺭ ﺍﻟﻤﺼﻨ ﻷﻭل. ﻭﻤﺭﻕ ﺸﺘﺎ ـﺩﺩ ﻋﻠـ ﺃﺴ ﺤﻴ ﺏ، ﻭﻤﻨﺜﻭ ﺘﻴﺒﺎ ﺤﻴ ﺍﻟـ ﺃﻨ ﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻡ ﺘﻴﺒـ ﻭﺘﺒﻭﻴﺒﻪ."
(ﺍﻟﻌﺴﺎﻑ2000: 9)، ﻋﻥ (ﺭﻭﺯﻨﺘﺎل ﻓﺭﺍﻨﺘﺯ، 1403ھ  :174).

ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺃﻭﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﺯﻴﺩ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻭﺘﻨﻘﺹ ﺃﺨﺭﻯ، ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻔﻅ؛ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺘﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. ﻓﻘﺩ ﻗﺼﺭﻫﺎ ﺒﻌﺽ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺃﻭﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﺯﻴﺩ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻭﺘﻨﻘﺹ ﺃﺨﺭﻯ. ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺘﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻘﺩ ﻗﺼﺭﻫﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
 " ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ ﻤﻌﺩﻭﻡ، ﺃﻭ ﺠﻤﻊ ﻤﻔﺘﺭﻕ، ﺃﻭ ﺘﻜﻤﻴل ﻨﺎﻗﺹ، ﺃﻭ ﺘﻔﺼﻴل ﻤﺠﻤل، ﺃﻭ ﺘﻬﺫﻴﺏ ﻤﻁﻭل، ﺃﻭ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻤﺨﻠﻁ، ﺃﻭ ﺘﻌﻴﻥ ﻤﺒﻬﻡ، ﺃﻭ ﺘﺒﻴﻥ ﺨﻁﺄ."
( ﺍﻟﻌﺴﺎﻑ، ﻨﻘﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺴﻭﻗﻲ 1404ھ :57).


مفهوم البحث العلمي :

ﻤﻌ ﻜﻠﻤ :
ﺍﻟﺒﺤ ﺠﻤ ﺒﺤﺎ ﺒﻤﻌ ﺍﻟﺘﻴ، ﺍﻟﺘﺤ، ـ ـﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻱ ﻓﺘﺵ ﻋﻨﻪ ( ﻟﻭﻴﺱ ﻤﻌﻠﻭﻑ، 1985 : 127).
ﻭﺘﺭﺘﺒﻁ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﺎﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻤﺨﺒﻭﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺏ ﻋﻥ ﻤﺠﻬﻭل ﺒﺈﺘﺒﺎﻉ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻁﺭﺍﺌﻕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ، ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ  ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ، ﻭﺭﺼﺩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺎﺕ، ﻭﺍﻷﺴﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻬﺎ. ﻤﻤﺎ ﻴﺜﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﻭﻴﻜﺘﺸﻑ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺠﺩﻴﺩﺓ، ﺃﻭ ﻴﻭﻀﺤﻬﺎ ﻭﻴﻌﻤ.
ﻭﻟﻬ ل ﻤل: " ﺍﻟﺒﺤ ﺩﻗـ ﻻﻜﺘﺸـ ﻤﻌﻠـ ﻋﻼﻗ ﺩﻴﺩ، ﺍﻟﻤﻌﺭﻓ ﺍﻟﺤﺎ ﺍﻟﺘﺤـ ـ "(ـﺩﻥ، ـﺕ، 17)، ﻭﻴﻘﻭل ﻓﺎﻴﻥ ﺩﺍﻟﻴﻥ: " ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻨﺎﻓﺫﺓ ﻟﻠﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺤﻠـﻭل ﻟﻠﻤ ﺍﻟ ﺭﻕ ﺍﻟﺒﺸ ﺘﺤﻴﻫﺎ ﻴﺘﻭ ـ ـﻼع. ﺫﻴـ ﺍﻟﺸﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﺒﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ". (ﻨﻭﻓل ﻭﺯﻤﻼﻪ،  1993).
 ﺃﻤ ﺒﺩ ﺍﻟﻐ ﺍﻟ ل: " ﺍﻟﺒﺤـ ـﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻬﺎ. ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ". (ﺍﻟﻘﺩﺭﻱ، 1402 ھ : 220).

ﻭﻜﻠﻤﺔ ﻠﻡ:
 ﻋﻠ ﻋﻠﻤ ﺍﻟل، ﺒﻤﻌ ﻠﺕ ﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠ، ﺍﻟـﻲﺀ، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻋﺭﻓﻪ ﻭﺘﻴﻘﻨﻪ، ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺸﻲﺀ: ﺸﻌﺭ ﺒﻪ ﻭﺃﺩﺭﻜﻪ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﺘﻘﻨﻪ.


مفهوم العلم والبحث العلمي:







ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺄﻨﻪ: " ﻨﺸﺎﻁ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ".
ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻨﺫ ﺃﻥ ﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ ﻴﻜﺜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ، ﻭﺘﻜﺜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﻏﻤﻭﺽ. ﻭﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻤﺅﻜﺩﺍً ﺒﺫﻟﻙ ﻗـﺩﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ.
ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺒﺄﻥ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺒﻭﻁﺎً ﺒﺩﻭﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀل، ﻭﻋﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﻤﻁ ﺤﻴﺎﺘﻪ. ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺒﺤـﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.

ﻓﺎﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺇﺩﺭﻴﺱ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ: " ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﻭﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ. ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻀﺒﻁﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻼﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﻤﻨﻬﺎ ". (ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ،  2000 :8 ).

ﻭﻴﺭﻯ ﻜﻭﻫﻴﻥ ﻭﻟﻭﻴﺱ ﻤﺎﻨﻴﻭﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ: " ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻭل ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨـﺎﺕ ﺒﻁﺭﻴﻘـﺔ ﻤﺨﻁﻁﺔ ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ،  ﺜﻡ ﺘﺤﻠﻴل ﺘﻠﻙ  ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ". (ﻜﻭﻫﻴﻥ ﻟﻭﻴﺱ ﻭﻤﺎﻨﻴﻭﻥ،  ﻟﻭﺭﺍﻨﺱ، ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻜﻭﺜﺭ: 46).


ﻭﻋﺭﻓﺔ (ﻋﺎﻗل 1982: 38): ﻗـﺎﺌﻼً "ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻲ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻭﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ".

ﺍﻟﺴﺭ  ﺃﺤﻤﺩ: "ﺒﺄﻨﻪ  ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﻟﻠﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ. ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ". ( ﺍﻟﺴﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ، 1993 :80).


ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ  ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻤﻥ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ:

ﺃﻥ البحث العلمي ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻋﻤﻠﻲ ﻤﻨﻅﻡ ﻭﻤﻨﻀﺒﻁ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺤﻠﻭل ﻟﻤﺸﻜﻼﺕ، ﺃﻭ ﺘﺠﻤﻴﻊ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻋﻥ ﻤﻘﺘﺭﺤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺭﺍﺤﺎﺕ، ﺃﻭ ﻤﻘﻭﻻﺕ ﻟﻠﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺼﺤﺘﻬﺎ. ﻭﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ، ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭ، ﻭﻫﻭ ﻋﻤل ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﺨﺎﻟﺹ.


خصائص العلم البحث العلمي:

1-  ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﺸﺎﻁ ﻏﺭﻀﻲ ﻤﻨﻅﻡ:
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﺸﺎﻁ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻏﺭﺍﺽ ﻤﻌﻴﻨـﺔ، ﻓﻬـﻭ ﻻ ﻴﺤـﺩﺙ ﺒﺎﻟﺼﺩﻓﺔ، ﺒل ﺒﺨﻁـﻭﺍﺕ ﻭﺘﺭﺘﻴﺒـﺎﺕ ﻤﻨﻅﻤـﺔ ﻤﺘﺘﺎﺒﻌـﺔ؛ ﻭﺼـﻭﻻً ﻟﻠﺤﻘـﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ. ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺍﻷﺤﺩﺍﺙ، ﻭﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴـﻴﺭﻫﺎ ﻭﻓﻬﻡ ﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺅ ﺒﻬﺎ. ﻭﺴﺭ ﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭ ﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬـﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ. ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ ﻻ ﺘﺘﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﺒﺈﺘﺒﺎﻉ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﺘﻨﺎﺴﻘﺔ ﻀﻤﻥ ﺘﺭﺘﻴﺒـﺎﺕ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ.

ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ:
- ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻓﻲ ﻏﺭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺒﺤﺙ.
-  ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻴﺴـﺒﻕ ﻭﻀـﻊ ﺍﻟﺨﻁـﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻭﻟـﻴﺱ ﺍﻟﻌﻜﺱ.
  ( ﺍﻷﻏﺎ 2000: 5).

2-   ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺤﺩﻭﺩ ﺘﺘﺴﻊ:
ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻟﻠﻌﻠﻡ  ﺃﺜﺭﺍً ﻭﺍﻀﺤﺎً ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﺒﺤﺩﻭﺩ
ﺯﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ  ﻤﻌﻠﻭﻤﺎت ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻤﺎ ﺃﻗل ﻤﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ. ﻭﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻗل ﻤﻤﺎ ﺴﻴﻌﻠﻤﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻌﺩ ﻏﺩاً.
ﻓﻬﻭ ﻴﺘﺴـﻊ ﻭﻴـﺯﺩﺍﺩ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ، ﻭﺒﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﺍﻟﻁﺭﺍﺌﻕ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻻﺘﺼـﺎل ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺼـل. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺴﺎﻉ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺯﻤﺎﻨﻴﺎً ﻭﻤﻜﺎﻨﻴﺎً ﺭﻫﻥ ﺒﺎﻟﺠﻬﻭﺩ ﻭﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺫل ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ.
ﻭﻴﺤﺫﺭ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺤﺴﺎﻥ ﺍﻷﻏـﺎ ﺍﻟﺒـﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻷﻜـﺎﺩﻴﻤﻴﻴﻥ ﻤـﻥ ﺘﻨـﺎﻭل ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺘﻡ ﺒﺤﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺒﺭﺭﻴﻥ ﻋﻤﻠﻬـﻡ ﻫﺫﺍ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻴﺩﺭﺴﻭﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺘﻬﻡ ﻭﻭﻁﻨﻬﻡ. ﻭﺭﻏﻡ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺫﻟـﻙ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻁﺭﻕ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﺤﺩﺍﺜﺔ ﻭﺠﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻭﺍﻷﻨﻔﻊ ﻭﻓﻲ ﻜلٍ ﺨﻴﺭ ( ﺍﻷﻏﺎ  2000: 9).

3-  ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎل:
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺎل ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻓﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﺘﺘﺴﻊ ﻟﺘﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺴـﻭﺍﺀ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ. ﻟﺫﺍ ﻓﻼ ﻴﻭﺠـﺩ ﻤـﺎ ﻴﺴـﻤﻰ ﺒﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺃﺩﺒﻴﺔ، ﻷﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺇﻟـﻰ ﻤـﻭﺍﺩ ﻋﻠﻤﻴﺔ،  ﺃﻭ  ﻤﻭﺍﺩ  ﺃﺩﺒﻴﺔ. ﻷﻥ  ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ  ﺃﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻓﺎﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ (ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ- ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ- ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ-ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ- ...).

ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ. ﻭﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭالمختلف
(ﻋﺒﻴـﺩﺍﺕ ذﻭﻗﺎﻥ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ، 1998 :23). ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻭﺍﺴﻊ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﺘﺤﺕ ﻟﻭﺍﺌﻪ ﻓﺭﻭﻉ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻋﻠـﻭﻡ فرعية.


4-  ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ:
 ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﻲ ﻓﻼ ﻴﺘﺭﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺩﺭﺍﺴـﺘﻬﺎ ﺠـﺯﺀﺍً ﺩﻭﻥ ﺘﻤﺤـﻴﺹ ﻭﻻ ﻴﺨﻔـﻲ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺃﻴﺎً ﻜﺎﻨﺕ. ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺤﺭﻑ ﻭﻻ ﻴﺭﻓﺽ ﻭﻻ ﻴﺯﻭﺭ ﻤﻊ ﻤـﺎﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻩ.
ﻭﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل، ﻭﺍﻟﺘﺩﻭﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ، ﻭﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎً ﺒﺎﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻜﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻬل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ. ﻟﺫﺍ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻀﻤﺎﻨﺎً ﻟﻠﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼـﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻨﻬﺎ، ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﺼﺩﺭ ﺜﻘﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭﺒﺎﻵﺨﺭﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ  ﺴﺎﻫﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ.

5-  ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﻨﺸﻁ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺘﺭﺍﻜﻤﻲ:
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﻨﺸﻁ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻜل ﺍﻷﻤﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺸﺎﺭﻜﺕ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺼﺭﺡ ﺍﻟﻌﻠﻡ، ﻭﺘﻭﺴﻴﻊ ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ، ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﺠﻭﺍﻨﺒﻪ... الخ. ﻓﻼ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻌﻴﻥ، ﺒل ﻴﻨﻘل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻌﺎﺭﻑ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻭﺇﻨﺠﺎﺯﺍﺘﻬﻡ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﻋﺒﺭ ﺍﻷﺯﻤﺎﻥ.  ﻭﻴﺴﺘﻔﻴﺩﻭﻥ  ﻤﻥ ﺨﺒﺭﺍﺕ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻴﺘﺄﺜﺭﻭﻥ ﻭﻴﺅﺜﺭﻭﻥ ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﻭﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺘﺠﻤﻌﺎﺘﻬﻡ.
ﻭﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼـﻴﺔ ﺘﻭﺤﻲ ﻟﻠﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺒﺄﻻ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻐﺭ، ﺒل ﻴﺠﺏ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤـﻥ ﻋﻠـﻭﻡ ﻭﺠﻬﻭﺩ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﺇﺜﺭﺍﺀً ﻟﺒﺤﻭﺜﻬﻡ، ﻭﺇﺤـﺩﺍﺜﺎ ﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺘﻬﻡ. ﻭﺘﺴـﺨﻴﺭﺍً ﻹﻤﻜﺎﻨﺎﺘﻬﻡ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﻡ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻤﻲ ﺠﺩﻴﺩ، ﺃﻭ ﺤل ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﺃﻭ ﺴﺩ ﺜﻐـﺭﺓ ﻓﻲ ﺠﺴﻡ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﻭ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ. ﻟﺘﺨﺩﻡ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ، ﺃﻭ ﺒﻴﺌﺎﺕ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ.
 ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺴـﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ: "ﻤﻌﺩﻡ، ﺃﻭ ﺠﻤﻊ ﻤﻔﺘﺭﻕ، ﺃﻭ ﺘﻜﻤﻴل ﻨـﺎﻗﺹ، ﺃﻭ ﺘﻔﺼـﻴل ﻤﺠﻤـل، ﺃﻭ ﺘﻬﺫﻴﺏ ﻤﻁﻭل، ﺃﻭ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻤﺨﻠﻁ، ﺃﻭ ﺘﻌﻴﻥ ﻤﺒﻬﻡ، ﺃﻭ ﺘﺒﻴﻥ ﺨﻁﺄ ".

6-  ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﻭﻤﻨﻬﺎﺝ:
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻜﻤﺤﺘﻭﻯ ﻴﺘﻀﻤﻥ: " ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻜﻤﺔ- ﺠﺴﻡ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ-ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ، ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﻫﻭ ﺠﺴﻡ ﺤﻲ ﻤﺘﻨﺎﻡ ﻤﺘﻁﻭﺭ. ﻤﺼﺎﺩﺭﻩ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ، ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍً ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﻜﻴـﺩ، ﺃﻭ فروضاً ﺘﺘﻁﻠـﺏ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻨﻬﺎ، ﺃﻭ ﺨﻴﺎﻻً ﻴﻠﺯﻡ ﺘﺠﺴﻴﺩﻩ. ﻭﻴﺘﻁﻠﺏ ﺫﻟﻙ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘﺒﻠﻐﻪ ﺇﻟـﻰ ﻜﻤﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺘﺄﻜﻴﺩﻩ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺼﺤﺘﻪ. 

ﻭﻴـﻭﺤﻲ ﻫـﺫﺍ ﻟﻠﺒﺎﺤﺜﻴﻥ:
ﺃﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﻜﺩﻴﺱ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻟﻴﺱ ﺒﺤﺜﺎً، ﻭﺍﻟﻭﺼـﻭﻑ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل ﻟﻴﺱ ﺒﺤﺜﺎً! ﻭﺃﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺤﺼـﻭل ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ ﻭﻨﻭﻋﻬـﺎ ﻤـﻥ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ. ﻭﻜﻲ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺫﻟﻙ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﺘﺤﺩﻴﺩﺍً ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺯﺯ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺘﺒﻴﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻟﻬﺎ.

ﻭﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻴﺩ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺘﺭﺴﻡ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ. ﻭﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﻭﺍﻷﻟﻔـﺔ ﺒﺄﺴـﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺃﺩﻭﺍﺘﻪ، ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻹﻟﻤـﺎﻡ ﺒﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ. ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ، ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ.


7-  ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺃﺩﻭﺍﺘﻪ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻪ:
ﻻ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻌﺎﺒﺭﺓ، ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﺒل ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻜﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ. ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻗﺔ ﻓﺎﻟﻌﻠﻡ ﻴﺭﺘﻘﻲ ﺒﺎﺭﺘﻘﺎﺀ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﺩﻗﺘﻬﺎ.

ﻭﻤـﻥ ﺃﺒـﺭﺯ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ  ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ  ﻓﻲ  ﺍﻟﻤﺠﺎل  ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ (ﺍﻻﺨﺘﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺒﺄﻨﻭﺍﻋﻬـﺎ-ﺒﻁﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ- ﺍﻻﺴﺘﺒﺎﻨﺎﺕ). ﺃﻤﺎ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺴـﺘﺨﺩﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ " ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ". ﻤﻤﺎ ﻴﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ. ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﻟﻜل ﺒﺤﺙ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ.
 (ﺍﻷﻏﺎ 2000 : 12-13).


8-   ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺠﺎﻨﺏ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﺠﺎﻨﺏ ﺤﺴﻲ:
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅـﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴـﺏ ﻓﺎﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻔـﺎﻫﻴﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻤـﺎﺕ ﺘـﺩﺭﻙ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍﻟﺤـﻭﺍﺱ ﻭﺍﻟﻌﻘل. ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻻﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﺱ ﻓﺒﺎﻟﻌﻘل ﻴﻤﻜـﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻟﺫﻟﻙ. ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ: "ﺭﺃﻴﺕ ﺃﻨﻲ ﻻ ﺃﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﺇﻻ  ﻤﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻨﺼﺭﻫﺎ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ، ﻭﺼـﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻤـﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ".
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻭﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﺜـﻪ ﻻ ﺘـﺄﺘﻲ ﻤـﻥ ﻓﺭﺍﻍ. ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻹﺤﺴـﺎﺱ ﺒﺎﻟﻤﺸـﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘـﺎﺌﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻹﻁـﻼﻉ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻠﺤﻭﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻘل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ. ﻭﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠـﻰ ﺇﻴﺠـﺎﺩ ﺍﻹﺠﺎﺒﺎﺕ ﻟﻬﺎ، ﻤﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻬـﺎ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺭﺼﻴﻨﺔ. ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺜﺎﺭ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﺤﺘﻤﺎً ﺴـﻴﻜﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻭﺫﻟﻙ ﺴﺭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ.



================== ------- -----

***********************


***********************

هل اعجبك الموضوع :
author-img
استاذ جامعي وباحث اكاديمي ومدون

تعليقات