البحث التربوي ماهيته ونشأته وفوائده.
البحث التربوي ماهيته ونشأته وفوائده |
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ:
ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﻫﻥ. ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ، ﻭﻤﻥ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻬﺎ، ﻭﻤﻥ ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻬﺎ، ﻭﻜﻴﻔﻬـﺎ، ﻭﻜﻤﻬﺎ،
ﻭﻨﻭﻋﻬﺎ، ﻭﺍﺘﺠﺎﻫﻬﺎ، ﻭﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﻭ ﻤﻼﺒﺴﺎﺕ.
ﻭﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﺎﺕ،
ﻭﻤﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺘﺴﻠﺴل ﻭﺘﺘﺎﺒﻊ ﻭﻤﺎ ﺘﺴﺘﺨﺩﻤﻪ ﻤﻥ ﻤﺩﺨﻼﺕ،
ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺨﺭﺠﺎﺕ. ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺴﺭﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﺴﺎﺌﺭ، ﻭما ﻴﻨﺘﺞ
ﻤﻥ ﻤﻜﺎﺴﺏ ﻭﻤﺎ ﺘﻴﺴﺭ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﺍﺌﻕ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺴﻠﻴﻤﺔ. (ﺍﻟﻘﻭﺼﻰ، 1979:
18).
ﻭﻋﺭﻓﺘﻪ ﻤﻠﻜﺔ ﺃﺒﻴﺽ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﻔﺤﺹ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ
ﻟﻠﻔﻜﺭ ﻤـﻥ ﺠﻬـﺔ، ﻭﻟﻠﻤﺅﺴﺴـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ. (ﺃﺒﻴﺽ،
ﻤﻠﻜﺔ، 1987: 12).
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒـ (البحث التربوي) ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ
ﺤـﻭل ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ، ﻭﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ... الخ. ﻭﻴﻘﺼـﺩ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺎﺕ ﺤﻭل ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻌﻤـل ﺍﻟﺘﺭﺒـﻭﻱ ﻜـﺎﻟﻨﻤﻭ ﻭﺍﻟـﺘﻌﻠﻡ. ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺒﺄﺸﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﺘﺩﺭﺠﻬﺎ ﻤﺭﻭﺭﺍً ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﻭﺴﺎﺌل
ﺍﻹﻋﻼﻡ. ﻜل ﻤﺎ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴـﺔ ﻤـﺅﺜﺭﺍً ﻭﻤﺘﺄﺜﺭﺍً.
فهو ﺠﻬﺩ ﻋﻠﻤﻲ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ
ﻤﻥ ﺼﺤﺔ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺜﻡ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ. ﻭﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻭﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻜﻔﺎﺀﺘﻬﺎ. ( ﺃﺒﻭ ﻴﺯﻴﺩ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ، 1986: 51).
ﻭﻋﺭﻓﻪ ﻓﺎﻥ ﺩﺍﻟﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ
" ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ
ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ ﻗﺎﺌﺩﺓ ﻟﻠﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻭل ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ." (ﻓﺎﻥ ﺩﺍﻟﻴﻥ، 1969 : 23).
ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ البحث التربوي ﻫﻭ": ﻜل ﻨﺸﺎﻁ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻤﻠـﻲ ﻤـﻨﻅﻡ، ﻭﻤﻨﻀﺒﻁ، ﻴﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ،
ﺒﻬﺩﻑ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻭﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ." ﻭﻤﻥ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ
ﻭﻋﻼﻗﺘﻬـﺎ ﺒﺎﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻬﺎ. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻴﻌﻤل
ﻋﻠﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﺁﻓﺎﻕ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﻜﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ.
ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺘﻁﻭﺭﻩ:
ﺍﺠﺘﻬﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﻤﻡ، ﻭﻨﻘل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ
ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻓﻀـل. ﻓﻜـﺎﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﺴﻘﺭﺍﻁ، ﻭﺃﻓﻼﻁﻭﻥ، ﻭﺠﺎﻥ ﺠﺎﻙ ﺭﺴﻭ، ﻭﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ. ( ﻤﻠﻜﺔ ﺃﺒﻴﺽ، 1987: 12).
ﺃﻥ ﺘﺎﻴل (Tyle) ﻴﻘﻭل: " ﺇﻥ البحث التربوي ﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺃﻤﺜﺎل ﻭﻟﻴﻡ ﺠﻴﻤﺱ ﻭﻓﻴﻠﻴـﺏ ﻓﻴﺭﺘﻭﻥ،
ﻭﺜﻭﺭﻨﺩﺍﻴﻙ. ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﻤﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﻤﺠـﺎﻻﺕ ﻋـﺩﺓ ﻤﻨﻬـﺎ: ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻡ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ
ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺠﻭﻥ ﺩﻴﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻀﻊ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺤﺭﻓﻴﺔ ﻤﻠﺤﻘﺔ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ. ﻭﺸﻜﻠﺕ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻪ ﺃﺴﺎﺴﺎً ﻓﻜﺭﻴﺎً ﻟﻨﻤﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺼﻔﻲ، ﻟﻴﺸﻤل
ﻨﻁﺎﻕ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ، ﻭﺍﻟﺒﻴﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ. ﻭﻗﺩ ﺨﺎﻟﻑ ﻓﻼﺴـﻔﺔ
ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﺠﻭﻥ ﺩﻴﻭﻱ ﻓﻲ ﻨﻤﻁﻪ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﺩﺭﺴﻭﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴـﺔ، ﻭﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ. ﻭﻴﺴﻬﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻴﻀـﺎﺤﺎﺕ ﻟﻠﻤﺼـﻁﻠﺤﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺃﺴﻬﻡ ﻓـﻲ ﺘﻁـﻭﺭﻩ.
ﻭﺭﻏـﻡ ﺃﻥ البحث التربوي ﻜﺎﻥ ﺤﻜﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ. ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻗﺵ ﻭﺘﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻷﺴـﺭﺓ ﻭﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ. ﺜﻡ ﺘﺩﺭﺝ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒـﻭﻱ ﺤﺘـﻰ ﺃﺼـﺒﺢ
ﻴﻀـﻡ ﺃﺸﺨﺎﺼﺎً ﻤﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺤﺩﻴﺜﺎً ﻨﺴﺒﻴﺎً ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﻓﻬﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﺤﺩﻴﺙ ﺠﺩﺍً ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻨﻅـﺭﺍً ﻟﺘﺄﺨﺭ ﻅﻬﻭﺭﻩ، ﻭﺍﻟﺫﻱ
ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﺒﻁﺎً ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺘﻤﻭﺍ ﺩﺭﺍﺴـﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ. ﺜﻡ ﺃﻥ
ﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺴﺎﺭﻋﺕ ﻓﻲ ﺇﻨﺸـﺎﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ
ﻭﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻜﺩ ﻫﺫﺍ (ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ، 1987: 26)، ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻓـﻲ ﺍﻟـﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗـﻊ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ. ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻤﻭاً ﻓﻲ ﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸـﺭ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﻴﻅﻬﺭ
ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺘﻀﺎﻋﻑ ﻋﺩﺩ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ، ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻓـﻲ الكليات
التربوية ﻭﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ.
ﻭﺃﻜـﺩ ﺃﻴﻀـﺎً ﺤﺴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ
ﻓﻘﺎل: ﺘﻀﺎﻋﻑ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﻀـﺭﻭﺭﺘﻬﺎ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ. ﻭﺃﺼـﺒﺤﺕ ﻤـﻥ ﻤﺘﻁﻠﺒـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺭﺍﺕ،
ﻭﺭﺴـﻡ ﺍﻟﺨﻁﻁ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﻭﻟﻌل ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ، ﻭﺍﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ
ﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﻭﺨﻴﺭ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻠـﻰ ﺘﻁـﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ. (ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ، 1993 3).
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ:
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻴﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ:
• ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﻴﺯﻴﺎﺀ، ﻭﻜﻴﻤﻴﺎﺀ،
ﻭﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ.
• ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ.
• ﻓﺎﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻓﺭﻉ ﻤﻥ
ﻓﺭﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻭﻗـﺩ ﺼـﻌﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ الاجتماعية.
وهناك ﻤﻥ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻟﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﺒﺩاً ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺤﺠﺔ ﺘﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺜﻡ
ﻜﺜﺭﺓ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺘﻬﺎ. ﻭﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻟﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗـﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﻴﻬﺩﻑ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺘﺤﻘﻴـﻕ
ﺍﻷﻫـﺩﺍﻑ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﺍﻟﻁﺭﺍﺌﻕ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﻜﻔﺎﻴﺔ. (اﺤﻤﺩ، 1999 : 15).
تاريخ البحث التربوي:
ﺃﻤﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ البحث التربوي ﻓﻬﻭ ﺤﺩﻴﺙ ﻨﺴﺒﻴﺎً. ﻭﻴﺭﻯ ﻫﻭﺴﻴﻥ
ﺃﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ. ﻭﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟـﺘﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻔـﺭﻭﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ.
ﻭﻨﺠﺩ ﻓﺎﻥ ﺩﺍﻟﻴﻥ ﻴﺅﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟـﺭﺃﻱ ﺒﻘﻭﻟﻪ: ﻓﻲ
ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻌﺽ ﺸﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺒﺤـل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ. ﺘﺜﻴﺭ ﻋﻘﻭل ﺃﺼـﺤﺎﺏ ﺤﺭﻜـﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺴﺱ ﻭﻟﻴﻡ ﻨﻭﺒﺕ ﺃﻭل ﻤﻌﻤل ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻓﻲ
ﻟﻴﺒﺭﺝ 1879. (ﻓﺎﻥ ﺩﺍﻟﻴﻥ 1969: 19).
ﻭﻗﺩ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﺴﺘﻘﻼً
ﺒﺫﺍﺘﻪ ﺤﺘـﻰ ﺘـﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ. ﻭﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ. ﺜﻡ ﻅﻬﻭﺭ ﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺜﻴـﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒـﻭﻱ ﻭﺇﻨﺸـﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ. ﺜـﻡ ﺘﻭﺴـﻌﺕ ﻤﺠـﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺸﻤﻠﺕ ﺘﻁﻭﻴﺭ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺒﻜﺎﻤﻠﻬﺎ ﻭﻓﻕ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤـﻲ ﻤﺘﺨﺼﺹ.
ﻭﻤﻥ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ: ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻨﻤﻭﻫﻡ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻫﺞ. ﻭﺘﺤﺴـﻴﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ، ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ.
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺯﺍﺩﺕ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﻨﺸﺎﻁ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻲ. ﻭﺫﻟﻙ
ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻴﻤﺱ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺤﻴﺙ ﺘﻌﺩل ﺃﻭ ﺘﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺘﻁﺭﺤﻪ ﻤﻥ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﻓﻲ
ﻤﺘﻨﺎﻭل ﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ.
وظائف وفوائد البحث التربوي:
ﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺴـﻤﻰ ﺒﺎﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﺃﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻨﺤﻭ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﻓﺎﻟﺒﺎﺤﺙ ﻨﻔﺴﻪ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺎﻻﺭﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺎﻟﺞ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﺃﻤﺎ
ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻓﺎﺌﺩﺘﻬﺎ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻻﺒﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻵﺠﺎل ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻭﺒﻌﻴﺩﺓ. ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺴﻡ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ
ﻜل ﺃﻭﺠﻪ ﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ. ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻌﻨﻰ ﺒﺎﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﻜل ﺘﻘﺩﻡ. ﺃﻤﺎ ﻭﻅﺎﺌﻑ
ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﻨﻔﺼل ﻋـﻥ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ. ﻭﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل:
• ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ
ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻤﺨﺯﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ. ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﻴﺩ ﻓﻲ ﺭﺴﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ. ﻓﻲ ﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﻠﻔﺘﻬﺎ ﻭﺯﻤﻥ ﺇﺠﺭﺍﺌﻬـﺎ،
ﻭﻤﻌﺭﻓـﺔ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ.
• ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺇﺠﺎﺒﺎﺕ
ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻤﺜل: ﻤﺎﺫﺍ ﻨﺩﺭﺱ؟ ﻜﻴﻑ ﻨﺩﺭﺱ؟ ﻭﻟِﻡ تدرس؟. ﻜﻴﻑ ﺘﺅﺩﻱ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ
ﺒﻜﻔﺎﻴﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ؛ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻤﺭﺩﻭﺩﺠﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ.
• ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺤﺎﻓﺯ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺜﻤﺭ ﻟﻠﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ. ﻷﻥ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﻨﻰ ﺒﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻭﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺘﻪ
ﻓﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﻤﺘﺠﺩﺩ.
• ﺘﺴﺎﻋﺩ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﺸﻴﻁ
ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻭﻜﺸـﻑ ﻗﺼـﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﻹﺘﻴﺎﻥ ﺒﺎﻟﺒﺩﺍﺌل ﺍﻟﺠﻴﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻘﻭﻴﻡ.
• ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﻭ
ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺼﺤﺔ ﻭﺍﻜﺘﻤﺎﻻً ﻭﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺤﺎﻟﻴﺎً. ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺘﻌﻨﻰ
ﺒﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﺍﻟﻤﺘﻁـﻭﺭﺓ ﻭﻓﻜﺭﻩ ﺍﻟﺠﺎﺩ. ان ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ
ﺃﻫـﺩﺍﻓﻬﺎ ﻭﺒﻨﺎﺌﻬـﺎ ﻭﻤﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﻤل. ﻭﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﻤﻌﻠﻤﻴﻬﺎ، ﻭﺘﺩﺭﻴﺒﻬﻡ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ
ﻋﺎﻤﺔ ﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻤﻥ ﺘﻨﻭﻉ ﻤﻥ
ﺍﻷﻨﻤﺎﻁ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺎﺕ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻭﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺂﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴـﺔ
ﺘﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﺠﻬﺩ. ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﻜﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ. (ﺃﺒﻭ ﺸﻨﺏ، 1996: 3).
فهناك أولويات كثيرة تتعلق بالبحث التربوي يجب الانتباه لها والاهتمام بها حتى تكون النتائج ذات مصداقية وموضوعية بالتالي يمكن تعميمها.
ذات صلة: البحث التربوي والحاجة إليه.
***********************
***********************
تعليقات
إرسال تعليق
اضف ماتريد، رأيك مهم شاركنا به لطفا ... مع خالص الاحترام والمحبة