------ ----- --------- ماهو علم النفس المعرفـــــــي؟؟ ماهو علم النفس المعرفـــــــي؟؟ -------

القائمة الرئيسية

الصفحات

=================


ماهو علم النفس المعرفـــــــي؟؟



ماهو علم النفس المعرفـــــــي؟؟




سوف نحاول هنا ان نعرف ماهو علم النفس المعرفي، ونبين لك لماذا ندرس علم النفس المعرفي وهنا نحاول ان نقدم ملخص علم النفس المعرفي.


علم النفس المعرفي (ماهيته وتعريفاته):

يعتبر علم النفس المعرفي احد فروع علم النفس، فهو اي علم النفس المعرفي يعنى بجميع العمليات العقلية التي يمارسها الفرد عندما يستقبل المعلومات ويعالجها ويرمزها ويخزنها ثم يسترجعها عند الحاجة. ولهذا فهو يتضمن مدى واسع من العمليات العقلية ابتداءا من الاحساس والادراك وعلم الاعصاب والتعرف على النمط والانتباه والتعليم والذاكرة.

فبواسطة الدراسة المعرفية يتطلع علماء النفس المعرفي الى فهم الممارسات اليومية لمختلف الانشطة بصفة مستمرة حيث تشترك فيها العديد من العمليات المعرفية. مثل : الانتباه ، والادراك ، والتفكير.

 

لم يتفق العلماء على تعريف واحد محدد لعلم النفس المعرفي وذلك لاختلاف اهتماماتهم وطبيعة الموضوعات التي يركزون على دراستها. ومن خلال الاطلاع على بعض المراجع يمكن ايراد بعض هذا التعريفات كنماذج على تعريفات علم النفس المعرفي :

1-   فقد عرفه نيسر ( 1967 ) صاحب اول كتاب في علم النفس المعرفي على انه العلم الذي يدرس العمليات التي من خلاها تدخل المعلومات الحسية الى الدماغ. وكيف يتم تنظيمها وخزنها واستخدامها في مجالات الحياه اليومية.

2-   عرفه بيست ( 1986 ) على انه العلم الذي يحاول فهم المعرفية الانسانية وعلاتها بسلوك الانسان.

3-   عرفه اندرسون ( 1995 ) على انه العلم الذي يدرس طبيعة البنية المعرفية لنسان وكيفيه تصرفه في مجالات حياته اليومية.

4-   عرفه الشرقاوي ( 1992 ) على انه العلم الذي يسعى الى تحقيق فهم العمليات المعرفية لنسان مثل الانتباه والادراك والتذكر وحل المشكلات والتعلم .

5-   عرفه ستيرنبرغ ( 2003 ) على انه العلم الذي يدرس كيفية اكتساب المعلومات عن العالم من حولنا وكيف يتم تمثيل هذا المعلومات وتحويلها الى معرفة.

 

وفي ضوء النماذج السابقة من التعريفات، يمكن القول ان علم النفس المعرفي هو علم دراسة العمليات المعرفية التي تتضمن استقبال المعلومات وتحليلها وتنظيمها وخزنها لوقت الحاجة او لتوجيه استجابة الافراد المباشرة . وينطوي هذا المفهوم لعلم النفس المعرفي على الاهتمام بالمعرفة والمعلومات. وكيفية استقبالها وتحليلها وخزنها ضمن نظام متكامل يستند الى مفاهيم الذاكرة، والبنية المعرفية المتطورة للإنسان، وقدرات الانسان المعرفية المختلفة كالذكاء والقدرة على حل المشكلات.

                        

 

التطور التاريخي لعلم النفس المعرفي

بدا الاهتمام بالمعرفة الانسانية منذ عهد الاغريق من خلال مناقشتهم لطبيعة واصل المعرفة كأفلاطون وارسطو وكانت هذه المناقشات الجدلية فلسفية في المقام الاول من حيث طبيعتها .

وكانت هذه المناقشات تقوم على اساس فلسفي واستمر الجدل والمناقشات الفلسفية مدة طويلة تطورت خلالها علوما بشكل ملحوظ مثل الفلك، الطبيعة، والكيمياء، والاحياء. الا ان هذا التطور لم يصاحب اية ملاحظة لتطبيق المنهج العلمي لفهم المعرفة الانسانية ولم يجد هذا الفهم مكانا حتى نهاية القرن التاسع عشر. حيث كان علم النفس المعرفي يتمركز حول الذات والأساطير والابحاث المشوشة نحو طبيعة النفس البشرية. وخلال اكثر من مئة عام الاخيرة تم الوقوف على ان المعرفة الانسانية يمكن ان تكون موضوعا للدراسة العلمية اكثر من كونها تأملات فلسفية . ( محمد وعيسى، 2010 : 24 ).

 

ففي المانيا اسس فونت عام 1879م اول معمل لعلم النفس وكان هذا العلم هو علم النفس العرفي مقارنة بالفروع الرئيسية الاخرى لعلم النفس. وقد استخدم فونت وتلاميذه وجانب كبير من علماء علم النفس طريقة الاستبطان وهي طريقة منهجية وكان الفاحصون من ذوي التدريب العالي المستوى يقدمون التقارير عن مضمون الشعور لديهم من خلال ظروف او شروط تجريبية.

وعلى الرغم من المحاولات الجادة والمتعددة لعلماء النفس الاوائل لكي يصلو الى ضبط واتساق وثبات البيانات التي يحصلون عليها بواسطة الاستبطان، الا ان محاولاتهم اخفقت بدرجة كبيرة. فقد وجد هؤلاء العلماء ان كثيرا من الانشطة المعرفية من الصعب اخضاعها للخبرة الاستنباطية، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها في تفسير هذه المشكلات .

وفشل المنهج الاستبطاني في امداد العلماء ببينات ثابتة عن مشكلات موضوع البحث، كان له اثر كبير في ارتداد هذا المنهج. وقد مهد ذلك لظهور اتجاه " جون واطسون " المتطرف الذي يعتبر ان علم النفس يجب ان يدرس فقط السلوك الصادر عن الفرد ورفض الاستبطان ودراسة العقل. مما دعا كثير من العلماء في ذلك الوقت الى عدم قبول او تفسير استبطاني والاتجاه الى التحليل التجريبي للمعرفة.


 ومن هؤلاء العلماء الذين كان لهم دور ملحوظ في علم النفس التجريبي " هرمان ابنجهاوس " الذي اخذ باتجاه " واطسون " قبل زوال علم النفس الاستبطاني. وكانت اهم المشكلات التي اولاها " ابنجهاوس " جل اهتمامه هي بحث مدى امكانية دراسة العمليات المعرفية دراسة علمية. لذلك وجه " ابنجهاوس " جهوده في استخدام المنهج العلمي والنزعة الارتباطية في دراساته التجريبية حول التعلم والذاكرة.

وقد تزايد نمو علم النفس المعرفي سريعا اعتبارا من عام 1950 اذ ظهر مصطلح علم النفس المعرفي في دراسات بلاك ورامسي في كتاب ( الادراك مدخل الى الشخصية ). وفي عام 1953 تعرض غاردنر الى تصنيف الاساليب المعرفية التي تطورت فيما بعد.

فلقد نما علم النفس المعرفي وتطور سريعا في بداية الخمسينات، لكن البدايات الحقيقية كانت بعد ظهور كتاب نايسر 1967 بعنوان علم النفس المعرفي الذي تلى كتاب اندرسون وزملائه عن العمليات المعرفية الذي صدر عام 1964. 

 اما التطور الذي اعتبر بمثابة الثورة المعرفية كان في الثمانينات من القرن العشرين وهو ما عبر عنه هاورد غاردنر في كتابه ( تاريخ الثورة المعرفية 1985 ). موضحا فيه نواة هذا العلم الذي يضم علم النفس وعلوم الحاسوب والربط بين المجالين عن طريق التقنيات المعلوماتية يتم بواسطه ما سمي بالمعرفية. ويوضح سولسو 1991 ان موضوع علم النفس المعرفي هو الدراسة العلمية التي نكتسب بها معلوماتنا عن العالم، والكيفية التي تتمثل بها هذه المعلومات وتحولها الى علم ومعرفة، وكيفية الاحتفاظ بها واستخدامها وتوظيفها في اثارة انتباهنا وسلوكنا. 

 

 

الجذور الفلسفية لعلم النفس المعرفي: (تطور علم النفس المعرفي)

تعد كتابات بعض الفلاسفة اليونانيين امثال ارسطو وافلاطون بمثابة الاسس الفلسفية لعلم النفس المعرفي، اذ ناقشوا موضوعات مثل طبيعة المعرفة واصولها وطرق الوصول اليها. وموضوعات اخرى تشكل جوهر اهتمام علم النفس المعرفي المعاصر مثل الادراك والذاكرة. ويرى ارسطو ان الملاحظة واستعمال الحواس هي السبيل للوصول للمعرفة. فمن خلال ما نكونه من احساسات اثناء عملية التفاعل مع البيئة يتشكل لدينا مجموعة من الارتباطات. ويكون تشكيل هذه الارتباطات محكوما بما اسماه قوانين التفكير وهي مبادئ التشابه والتجاور ( الاقتران ) والتنافر او التناقض. 


اما افلاطون فيرى ان المعرفة فطرية وتولد مع الانسان، وهي موجودة في العقل وليست مكتسبة. وينحصر دور التعلم في تسهيل ظهور هذه المعرفة والكشف عنها اما بالنسبة للذاكرة، فقد قدم افلاطون نظرية سماها نظرية النسخ او النظرية الشمعية. وتصور هذه النظرية ان العقل يكون انطباعات عن المدركات التي يصادفها من خلال عمل نماذج او نسخ لها ، وهو يشبه المخ بقطعة شمعية تختلف في حجمها ومرونتها باختلاف الافراد، بحيث تطبع عليها مدركات الفرد.

                                

 

وقد زادت حدة الجدل بين الفلاسفة البيئيين والوارثيين خلال القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر. ويرى لوك ان الخبرة هي اساس المعرفة لان عقل الطفل عند ولادته يكون كالصفحة البيضاء يتشكل محتواها من خلال الخبرة والتفاعل مع مفردات البيئة.

اما الفيلسوف " ديكارت " فقد قسم الافكار الى افكار فطرية وافكار مكتسبة عن طريق الخبرة ، كما ذكر ان بالإمكان فهم عمل العقل والجسم من خلال التحليل الميكانيكي. وبذلك يكون ديكارت قد ادخل مصطلح العمليات المعرفية ونظر الى الجسم والعقل الانساني على انه الة يمكن فهمها من خلال التحليل الميكانيكي. حيث ايد هذه التفسيرات علماء اخرون مثل (عمناويل كانت). 

                                

 

لماذا ندرس علم النفس المعرفي؟

ان دراسة العمليات المعرفية وسبل التعامل مع المعلومات والمعرفة وتجهيزها تخدم الانسان بصرف النظر عن موقعه سواء كان فردا عاديا او متخصصا في علم النفس. ولكن على الرغم من ذلك ، يمكن ايجاز اهم المبررات التي تدعونا الى دراسة علم النفس المعرفي والمتمثلة بما يلي :

1-   طبيعة العقل الانساني المعقد : لقد حاول الانسان ومنذ اقدم العصور محاولة فهم عقل الانسان وكيف يفكر ويتخيل ويحلم الى غير ذلك من العمليات المعرفية الاخرى. الا ان هذه المحاولات لم تفلح في التوصل الى معرفة محددة حول ماهية العقل واسلوبه في التعامل مع الاحداث اليومية مما يعطي علم النفس المعرفي اهمية قصوى لتحقيق هذا الهدف.

2-   التقدم العلمي والتكنولوجي : مع زيادة تقدم العلوم والتكنولوجيا، تزداد المطالب المعرفية على كل فرد. مما يسبب زيادة التوتر والضغوطات النفسية لديه ويولد لديه الحاجة الى التوصل الى اليات للحفظ والتذكر والتنظيم. 

3-   فشل الالة في القيام بدور العقل الانساني : رغم كل التقدم الذي حدث في مجال التقنيات والاتصالات الحديثة. الا ان هذه الآلات لم تنجح بعد بالقيام بدور العقل البشري الفعال والوظائف العقلية المعقدة التي يقوم بها مثل التفكير والانجاز والابداع والتخيل وغيرها.

4-   ظهور النظريات المعرفية : ان ظهور بعض النظريات المعرفية مثل نظرية بياجيه وبرونر واوزبل وغيرها ادت الى تطور مفاهيم معرفية ساهمت في بناء علم النفس المعرفي. فنظرية بياجيه في النمو المعرفي ادخلت العديد من المفاهيم المعرفية مثل البنية المعرفية، والخطط المعرفية، والتمثل وغيرها.

5-   زيادة عدد البحوث المعرفية : تزايد اهتمام علماء النفس في العقود الاخيرة من القرن العشرين بالبحوث العلمية في مجالات علم النفس المعرفي. مثل بحوث الذاكرة وحل المشكلات والادراك وغيرها.

 

ظهور علم النفس المعرفي وعلاقته بالعلوم المعرفية: ( تطبيقات علم النفس المعرفي)

تطور علم النفس المعرفي الحديث بتأثير عدد من العوامل منها ما حصل من تقدم في طريقة معالجة المعلومات وعلم الحاسوب وبخاصة في مجال الذكاء الصناعي وفي مجال اللغويات.
 
في السنوات المنصرمة من القرن السابق وبفعل تقدم تقنيات التصوير الدماغي الطبي. خصوصا تقنيتا التصوير المقطعي والتصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي توفرت للباحثين إمكانية دراسة دماغ الانسان الحي ومعاينة الانشطة الفزيولوجية العصبية بشكل مباشر كما تحدث في الدماغ بدل الاعتماد على الدراسات التشريحية فقط. 
ومن تم أصبح بالإمكان معرفة مواقع حدوث الانشطة السيكولوجية في الدماغ، هذه الميزة جعلت علاقة علم النفس المعرفي بعلم الأعصاب تتعمق أكثر. 
فبعد أن تم فهم آليات (ميكانزمات) اشتغال الذهن بدقة من طرف علم النفس المعرفي، أصبح الأخير يبحث عن الاسس العصبية لمفاهيمه. وبعد أن حقق علم الأعصاب تقدمه التقني المنهجي انجذب إلى المعرفية لتوجهه في دراساته بفعل معطياتها النظرية.

اما علم النفس المعرفي واللغويات، اذ بدا تشومسكي في الخمسينات من القرن الماضي ابحاثه باتباع منهج جديد في تحليل منهج اللغة. وقد اظهرت ابحاثه ان اللغة اكثر تعقيدا من الاعتقادات التي سادت سابقا ، وقال ان من يستخدم اللغة لا بد ان يستخدم قواعد معينة عندما ينتج اللغة وهذه القواعد مخزونة في الذاكرة. كما كانت جهود ( جورج ميلر ) في الخمسينات والستينات من القرن العشرين اساسية في جلب انتباه علماء النفس الى التحليلات اللغوية، وفي اعتماد طرق جديدة في مجال دراسة اللغة.

                                         

ك   كما تطورت طريقة معالجة المعلومات من خلال البحث في العوامل الانسانية ( الابحاث في مجال المهارات الانسانية والاداء ) ونظرية المعلومات. وقد لقي هذا المجال تطورا كبيرا خلال الحرب العالمية الثانية حيث كانت الحاجة ماسة الى المعلومات في هذا المجال .

                      ( محمد وعيسى ، 2010 : 33 - 36 ).

 


علم النفس المعرفي ومجالاته:

يحتوي علم النفس المعرفي على العديد من النظريات والاساليب والطرق التي تتم الاستعانة بها في عمليات التحليل والتفسير للظواهر العقلية لدى الانسان، وقد استمد هذه النظريات من عدة مجالات هي من المجالات الاساسية المعتمدة للبحث العلمي. ومن اهمها :


1-   الادراك : يعني الدراك الكيفية التي تتم فيها تفسيرات الاشارات الحسية والكشف عنها ويتطلب من ان يكون لدى الفرد كفاية حسية تمكنه من استقبال الاشارات من البيئة المحيطة. وان تكون شدة المثيرات الحسية كافية ليكون الفرد قادرا على وعيها ومن ثم تفسيرها. علما بان الاشارات الحسية ليست محدودة وليست ثابتة وهي تتغير بتغير المِشهد.

 

2-   علوم الدماغ : من خلال التقارب بين علماء النفس المعرفي وعلماء الدماغ ، يستعين علماء النفس المعرفي بالتفسيرات العصبية للنتائج التي يتوصلون اليها. في الوقت الذي فيه يعتمد علماء الاعصاب على علم النفس المعرفي في توضيح ملاحظاتهم. لان جميع العمليات المعرفية يمكن ردها وتفسيرها بناء على العمليات الكهروكيميائية التي تحدث في الدماغ والجهاز العصبي .

 

3-   التعرف على النمط :يدرك المثير البيئي على انه جزء من نمط كلي له معنى. فالأشياء التي نحس بها، او نراها، او نسمعها او نشمها هي دائما جزء من نمط كلي من مثير حسي. 


4-   الذاكرة :هي العمليات العقلية التي يتم من خلالها اكتساب المعلومات والاحتفاظ بها لغايات الاستعمال المستقبلي. ولا يستطيع الفرد القيام بوظائفه الا من خلال عمليتين عقليتين تعملان  معا هما الادراك والذاكرة. وهناك نوعان من الذاكرة ذاكرة مؤقتة او قصيرة المدى  التي تحتفظ بالمعلومات لفترة وجيزة والنوع الثاني الذاكرة الدائمة او طويلة المدى وتعد اللغة من اهم محتوياتها.


5-   الانتباه : تستقبل حواسنا اعداد هائلة من المثيرات الحسية اثناء قيامنا بنشاط ما، ولو ركزنا على جميع المثيرات التي تلتقطها حواسنا لتعذر علينا انجاز اي سلوك نسعى للقيام به. ورغم ان الكائن البشري دائم الجمع للمعلومات الا انه وفي الظروف الطبيعية انتقائي جدا. اذ هو ينتقي كمية ونوعية المعلومات التي يختار التركيز عليها. وان الطاقة  التي يملكها الانسان لمعالجة المعلومات محددة بمستويين هما الحسي والمعرفي. ان الالية التي يستخدمها الانسان من اجل تعرضه لمشكلات العبء الزائد هي الانتباه اذ يركز في هذه العملية على كمية معينه من المثيرات الحسية . 


6-   تمثيل المعرفة: كالتمثيل المعرفي هو عملية استخلاص المعلومات من الخبرات الحسية وترميزها وتنظيمها وضمها الى ما هو مخزون في الذاكرة. اذ يتمثل كل فرد المثيرات البيئية بطريقة مختلفة عن الاخرين وهذا يسبب بعض الاشكالات في عملية الاتصال .


7-   اللغة والمفاهيم : وهي احد المواضيع المهمة في علم النفس المعرفي ، وتتكون من اسماء وافعال وحروف ومقاطع واصوات وقواعد تنظيمية. ان قدرة الفرد على استعمال اللغة بطريقة مناسبة متحدثا ومستمعا امر ضروري لحياة الانسان. ان استخدام اللغة اثناء عمليات الاتصال تتطلب استخدام قاموس المفردات اضافة الى قواعد نحوية تحكم تنظيم هذه المفردات في سلسلة ذات معنى.

 

8-   الذكاء الانساني : من احد مكونات علم النفس المعرفي هو السلوك الانساني الذكي وتوصيفه وتفسير طبيعته والعوامل المؤثرة فيه وتوزيعه بين افراد المجتمع. فالذكاء هو قدرة الفرد على التفكير المجرد والتعلم والاستفادة من الخبرة .


9-   الذكاء الاصطناعي : يتعلق هذا الموضوع بتصميم برامج حاسوبية تشبه في كيفية عملها طريقة عمل العقل الانساني. ولكي يتسنى لنا تصميم مثل هذه البرامج ، لابد من فهم الخصائص الاساسية للتفكير البشري. وهذا يعد مهمة من مهمات علم النفس المعرفي فهو يتطلب معرفة بطريقة معالجة الفرد الانساني للمعلومات وحل المشكلات وتصميم برنامج حاسوبي قادر على تقليد ذلك .

 

التوجهات البحثية في علم النفس المعرفي:

 

1-      الاقرار بوجود العمليات العقلية

ان الاقرار بوجود العمليات العقلية العليا والتأكيد عليها من اهم ركائز علم النفس المعرفي الاساسية لدرجة انها تعد مدار البحث الرئيسي الذي تناولته الابحاث في علم النفس المعرفي. وتنطلق هذا الابحاث من افتراض قوي يشير الى انه العمليات العقلية موجودة وانها احادث منضمة محكومة بقوانين ويمكن دراستها والكشف عن طبيعتها وتحديد القواعد التي تنظمها.

 

2-      مراعاه معاير الصدق البيئي في البحث

وهنا يفترض ان تكون الابحاث في علم النفس المعرفي ممثلة للطريقة التي يفكر فيها الناس ويسلكونها في عالم الواقع. ولا يجوز ان تكون الاسئلة البحثية في المجال المعرفي بسيطة لئنه ينجم عن ذلك ان النتائج التي سيتم التوصل اليها حول العمليات المعرفية ستكون بسيطة جدا الى حد الاخلال بها . كما ان الاجراءات التجريبية يجب ان لا تكون مصطنعة الى درجة تهدد الصدق الخارجي للتجربة مما يترتب علية الصعوبة في تصميم النتائج من الاوضاع التجريبية الى الاوضاع الواقعية خارج معمل علم النفس.

 

3-      الانسان معالج نشيط للمعلومات

وهذا الافتراض مخالف لما ذهبت اليه النظرية السلوكية التي ترى ان الانسان مخلوق سلبي وما سلوكه الى ردود فعل اتجاه ما يقع علية من مثيرات بيئية. فأحداث البيئة هي التي تحدد سلوك الانسان وتتحكم فيه ، وذا يرفض علم النفس المعرفي هذا التفسير. فانة ينظر الى الانسان على انه مخلوق ايجابي يبادر ويفكر ويتخذ القرارات ويحل المشكلات، ويعتقد العاملون في هذا الاتجاه ان الانسان يستقبل معلومات هائلة من البيئة ويختار البعض منها ليعالجها ثم يدمج اجزاء من المعلومات التي نتجت عن المعاملة ضمن بائنة المعرفي. اي يخزنه في الذاكرة ثم يقوم بفعل ما بنائيا على ما توصل الية نتيجة معالجته لهاذه المعلومات.

 

4-      مقايس الزمن والدقة

بناء على افتراضات علماء النفس المعرفيون فان العمليات المعرفية يمكن ان تظهر من خلال مقياسين شائعين في ابحاث علم النفس المعرفي. هما :

-         طول الوقت الذي يحتاجه الفرد لداء مهمة ما

  -دقة اداء تلك المهمة.

وهو مقياس دقة السلوك ، فمثلا نقيس احيانا عدد الكلمات التي تم استدعاها بصورة صحيحة او الكلمات التي فشل المتعلم في استدعائها وهل استدعاء الفرد كلمات مشابه بدلا من الكلمات الاصلية. ويرى بياجية ان الاجابات الخاطئة تساعدنا على فهم عمليات التفكير كما تساعدنا في ذلك الاجابات الصحيحة .


5-      دراسة العمليات المعرفية بتحليل الاسس السيكولوجية للمعرفة باستخدام مظاهر سلوكية معينه دون الاعتماد على تفاصيل فسيولوجية وعصبية .

 

يتفق علماء النفس المعرفي الى حد كبير على انه ما يحدث في الجهاز العصبي من نشاط وتغيرات فسيولوجية تحدد العمليات المعرفية. الى انهم يرون ايضن ان بالمكان دراسة ما يجري من نشاط عقلي من خلال تحليل مظاهر هذا النشاط وباستخدام مقايس سلوكية. ومن الامثلة على ذلك الدراسات التي اجريت على تحسين القدرة على التذكر من خلال التدريب على التخيل ، وتكوين الصور الذهنية .

                                 

 

مناهج علم النفس المعرفي:

تعدد مناهج البحث العلمي المستخدمة في دراسة الظواهر النفسية من المنهج الوصفي القائم على اساس وصف الظواهر القائمة في الحاضر بأشكالها المختلفة. (المسحي ، الارتباطي ، الطولي ، المستعرض ، دراسة الحالة) الى المنهج التجريبي القائم على اساس ضبط المتغيرات التجريبية والتحكم بها في ضرف محددة. ولفروع علم النفس المختلفة خصوصياتها فيما يتعلق بالمناهج التي تصلح لدراسة ظواهرها.

ويركز البحث النفسي المعرفي على عدة مسلمات او افتراضات بحثية لا بد لعالم النفس المعرفي من ادراكها وهي :

1-   ان العمليات المعرفية حقيقة لا بد من التعامل معها هي عمليات منظمة تتطلب البحث في طبيعتها واهميتها وخصاصها وتفاعلها مع العمليات الاخرى وربطها مع مكونات الشخصية الاخرى كالمكونات الانفعالية والاجتماعية والجسدية .

2-   ضرورة اعتماد البحث النفسي المعرفي على التقارير الذاتية للمفحوصين من خلال وسائل الاختبارات والمقاييس النفسية والملاحظات الفردية الذاتية للمفحوصين رغم كل الصعوبات التي يمكن ان تواجه الباحث في هذا المجال نتيجة الاعتماد على معلومات مفحوصين .

3-   ضرورة ان تحقق المعرفة العلمية خلال دراسة العمليات المعرفية فوائد تنعكس على حياه الفرد والمجتمع والتفاعل القائم بين اعضاع المجتمع .

4-   عدم الاعتماد الكلي على المواقف المخبرية البحثية وذلك لعدم تشابها مع المواقف الطبيعية في الحياه العامة .

5-   يمكن دراسة الظاهرة المعرفية بطريقة نفسية معرفية بحته او من خلال دراسة اسسها البيولوجية

ويشير استير نبرغ الى انه علماء النفس المعرفي غالبا ما يلجئون الى جمع اكبر حجم من المعلومات ، وبكل الطرق المتاحة، حول ظاهرة معينه. ويلجئ العلماء الى وضع فرضيات حول هذه الظاهرة ، ثم يستخدمون الطرق الاحصائية المناسبة وتفنيد الفرضيات للتوصل الى تفسير علمي للظواهر المعرفية.


وفي ضوء ما سبق، يمكن استخلاص خصائص النظرية في علم النفس المعرفي بالاتي :

1-   النظرية هي نسق او نظام يسمح لنا باختبار التبوئتان.

2-   النظرية يتم التوصل اليها من خلال جمع البيانات واختبارها بالطرق الاحصائية المناسبة .

3-   النظرية المعرفية تبنا على اساس السلوك الظاهري للفرد .

4-   لا توجد طريقة لاختبار ما اذا كانت النظرية تصف ما يجري داخل الفرد على وجه اليقين المطلق حتى مع صحة التبوء .

5-   النظرية المعرفية بحاجة الى تعديل وتكرار لتكد من صدقها النبوئي .

 

وبعد الاطلاع على طبيعة النظرية في علم النفس المعرفي فان هنالك قابلية لاستخدام بعض المناهج التقليدية. كما ان هنالك قابلية لاستخدام بعض المناهج الخاصة بعلم النفس المعرفي والتي يمكن ايجازها بالمناهج والاساليب التالية :

1- منهج الاستبطان ( التأمل الذاتي – الملاحظة الباطنية ) : ويتمثل بمحاولة وصف العمليات الشعورية والتفكيرية لما يجري داخل الانسان. وذلك من خلال تحديد خبرة معرفية محددة والطلب من المفحوص ان يصف بدقة وموضوعية عناصر هذه الخبرة. والاستبطان منهج سهل التطبيق فهو لا يتطلب خصائص شخصية او تعليمية محدده من المفحوصين. ويسمح بتحليل الخبرات الى عناصر جزئية يعمل الباحث على تركيب الصور الكلية من خلال جمع الجزئيات التي حصل عليها من المفحوصين .

2- المنهج التجريبي : يتضمن التجريب القيام بسلسلة من الاجراءات المخبرية والميدانية التي تسمح بالتحكم بالعوامل المستقلة وقياس العوامل التابعة وضبط العوامل الدخيلة التي يمكن ان تؤثر على نتائج التجربة. والتجريب غالبا ما يكون ناجحا عندما يستخدم لاختبار قانون او مبدا محدد تم استنتاجه من خلال الملاحظة او التقرير الذاتي للأفراد. ومن شروط التجريب الجيد استخدام الاختبار العشوائي للعينات ومن ثم توزيعها عشوائيا على مجموعات الدراسة .

 

 

 

 المصـــادر

1-   الزغول ، رافع ، الزغول ، عماد : علم النفس المعرفي ، دار الشروق للنشر .

2-   محمد ، عيسى ( 2010 ) : اتجاهات حديثة في علم النفس المعرفي  ، ط 1 ، دار المسيرة للنشر والتوزيع للطباعة ، عمان ، الاردن .

3-   الشرقاوي ، انور محمد ( 2003 ) : علم النفس المعرفي المعاصر ، ط2 ، مكتبة الانجلو المصرية ، 16 شارع محمد فريد ، القاهرة .

4-   العتوم ، عدنان يوسف (2004 ) : علم النفس المعرفي النظرية والتطبيق ، ط1، ط2 ،ط3 ، دار الميسرة للنشر والتوزيع ، عمان ، الاردن .



 

 

 

 



================== ------- -----

***********************


***********************

هل اعجبك الموضوع :
author-img
استاذ جامعي وباحث اكاديمي ومدون

تعليقات