التفكير فوق المعرفي او العمليات المعرفية الماورائية- الوعي بالمعرفة
التفكير فوق المعرفي او العمليات المعرفية الماورائية |
يعد التعلم عنصر اساسي للتربية وهو منطلق لدراسة وفهم حقيقة العقل البشري. فالسلوك الانساني في معضمه ناجم عن التعلم. وما من نشاط يخلو من التعلم فهو عملية اساسية في الحياة يسير معها ويمتد بامتدادها. ولم يتقدم مجتمع انساني الا بفضل التعلم. وتسعى نظريات التعلم المعرفية الى تقليص دور الحفظ والتكرار. وابراز دور الفهم من خلال استخدام الاستراتيجيات المعرفية.
فالتعلم المعرفي (المنظور المعرفي للتعلم) ينظر الى الانسان باعتباره نشطاً فعال باحثاً عن المعرفة والتعلم. ولذلك فهو ايجابي ويسعى الي تطوير معلوماته. والتفكيرعبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة. أو أكثر من الحواس الخمس، وهو مفهوم مجرد ينطوي على نشاطات غير مرئية وغير ملموسة. وما نلاحظه، أو نلمسه هو في الواقع نواتج فعل التفكير سواء أكانت بصورة مكتوبة، أم منطوقة، أو حركية، أم مرئية.
فــ (البناء المعرفي للفرد) وخصائصه تؤثر على الاستراتيجيات التي يستخدمها. فقد وجدت الدراسات ان الفروق في تحصيل الطلبة ترجع في الاساس الى خصائصهم. والى الاستراتيجيات التى يستخدمونها. ولذلك يمكن اعتبار الاستراتيجيات المعرفية نواتج لكل من البناء المعرفي للطلبة والى مهارات ما وراء المعرفة.
ان الهدف الرئيس للتعلم المعرفي (نظرية البناء المعرفي) هو مساعدة المتعلمين على تجهيز المعلومات. بحيث يمتلكون القدرة على الاستقلال لتكوين استراتيجيات تعلم ذات معنى. بحيث تؤثر في النهاية على احتياراتهم وفي تنظيمهم واستقبالهم للمعلومات الجديدة. ويرى فلافيل ان استراتيجيات التعلم اساسية وضرورية لاحداث اي تقدم او تطوير معرفي الى حد ان مهارات ما وراء المعرفة تستثير وتوجه وتؤثر على الاستراتيجات المعرفية.
ان (مهارات التفكير ماوراء المعرفي) تنمو وتتطور خلال السنوات المدرسة المبكرة. فطلبة المرحلة الابتدائية يمتلكون القدرة للقيام بهذه المهارات. ولعل المعلم له الدور في تطوير هذه المهارات من خلال تدريب المتعلمين على تبادل الافكار عند ادائهم للمهمات وعن طريق مراجعته لادائهم وتقويمه. وغاية التعلم الفعال مساعدة المتعلمين على اكتساب مجموعة من المهارات لتطوبر استراتيجيات تمكنهم من حل المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية.
ومن هنا نجد العلاقة يبن مهارات التفكير ماوراء المعرفة والتعلم الفعال. فمن اهداف التعلم الفعال قدرة تشجيع المتعلمين على المشاركة في وضع اهدافهم والسعي الى تحقيقها. فضلاً عن زيادة قدراتهم على فهم المعرفة وبناء معنى لها.
المحور الاول: مهارات التفكير ما وراء المعرفي واستراتيجيات ما وراء المعرفة.:-
ان نموذج التعلم والتعليم او ما يسمى بالمنحنى النمائي ويرتبط بالعالم بياجه في تطوير التفكير المنطقي ان العمليات العيانية. والتي تمتد من عمر سبعة سنوات الى الحادي عشر يبدأ فيها الطفل بتطوير طرق تفكير تحل محل التفكير الخرافي والمحاولة والخطأ. فلكي يحدث النمو العقلي على المعلم ان يزود المتعلم بخبرات وانشطة رئيسية. ان فكرة المساهمة الفعالة في تكوين المفتاهيم تنبع من استداخال الافعال وهذا ما سيتم الاشارة اليه بالتعلم الفعال في المحور الثاني.
اما باندورا فيرى ان (التفكير فوق المعرفي) هو عبارة عن تقيم لانشطة المتعلم. يقوم بها بنفسه وبتصحيح تقيماته, ويبدا باختيار الاستراتيجيات المناسبة له. التي تؤدي بالنهاية الى حل المشكلات اتي تواجهه (الريماي, 2003).
وفي هذا الصدد يشير لييفنجستون ان التفكير ما وراء المعرفي هو تفكييريتضمن عمليات تخطيط يقوم بها الفرد للمهمة بعد ذلك يعقبها عملية مراقبة واستيعاب للمهمة. ثم تليها عملية التقويم(Marzano, 1998)). اما مازرلوا فيرى ان التفكير ما وراء المعرفي هو عبارة عن ادراك الفرد لطبيعة تفكيره اثناء قيامه بالمهمات المطلوبة منه. وعادة ما يطلق عليها باستراتيجيات التفكير والتي تتضمن التخطيط والتنظيم الفرد للعمل المطلوب منه (Johnson,1992).
وتعد مهارات التفكير بأنها عمليات معرفية ادراكية وهي اساس للبنية التفكير. تستعمل مراراً لتنفيذ المهمات بهدف الوصول الى رؤية معرفية. لذلك يمكن اعتبار مهارات التفكير وتهيئة الفرص امر في غاية الاهمية لتحقيق الاهداف التربوية (جروان, 1999).
ويوضح لنا جروان بان مهارات التفكير تركز على المتعلمين كيف ولماذا ينفذون مهارات واستراتيجيات عمليات التفكير الواضحة المعالم. كالتطبيق والتحليل والاستدلال وهذه الاستراتيجيات تستخدم في حل المشكلات الحياة اليومية. كما تستخدم في العمل الاكاديمي.
ويشير اندرسون على إن (التفكير فوق المعرفي) لعين المراقبة بشكل مستمر خلال عمليات التفكير. وهي معرفة الفرد ووعيه بعمليات واستراتيجيات التفكير وقدرته على التقييم. أي كيف ولماذا يفعل الفرد ما يفعله ؟. ومن ذلك يتضح إن التفكير ما وراء المعرفي يشتمل على مراقبة فعالة. يتبعها تنظيم وتنسيق لإجراء ما وراء المعرفة لتحقيق أهداف معرفية أو الحكم على ما إذا كان الفرد يعرف أو لا يعرف انجاز المهمة.
أهمية التفكير وراء المعرفي.:
أن اهمية التفكير ما وراء المعرفي في انه يمكن الفرد من اصدار احكام مؤقتة فضلا عن استعداه للقيام بانشطة اخرى. كما تساعد الفرد من ملاحظة القرارات التي يتخذها. وبذلك يجعل الفرد اكثر ادراكاً للمهمات التي يقوم بها. وعند ذاك يتحقق للفرد اتجاهاً لتوليد الاسئلة التي تدور في مخيلته عند بحثه للمعلومات. والتي تساعده في تكوين خرائط معرفية قبل القيام بالمهمة المطلوبة منه. وبعد ذلك ينتقل الفرد الى مرحلة اخرة الا وهي التقيم الذاتي والتي تعد من العمايات العقلية المهمة التي ترفع في النهاية من انجاز الفرد وتحسن من ادائه.
لقد اختلاف الباحثين في تحديد مكونات مهارات التفكير ما وراء المعرفي (مهارات ما وراء المعرفة). فهناك اتجاه يرى ان التنظيم الذاتي مرتبط باستراتيجيات ما وراء المعرفة المتعلقة بالمهمة. والتي يستخدمها المتعلم عندما يكون علي علم بأنه يستطيع التحكم في أفعاله واتجاهاته واهتماماته تجاه الموضوعات الأكاديمية. وتتكون هذه المهارة من المهارات الفرعية الآتية:
- الالتزام بأداء مهمة علمية معينة: وتأتي هذه المهارة نتيجة قراريتخذه المتعلم باختيار هذه المهمة. وذلك لأن قراره ياتي نتيجة فهمه للموقف التعليمي الذي يمر به.
- الاتجاه الإيجابي نحو أداء المهمة العلمية: وهي تعبر عن شعور المتعلم بأنه قادر علي أداء المهمة بنجاح ، معتمداً علي امكانياته. أو حتى علي مساعدة الآخرين ، فهو في هذه الحالة مصمم علي نجاح المهمة التي يقوم بها .
- السيطرة علي الانتباه لمتطلبات المهمة العلمية: وهي تأتي نتيجة إدراك المتعلم بأنه يجب عليه أن يسيطر علي مستوي ومركز انتباهه لجميع متطلبات المهمة العلمية والربط بين المتطلبات لأدائها بدقة (Dillon, 1988).
- النوع الثاني مهارات توظيف المعرفة لأداء المهمة العلمية: هي المعرفة المناسبة التي علي المتعلم استخدامها لأداء المهمة العلمية. وهي المعرفة التي تكون في متناول يد المتعلم وتتكون هذه المهارة من المهارات الفرعية الآتية:
- المعرفة المعلنة: وهي تتضح عندما يعرف المتعلم ما الاحتياجات التي تتطلبها المهمة. وعندما يعرف المتعلم أيضا المعلومات الحقيقية. أو عندما يعرف المتعلم أن هناك شيء محدد عليه القيام به.
- المعرفة الإجرائية: تتضح عندما يكون المتعلم قادراً علي أداء المهمة العلمية. أو عندما يكون قادراً علي تطبيق استراتيجية معينة لاستكمال أداء المهمة العلمية.
- المعرفة الشرطية: تتضح عندما يدرك المتعلم السبب وراء استخدام إجراءات معينة. وكذلك تتضح هذه المعرفة عندما يدرك المتعلم السبب وراء تحديد ظروف وشروط معينة لأداء المهمة. أو السبب وراء تفضيل إجراءات معينة عن إجراءات أخرى. أو استراتيجية معينة عن استراتيجية أخرى.
النوع الثالث :مهارات الضبط الإجرائي: يستخدم المتعلم هذه المهارات عندما يقوم بعملية التقويم، أو بالتخطيط، أو باختبار مدى تقدمه لاستكمال المهمة العلمية التي يقوم بها. وتشتمل على ثلاثة عناصر هي:
- التخطيط: وفق هذا الاجراء يتم اختيار الاستراتيجيات لتحقيق الاهداف المراد اجرائها وتستخدم هذه المهارة قبل وأثناء أداء المهمة العلمية. وتستخدم أيضا عندما يريد المتعلم اختيارالإجراءات والاستراتيجيات اللازمة لأداء المهمة .
- المراقبة: في هذ المرحلة يستخدم المتعلم هذه المهارة أثناء قيامه بأداء المهمة العلمية. وذلك لتوضيح مدى تقدمه تجاه استكمال المهمة العلمية بنجاح.
- التقيم: في هذه المرحلةيتم التاكد من مدى تقدم المتعلم وهناك بعض أنواع التقويم التي تصلح لتقويم مهارات ما وراء المعرفة المتنوعة. ومن أكثر الطرق الملاءمة لتقويم مهارات ما وراء المعرفة هي طريقة الورقة والقلم. وهي تستخدم في تقويم المهارات الفرعية المكونة لما وراء المعرفة. ويجد المعلمون في هذا النوع من التقويم مصدرهام للحصول علي معلومات مفيدة في التخطيط للتدريس.
ومما تقدم ترى وولفولك ثلاثة انواع من المعرفة هي المعرفة التقريرية وهي عبارة عن امتلاك المعلومات والحقائق. اما النوع الثاني فهو المعرفة الاجرائية ويقصد بها الخطوات المرتبطة بحل المشكلات. وتتضح عندما يكون المتعلم قادراً علي أداء المهمة العلمية. أو عندما يكون قادراً علي تطبيق استراتيجية معينة لاستكمال أداء المهمة العلمية. اما النوع الثالث فهو المعرفة الشرطية والتي تتضح عندما يدرك المتعلم السبب وراء استخدام إجراءات معينة. وكما تتضح هذه المعرفة عندما يدرك المتعلم السبب وراء تحديد ظروف وشروط معينة لأداء المهمة. أو السبب وراء تفضيل إجراءات معينة عن إجراءات أخرى. أو استراتيجية معينة عن استراتيجية أخرى (ابو جادو ونوفل,2007).
ويوضح فلافل (ابو رياش, 2007) ان تعلم (مهارات التفكير ما وراء المعرفي) تمر بالمراحل الاربعة التالية:
- المرحلة الاولى: تركز على اثارة الدافعية لدى المتعلم من خلال المثيرات التي تعرض عليه لتوفير الفرص له للتوصل لافضل وسيلة لانجاز المهمات المطلوبة منه.
- المرحلة الثانية: توجيه المتعلم لما سيقوم به ويتم ذلك بطريقتين الاولى بوجود نموذج يلاحظه المتعلم والثاني يعتمد على التجربة الذاتية له.
- المرحلة الثالثة: تطوير قدرة المتعلم على التحدث الى الذات. لتمكين الفرد من فهم العمليات المعرفية ولتطوير مهارته عن طريق الممارسة. مع نقل هذه المهارة الى مواقف جديدة.
- المرحلة الرابعة: توظيف العمليات المعرفية بطريقة آلية وفعالة.
المحور الثاني: التعلم الفعال مهارات التفكير ما وراء المعرفي .:
ان مفهوم التعلم الفعال لا يعد فكرة جديدة لان التعلم بحد ذاته هو عملية نشطة. الا ان التعلم الفعال كمنحنى او منهج زاد الاهتمام به مع تطور نظريات التعليم (زامل وعواد ,2008). وتعد بدايات القرن الحادي والعشرين النشأة الواضحة للتعليم الفعالكاحد الاتجاهات التربوية والنفسية المعاصرة ذات التأثير الايجابي على عملية التعليم داخل الصف وخارجه (سعادة, واخرون، 2006).
ان غاية (التعلم الفعال) هو مساعدة المتعلم على اكتساب الاتجاهات والمهارات المعلومات. مع تطوير استراتيجيات تمكنه من حل المشكلات داخل لصف وخارجه. وهذا ما تم الاشارة اليه في استراتيجيات مهارات الفكير ما وراء المعرفي وللتعلم الفعال سمات من ابرزها دمج المتعلم في فعاليات تعلمية مع التركيز على التفكير الذي يشمل التحليل والتركيب والتقيم. وتطويرمهارات المتعلمين وقلة التركيز على نقل المعلومات مع تشجيع الطلبة بالانخراط في فعاليات القراءة والمناقشة والكتابة.
ولكي يكون التعلم نشطاً وفعالاً ينبغي أن ينهمك المتعلمون في قراءة أو كتابة أو مناقشة أو حل مشكلة تتعلق بما يتعلمونه أو عمل تجريبي. و بصورة أعمق فالتعلم النشط هو الذي يتطلب من المتعلمين أن يستخدموا مهام تفكير عليا فيما يتعلق بما يتعلمونه. بناء على ما سبق نبين هنا (عناصر التعلم الفعال). وهي:
- العمل المباشر بالاشياء: وتعني استخدام الاشياء اثناء التعلم مع اشراك الحواس.
- التامل بالممارسات: العمل والممارسة وحدهما غير كافية بل لابد من دمج النشاط الجسمي والعقلي في التفاعل مع الاشياء.
- الدافعية الداخلية: تقود الدافعية المتعلم الى الاستكشاف والتجريب لبناء المعرفة الجديدة.
- حل المشكلات: هنا يعمل المتعلم على ربط خبرته السابقة بما يواجه من مشكلات حقيقية وبذلك يتوصل الى الحل المناسب ( زامل وعواد 2008).
ويتضمن التعلم الفعال بعض انواع من الخبرة والحوار, فالحوار هناك نوعين الاول الحوار مع الذات. ويحدث هذا النوع اثناء تفكير الطالب حين يسال نفسه اما النوع الثاني فيشمل الحوار مع الاخرين. وهذا النوع يتحقق اثناء المناقشات مع الطلبة والفعاليات التي يقوم به مع الاخرين.
اما الخبرة فهي على نوعين الحبرة بالملاحظة وتتم عن طريق مشاهدة الحدث بشكل مباشر اوغير مباشر. كملاحظة المعلم يقوم بعمل امام الطالب او الاستماع الى المحترفين. اما النوع الثاني فهي الخبرة بالتجربة وتتم ذلك من خلال التعلم بالانشطة كتصميم هندسي او تعلم الموسيقة اونقد الكتابة. مما سبق نرى ان التنظيم الذاتي مرتبط باستراتيجيات ما وراء المعرفة المتعلقة بالمهمة. وهي التي يستخدمها المتعلم تعد احد مكونات التعلم الفعال عندما يكون المتعلم على علم بأنه يستطيع التحكم في أفعاله واتجاهاته واهتماماته تجاه الموضوعات الأكاديمية.
ومن أبرز فوائد التعلم الفعال _ مواصفات التدريس الفعال .:
1 ـ تشكل معارف المتعلمين السابقة خلال التعلم الفعال دليلا عند تعلم المعارف الجديدة. وهذا يتفق مع استراتيجيات مهارات التفكير ما وراء المعرفي في أن استثارة المعلومات.
2 ـ يتوصل المتعلمون خلال التعلم الفعال إلى حلول ذات معنى للمشكلات التي يواجهونها. لأنهم يربطون المعارف الجديدة أو الحلول بأفكار وإجراءات مألوفة عندهم. وليس استخدام حلول أشخاص آخرين. وهذا جداً قريب من التنظيم الذاتي في تعلم مهارات التفكير ما وراء المعرفي (ابو هداف, 2005).
3 ـ يحصل المتعلمون خلال التعلم الفعال على تعزيزات كافية حول فهمهم للمعارف الجديدة .
4 ـ الحاجة إلى التعبير عن فكرة خلال التعلم الفعال تجبر المتعلمين على استرجاع معلومات من الذاكرة. ربما من أكثر من موضوع ثم ربطها ببعضها. و هذا يشابه المواقف الحقيقية التي سيستخدم فيها المتعلم المعرفة.
5 ـ يعزز التعلم الفعال للمتعلمين ثقتهم بذواتهم والاعتماد على الذات.
6ـ يفضل معظم المتعلمين أن يكونوا نشطين خلال التعلم .
7 ـ المهمة التي ينجزها المتعلم بنفسه، خلال التعلم الفعال تكون ذات قيمة أكبر من المهمة التي ينجزها الاخرين له.
8 ـ يساعد التعلم الفعال على تغيير صورة الطالب لللمعلم بأنه المصدر الوحيد للمعلومات. و هذا له تضمين هام في النمو المعرفي المتعلق بفهم طبيعة الحقيقة.
المحور الثالث: دور المعلم في تشكيل أنماط التفكير لدى المتعلمين وخاصة تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي .:
ان توفير الفرص للمتعلمين من قبل المعلم له دور فعال في تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي. ومن الدلائل على امتلاك المتعلمين للمهارات التفكير ما وراء المعرفي هو تمكنهم من وضع قائمة للخطوات التي سيقومون بها. اضافة على قدراتهم على تحديد الخطوة التي وصلوا لها في تنفيذ المهمة. وموقع هذه المهمة بالنسبة للخطوات اللاحقة وعندما يصلوا الى حل المشكلة يمكنهم حين اذ من تفسير اجوبتهم. والاستراتيجية التي اوصلتهم الى الحل. ويؤكد كوستا وكاليك اهمية المعلم في أهمية تنمية التفكير وراء المعرفي من خلال قيامة بمجموعة من الاجراءات التالية.:
- يضع المعلم في البداية استراتيجية تعلمية المراد تنفيذها.
- يحتفظ المعلم بهذه الاستراتيجية طول مدة التعليم والتعلم.
- يتأمل المعلم فاعلية هذه الاستراتيجية من حيث التغيرات الايجابية التي احدثتها في سلوك الطلبة.
وقد يقدم المعلم نموذج للاستراتيجية التي ينوي استخدامها. وعلى المعلم ايضاً اعطاء فرصة للممارسة وتوضح استخدامها (ابو جادو ونوفل,2007). فدور المعلم هو تدعيم تعلم الطلبة بواسطة تعزيز محاولاتهم نحو تطبيقا لاستراتيجية مع اعطاءهم تدربياً لذلك. ان هذا الدعم المؤقت يجب ان يركز على خصائص المتعلمين وطبيعة المادة وطبيعة المهمة. وعلى المعلم سحب الدعم عندما يشعر بأن المتعلمين اصبحوا اكثر فهماً للمهمة التي يؤدونها. كما على المعلم ربط التدريس المعرفي بالدافعية وربط التقيم بنواتج التعلم. وتختلف نواتج التعلم باختلاف نوع المعرفة التي يهتم المعلم بتوجيه العملية التدريسية نحو تنميتها لدى طلابه.
فالمعرفة هي موضوع الفهم، وهي تقسم في إلى قسمين : معرفة تختص بمهام نوعية ومعرفة لها علاقة بمهام معينة. ويشير النوع الأول من المعرفة إلى المجالات الأكاديمية والاجتماعية. أما النوع الثاني فإنه يشير إلى المهارات المطلوبة للتعلم. وتشمل تركيز الانتباه، ومهارات حل المشكلات، وغيرها.
ان تنمية هذا النوع من المعرفة لدى الطلاب يمكنهم من تحويل مسؤولية تعلمهم من المعلم إلى أنفسهم. وهذا يعني أنه إذا اهتم المعلم بتدريس المهارات المتعلقة بالمعرفة التي لها علاقة بمهام معينة. ومعرفة ما وراء المعرفة (عمليات ما وراء المعرفة). فإنه بذلك يساعد الطلاب في تعلم كيف يتعلمون. فالطلاب الذين لديهم مهارات مرتفعة في ما وراء المعرفة يكونون متميزين في التخطيط. والتعامل مع المعلومات، ومراقبة تعلمهم ذاتياً. وتعرف أخطاء تفكيرهم ، وتقييم أدائهم. وهذا المهارات ربما تكون ضرورية للتعلم في مجموعات متعاونة.
دور المعلم الفعال.:-
وفي التعلم الفعال كما اشار زامل وعواد نقلا عن جبران 2002. يفترض على المعلم ان يكون مرشداً للمتعلم وميسر للتعلم الفعال وملاحظ جيد للعملية التعليمية. ومن هذا المنطلق على المعلم القيام بما يلي:
- مساعدة الطلبة الذين اعتادوا على الاساليب التقليدية في التعلم على التغير والانتقال من التعلم التقليدي الى التعلم الفعال.
- تخصيص الوقت الكافي لفحص المبادى والمفاهيم التي يعتمد عليها التعلم النشط وفهم نظريات التعلم التي تشكل الاساس في ممارسة التعلم النشط والتي تبين خصائص المتعلمين.
- اختيار الاستراجيات واساليب التدريس الملائمة للتعلم الفعال.
- توفير المصادر المادية والبشرية التي تساعد التعلم الفعال بما في ذلك توفير الوقت والمكان الاملائم لذلك.
- تشجيع المتعلمين على عمل الاشياء وتنفيذ الانشطة والفعاليات بانفسهم مما يعمل ذلك على تزويدهم بالفرص التعليمية.
- تزويد المتعلمين بالتغذية الراجعة التطويرية بشكل فردي لتمكينه من ادراك الاثر الايجابي لمشاركته الفعالة في التعلم.
- توفير المناخ الودي الامن وتزويد المتعلم بالخبرات المثيرة للتعلم الفعال.
***********************
***********************
تعليقات
إرسال تعليق
اضف ماتريد، رأيك مهم شاركنا به لطفا ... مع خالص الاحترام والمحبة