------ ----- --------- الوسطية في تربية الاطفال الوسطية في تربية الاطفال -------

القائمة الرئيسية

الصفحات

=================


الوسطية في تربية الاطفال

اساليب العقاب التربوية.


الوسطية في تربية الاطفال


طرق عقاب الطفل فى المراحل العمرية المختلفة، او تأديب الاطفال.


حيث قال الله جل ثناؤه  (فَبِمَا رَحمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لهَمُ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لهَمُ)،  سورة آل عمران، الآية (159).


   إن أهم مرحلة في التربية هي مرحلة الطفولة فإذا أهمل الطفل في بدء حياته خرج في الأغلب فاسد الأخلاق مرتكباً للأخلاق الذميمة، فإذا عنينا بتربيته وهو صغير كان مهذباً وهو كبير فإن طفل اليوم هو رجل الغد. ومن هذا المنطلق فإن الشريعة الإسلامية عنيت أشد العناية بالولاية والحضانة وتغليب مصلحة المولود ومعاملته باللين وتربيته وحفظه بعيداً عن القسوة والشدة والغلظة والظلم بعيد اً عن الفجور والسوء، وإنه إذا تولى الطفل من يسيء إليه في تربيته وحقوقه وحفظه بحيث لا ينظر إليه إلا شزراً ولا يطعمه إلا نزراً فإنه ينزع منه ويعهد به إلى من يصونه ويصلحه لأنه لا ولاية لمن يلحق به الضرر، وهذا ما دلت عليه نصوص الكتاب العزيز والسنة المطهرة وأجمع عليه فقهاء الإسلام، فبالعناية بالطفولة ورعايتها والإحسان إليها يتحقق للمجتمع صفات الكمال، ويشعر الطفل بالعطف والحنان والشفقة، وليشب على الرحمة والتراحم والترابط والوئام والانسجام مع الآخرين، وﺑﻬذا يتحقق للمجتمع المسلم التماسك والترابط ويكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.


  وفي عالم الطفولة الرفق لا سقف له، فالحنان هو المتنفس الذي يتنفس فيه الطفل ويحيا به حياة سوية سعيدة، وعبره يُعبِّر الطفل عن إحساسه ومشاعره، وفي جو الحنان والعطف يشعر الطفل الابن بالأمان وبدفء الحياة وبقيمتها وبه تتأكد المحبة
بين الآباء والأبناء فيجدون فيهما ملاذاً، وملجأً فيبثُّوﻧﻬم خلجات نفوسهم وما يجري بخواطرهم، وعن طريق العطف والحنان والمعاملة الحسنة يستطيع الآباء الوصول إلى أعماق نفوس الأبناء ومن ثم يقومون بإرشادهم إلى الخير ولما هو حق وصواب.
وهكذا فإن التربية الإسلامية وحقوق الانسان تؤكد على حق الطفل في حمايته من كل أذى جسمي ونفسي .لذا إن التربية والدعوة والإصلاح كذلك بحاجة إلى السلوك الحسن، والنية الحسنة، والمعرفة الكافية، والذوق الرفيع.
    والطفل على وجه الخصوص أحوج إلى وجه طلق وكلام لين لإصلاح حاله، وإطلاق طاقته، وتنمية مواهبه كي يكون التأديب صحيحاً، والسلوك سليماً، والجيل حكيماً. وعليه فإن الرفق أصل التأديب ولب التهذيب.
إذا اعتاد الوالد والولد على العصا نزعنا الرحمة والحنان من قلوبنا، وزرعنا الإكراه والإجبار والتسلط في بيوتنا، وفقدنا الإبداع ومن شب على شيء شاب عليه.

   فالعقاب هو الأسلوب التربوي الذي يميل إليه الكثير من الآباء والأمهات والمربين وغيرهم، إذ يرون أنه أقصر الطرق للتهذيب. وعلى عكس هذا المنهج، ظهر أسلوب مقابل وهو  التهذيب الإيجابي، ليطرح آليات تربوية لا ترتكز على العقاب، إذ اعتبر أصحاب اتجاه "التهذيب الإيجابي" أن الاعتماد على العقاب هو في الحقيقة "تهذيب سلبي"، وان أضراره أكثر من منافعه، أو على أحسن تقدير هو يؤدي لأقل قدر من المنافع. 
   وكثير ممن اعتاد ضرب الأطفال لم يستطع التوقف عن تلك العادة عندما يكبر أولاده أثناء وبعد سن المراهقة ... ودفعت الأسرة ثمناً غالياً وهرب الفتى مهاجراً بروحه أو جسده أو الاثنين معا بسبب عادات قاسية قاصية يمكن التخلص منها.

    وهنا نجد إن البيت والمدرسة وسائر مؤسسات الدولة واﻟﻤﺠتمع يجب أن تولي الكرامة الآدمية اهتماما كبيرا كي لا تصبح المرأة والأسرة أشبه بالقطيع المملوك وعلى ضوء معطيات الشرع والانسانية يجب منع العقاب البدني.

     لماذا نعتبر أن الاعتماد على العقاب هو شكل من أشكال التهذيب السلبي، وأنه قليل المنفعة؟ هناك ثلاثة أسباب:
   أولا: أكدت الأبحاث العلمية أن الاعتماد على العقاب كأسلوب تربوي يؤدي لمشكلات عديدة (خاصة إذا كان العقاب يشتمل على كلمات أو تصرفات مهينة للكرامة أو يشمل إيذاء جسدياً).
أهم هذه المشكلات: الألم النفسي والحزن الذي تستمر ذكرياته مدى الحياة، فقدان الثقة بالنفس، الغضب والسلوك العدواني، الرغبة في الانتقام، اضطرابات النوم، التبول اللاإرادي، اضطراب العلاقة مع السلطة، القلق، الميل للجوء للتدخين أو تعاطي المخدرات أو الأنواع المختلفة من الإدمانات، الاضطرابات الجنسية، والسلوك المعادي للمجتمع.

   ثانياً: لأن الفائدة الوحيدة من العقاب هي: الطاعة المباشرة الفورية، ولكن، في مقابل ذلك، فإن تأثيره يكون - عادة – قصير المدى أو مرتبطاً بوجود مصدر العقاب، وهو ما يسميه التربويون وحدة التحكم الخارجي ويختفي الأثر بمجرد زوال مصدر العقاب، على عكس التهذيب الإيجابي الذي يعتمد على تقوية وحدة التحكم الداخلي. فيظل التأثير مستمراً حتى رغم غياب مصدر العقاب.
   ثالثاً: الاعتماد على العقاب يؤدي إلى فقر تربوي شديد بالتدريج، فالتوبيخ المستمر يجعل الأطفال يفقدون تركيزهم مع المربيين ثم، بالتدريج، يتجاهلونهم، لذلك يشكو المربون من أن كلامهم لم يعد مسموعا رغم أنهم يكررونه عشرات المرات! كما أن الأطفال  يرون أنهم يمتثلون لقواعد غير منطقية  من وجهة نظرهم (لمجرد أن الأب أو الأم قالا ذلك وهم لا يفهمون الداعي لذلك!)، بالإضافة إلى أنهم يعاقبون عن سوء التصرف بدلاً من تعليمهم معارف ومهارات تساعدهم في كيفية تحسين التصرف.


مظاهر السلوك المتشدد:

هناك جملة من المظاهر التي إذا تكررت بعضها لعدة مرات ولفترات متصلة فإنها تعطي دلالة محتملة لوجود نوع من السلوك المتشدد عند الأطفال أو الوالدين. فيما يلي إشارة إلى بعض تلك المظاهر:
1)   يشتاط الوالدان غضبا إذا لم يطع الطفل أوامرهما على الفور ودون جدال.
2)   ﺗﻬويل الأخطاء وتضخيمها.
3)   الدعاء على الأبناء، نهى  الإسلام الدعوة على الأبناء والأموال والأنفس.
4)   تردد الطفل في مصارحة والديه فلا يقوم بالاعتراف بتقصيره خوفا من البطش والشدة.
5)   يخوف الأبوان طفلهما بالحيوانات الغريبة والعقاب الأليم إرهاباً له لإسكاته أو التخلص من صراخه.
6)   التفرد في اتخاذ القرار والتسرع فيه والتصلب في تبني الرأي مع عدم احترام القرار الجمعي وعدم الاكتراث بمشاعر الطرف الآخر المخالف.
7)   يتقمص الطفل شخصية والديه أو أحدهما فيعامل إخوانه وأخواته الأصغر منه بقسوة عند غياب الوالدين عن المنزل.
8)   ظهور بعض المشاكل السلوكية عند الأطفال كالعناد والغضب.
9)   قد يظل الطفل يحمل معاني الكبت والحرمان فينتهج منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما.
10)                      غياب المبادرة وعدم الاجتهاد في القضايا الصغيرة خشية اللوم الشديد؛ فإذا أرسل الطفل إلى البقالة لشراء غرض معين فإنه إن لم يجد الحاجة المطلوبة بعينها فإنه يعود إلى المنزل دون أن يشتري سلعة تفي بالمطلوب خوفا من النقد اللاذع الذي قد يوجه إليه في حال المبادرة والاجتهاد في البحث عن البديل.
11)                     عدم قبول التحدي والخوف من الخوض في غمار التجارب الجديدة خوفا من الفشل فلذلك قد يستخدم حيلة دفاعية هروبية تظهر من قوله "لا أستطيع" أو "هذا صعب" أو "أنا لا أعرف".
12)                     ضعف الثقة بالنفس وافتقار في إظهار القدرات الإبداعية.
13)                     كره السلطة الوالدية وقد يمتد هذا الشعور إلى معارضة السلطة الخارجية في اﻟﻤﺠتمع.
14)                     يميل الطفل إلى عدم احترام القواعد العامة عندما يكون دون رقابة.
15)                     يقوم الطفل بإيذاء الحيوانات ويلحق الضرر بالممتلكات العامة والنباتات.
16)                     حمل بعض الآلات الحادة واللعب ﺑﻬا.
17)                     مصاحبة من هم على نفس الشاكلة.
18)                     لا يستطيع الطفل أن يتعلم جيدا في أجواء التسلط والشدة. إن الخوف الناجم من علاقات التسلط والجفاء يؤدي إلى تعطيل القوى العقلية عند الطفل من مثل الانتباه والمذاكرة والتفكير والقدرة على النقد والتحليل وحل المشكلات.
19)                     التعرض إلى التجارب الحياتية المؤلمة والمريرة كالعقاب الجسدي الذي قد يعاني منه بعض الأطفال وخاصة في مرحلة الطفولة الوسطى -كما تشير الدراسات الميدانية- من عمر 6 إلى 12 سنة.

الوسطية في تربية الاطفال:
التوسط في الأمور أساس الصلاح ولا ريب أن طرائق تحقيق الوسطية أكثر من أن تحصر في دراسة قصيرة أو موسعة ولكن سأكتفي بإيراد مجموعة من الآليات المساعدة لتعزيز مفهوم الوسطية في حياتنا الأسرية واﻟﻤﺠتمعية وهي بحاجة إلى تعلم وتعليم وصبر على مواصلة الطريق. لقد نصح خبراء التربية بالعديد من الاستراتيجيات النافعة في عملية توجيه وإرشاد المتعلمين ولكن لا بد من انتقاء الأصلح منها بما يتناسب مع ظروف كل فرد، وفيما يلي مجموعة من تلك الاستراتيجيات:

1)   عدم التسرع في اتخاذ بعض القرارات حرصا على صحة الطفل. فعندما يحتاج الطفل إلى جهاز لتقويم الأسنان ولكنه يرفض الذهاب إلى الطبيب فإننا قد نقسو عليه ونلزمه من دون أن نتحاور معه فلعله يخشى من الألم أو أن مظهره لن يكون لائقا ومهما كانت القناعات فإننا يجب أن نسمعها منه دون مقاطعة ثم نثني على الطفل ونشكره لأنه شرح وجهة نظره وبرفق نقنعه بضرورة الالتزام بنصائح الطبيب.
2)   معالجة المعتقدات الاﻧﻬزامية وبث الروح الإيجابية في نفوس الأطفال.
3)   الاستفادة من التراث الإسلامي ومن سيرة العلماء والمربين فيما يتصل بأصول التعامل السمح.
4)   تشجيع الاستقلالية لدى الأطفال والابتعاد من الإكثار من كلمة لا  الردود السريعة دون الثناء على مطالب الطفل قد تسبب سلوكاً سلبياً يتمثل في الإحجام عن العطاء أو الشدة في المعاملة فيحشد الطفل كل طاقته كي يقوم ﺑﻬجوم معاكس أو فعل مشاكس. فمثلا عندما يريد الطفل زيارة صديق له فيطلب الإذن من الوالدين للذهاب لزيارة صديقه في وقت غير مناسب فلا بد من أن نثني على مبادرته ونبل مشاعره في تعاهد الأصحاب ثم نرد عليه بأن الوقت غير مناسب ونشرح له السبب أما الرد الفوري بالرفض بلفظ "لا" دون تبرير مقنع فإنه مع مرور الزمن سيولد سلوكاً غير سوي.
5)   اختيار الأوقات المناسبة للحوار والمناقشة في الأمور الخلافية في المحيط الأسري والمدرسي.
6)   ممارسة النقد الذاتي الواعي في أوسع معانية، قد قيل لاَ يَكُونُ العَبْدُ تَقِيّاً حتى يُحَاسِبَ نفَسَهُ.
7)   مراعاة الفروق الفردية وانتقاء الوسائل المعتدلة لتشكيل السلوك وتوصيل الأفكار. إن اختيار أنسب الأوقات والطرائق للتعامل بين الزوجين ومع الأبناء وفي المدرسة وغيرها أساس النجاح فلِكُلِ مَقَامٍ مَقَال؛ أي أن لكل أمرٍ أو فعلٍ أو كلام م وضعاً لا يوضَعُ في غيره كي لا يقع الضرر.
8)   استغلال الإعلام في توعية اﻟﻤﺠتمع وتعميق الوسطية كحركة مسيطرة من خلال تداول التجارب الناجحة وحملات التوعية المكثفة على المستوى الجماهيري عبر البرامج التلفزيونية والإذاعية وغيرها وحبذا الاستعانة بالرموز والنجوم الإعلامية الصالحة وتسخير الفنون الجميلة والتقنية الحديثة والفلاشات السريعة.
9)   ضرورة تفعيل دور الانترنت في توعية وتثقيف اﻟﻤﺠتمع وذلك من خلال إنشاء مواقع تخصصية متطورة تتصف بالشمولية والمرونة بحيث تتجاوب مع رسائل السائلين وتقوم بإرشادهم على أن تستقطب شريحة الشباب.
10)                      توثيق العلاقة بين المدرسة والأسرة لإيجاد بيئة تتسم بالوسطية نظرياً وإجرائياً.
11)                     تشجيع الحوار الحر الموضوعي في الجلسات الأسرية العامة أو الخاصة.
12)                     عدم تعويد الطفل على التدليل بل يعود على التسامح.
13)                     عدم التردد والتهاون في اتخاذ القرارات السليمة فإن التذبذب في مثل هذه الأمور لها عواقب وخيمة في نفس الطفل الذي يحتار في تبرير التردد.
14)                     تعويد الطفل على الاعتذار إذا بدرت منه كلمة غير محمودة فالرجوع للحق فضيلة وشجاعة بل من مقومات الشخصية السوية.
15)                     قبول اعتذار الطفل بصدر رحب وعدم التعنت في ذلك إذا كان الأمر بسيطا.
16)                     تدريب الطفل على الاقتصاد في الملبس وترك التكبر والغرور وعدم الإِسراف الداعي إلى التبختر والبطر. فلهذا يحتاج المرء إلى توطين نفسه على الاعتماد على النفس وترك الخمول.
17)                     تكريم الطفل ومدحه على ما يأتي من أفعال حميدة، والاقتصاد في لومه وتأنيبه إذا أخطأ حتى لا يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح فيسقط وقع الكلام من
قلبه، وبا يضمن تربيتهم الوسطية.
18)                     أن يسمح للطفل بعد الانصراف من المدرسة أن يلعب
لعباً جميلاً فإن منع الطفل من اللعب وإرهاقه بالتعلم دائماً يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه، فإذا كانت التربية صالحة كان هذا الكلام عند البلوغ واقعاً مؤثراُ ناجعاً يثبت في قلبه كما يثبت النقش في الحجر.
19)                     التأكيد على مفهوم المساواة بين جميع أفراد الأسرة من بنين وبنات.
20)                     غرس المهارات الحياتية وتحديد كيفية التعامل مع الآخرين على أساس السماحة والاحترام والتعاون لتكوين الطفل المتفائل المتفاعل.


ويرتكز  التهذيب الايجابي او الجيد بدلاً من العقاب على سبعة أركان، وهي:

1)   يجمع بين الحزم والتعاطف في وقت واحد. يراعي ويميز الأهداف الخفية وراء تصرفات الطفل غير المرغوب فيها.
2)   يفتح للطفل أبواب رحلة طويلة المدى للتعلّم وتطوير الأفكار والمشاعر حول نفسه وحول الكون.
3)   يركز على الحلول (بدلاً من لفت نظر الطفل إلى الخطأ الذي ارتكبه، أظهر له كيف تكون الأمور صحيحة).
4)   يعتمد على مشاركة الطفل للتوصل إلى حل مقبول.
5)   يدع الطفل يواجه العواقب (العواقب الطبيعية أو العواقب المنطقية).
6)   يعطي مساحة كبيرة للتشجيع (وليس الإطراء والمدح).
7)   يوضح للطفل كم هو كفء وقادر.


وفي الختام واستنادا لمنطلقات التربية الإسلامية الوسطية، وانطلاقا من الاتجاهات التربوية الحديثة في تحقيق الأهداف العامة للتربية الاجتماعية، فإن هذه الدراسات تؤكد على ضرورة الاهتمام بما يمكن أن يسمى بالأسلوب الايجابي او الوسطي في تربية الأبناء والبنات. بمعنى أن هذا الأسلوب يتمثل في استخدام تقنيات ووسائل التوسط والاعتدال في معاملة الطفل وتجنب القسوة الزائدة والتدليل الضار وكذلك تحاشي التذبذب بين الشدة واللين والتوسط دائما في إشباع حاجات الطفل وتشكيل سلوكه على بصيرة.
ومن الأهمية بمكان أن يعبر الطفل عن عواطفه وأن يشرح مواقفه ولكن من غير أن يعتدي على غيره. ومن المهم أيضا أن نعطي الحريات ونشجع البنين والبنات في تنمية الذات والتواصل مع الآخرين في إطار السماحة الإسلامية والانسانية.
فالناس ثلاثة أصناف: صنف يغلب عليه ترك الحبل على القارب ويترك الأمور تسير بلا سياسة مستنيرة، وصنف يغلب عليه المسك بكل حبال القارب ويسير الأمور بقسوة وتسلط، وصنف يميل إلى الاعتدال في أغلب معاملاته فيقرن بين الحزم واللين ويراقب المسيرة نحو تحقيق الأهداف. فمن المعلوم أَنَّ خَيْرَ الأُمُورِ أَوْسَطُهَا؛ أي أن خَيْرَ خِصَالِ الْمَرْءِ جمْعًا تَوَسُّطُ الأُمُورِ والْوَسَطُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ : أَعْدَلُه.  إنَّ أَفْضَلُ شُؤُونِ الإِنْسَانِ مُرَاعَاةُ الْوَسَطِ بَيْنَ الخُشُونَةِ وَالنُّعُومَةِ.



المصادر:
القيرواني، ابن الجزار (1984) سياسة الصبيان وتدبيرهم. تحقيق وتقديم: د . محمد الحبيب الهيلة، ط 2 منقحة، بيروت، دار الغرب الإسلامي.
مراد، يحي حسن (2003) آداب العالم والمتعلم عند المفكرين المسلمين من المنتصف القرن الثاني الهجري حتى نهاية القرن السابع، ط 1، بيروت : دار الكتب العلمية.
مرسي، محمد سعيد (2008) فن تربية الأولاد في الإسلام. ج 1، ط1، الأندلس الجديدة.
المصري، رضا وعمارة، فاتن (2008)  زاد الآباء في تربية الأبناء. ط 1، مصر: دار الأندلس الجديدة.
مدن، يوسف (2006) التعلم والتعليم في النظرية التربوية الإسلامية،  ط 1، بيروت: دار الهادي.
المتبولي، صلاح الدين (2003) قضايا تربوية-  التربية ومشكلات المجتمع، ط 1، الاسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
الكندري، لطيفة حسين (2011)  تأديب الطفل باللطف لا بالعنف مجموعة دراسات علمية محكمة، المركز الإقليمي للطفولة والأمومة- وزارة التربية، الكويت.







ويمكن الاطلاع على الفيديو البسيط ليلخص افصل اساليب العلاج التربوي للاطفال:

================== ------- -----

***********************


***********************

هل اعجبك الموضوع :
author-img
استاذ جامعي وباحث اكاديمي ومدون

تعليقات