نماذج التدريس ودورها بالنسبة للمعلم (نموذج جانييه مثالاً)
نماذج التدريس ودورها بالنسبة للمعلم (انموذج جانية مثالاً) |
ان نموذج التدريس وعلاقة بالعملية التدريسية وكل ما يرتبط بها من الأمور المهمة جدا لأي معلم. وهنا نحاول ان نتطرق لماهية نماذج التدريس وكيف تطبق في غرفة الصف من قبل المعلم لتساعده على تحقيق اهدافه.
في تدوينة سابقة تحدثنا عن مفهوم التعلم والتعليم، ومساهمة المعلم ودوره في عملية التدريس. فهو احد اركانه المهمة واعمدة نجاحه. كما أشرنا لبعض الاستراتيجيات التعليم والتعلم التي يمكن من خلال توظيفها في غرفة الدرس ان يحث التعلم.
وسوف نوضح ماهية نماذج التدريس واهميتها دورها في غرفة الصف بالنسبة للمعلم (انموذج جانية مثالاً). كما نحاول الان ان نتعرف على مفهوم اخر من مفاهيم اسحلة المعلم في غرفة الصف الا وهو نماذج التدريس (انموذج التدريس). وان نبين دور انموذج التدريس في غرفة الصف (روبرت جانيه انموذجا).
تعتبر العملية التربوية كل متكامل لا يمكن تجزئته. فلكل موضوع طريقته المناسبة لذا ينبغي على المعلم أن يكون قادراً على امتلاك مختلف طرق التدريس قديمها وحديثها. ويختار الأنسب منها ليمكن المتعلمين من استيعاب المعارف واكتساب المهارات.
فطرائق التدريس متعددة تعد من الأدوات الفعالة والمهمة في العملية التعليمية. وتلعب دوراً أساسياً في تنظيم الدرس ولا يستطيع المعلم الاستغناء عنها. فالطرق التقليدية كانت تعمل على توصيل المعرفة للمتعلمين عن طريق المعلم. غير أن الطرق الحديثة اتسعت مجالاتها وأصبحت تركز على مجهود المتعلم ونشاطه. وكل طريقة يجب أن ترفق بنموذج مناسب لها، فنماذج التدريس لا تقل هي الأخرى أهمية فهي تساعد على توجيه مسار التعليم.
ماهية نماذج التدريس:
هو ذلك النمط المعين من الاجراءات التي تعطي تعليم متماسك شامل ومتعارف عليه. فإذا رأيناه يمكن أن نتعرف عليه بكونه مختلف عن أنماط أخرى لنماذج تدريس أخرى. وللنموذج قيم وأهداف معينة وكذلك له أساس واضح في كيفية توجيه مسار التعليم عن طريق الإدراك الحسي.
فكل نموذج هو عبارة عن كيان منفصل بمكوناته الخاصة المجهزة كل منها له طابع وتأثير مميز. فكل نموذج في الحقيقة هو تصميم لتخطيط الدروس من أجل مخرجين: تدريس المحتوى. تدريس نوع من التفكير فهناك أعداد كبيرة من النماذج كلها تهدف إلى تحقيق هذين المخرجين الآنف ذكرهما.
فهذه النماذج تساعدنا في أن نكون أكثر وضوحا ودقة. فهي لم تصمم على درجة من الجودة لتحقيق المعرفة في عقول التلاميذ. بل صمم من أجل تعليم التلاميذ كيف يفكرون ويتعلمون بطرق شتى. ومن خصائص هذه النماذج انها تستخدم لتقليل تعقد التفاعل الإنساني داخل الصف. وتحاول النماذج الإجابة عن الأسئلة:
1) ماذا تريد أن تعرف؟. هذا السؤال يوجهنا صوب سؤال آخر. هل من الواجب على المدرس شرح كل شيء في الفصل أم شرح أشياء مبسطة.
2) كيف تصف ما ترى؟. هل من الواجب وصف الأشياء بطريقة عامة أم بطريقة خاصة أم بالتفصيل؟.
3) ما طريقة الملاحظة؟. أو كيف تتوالى عملية رصد التحركات التدريسية؟. كم عدد المتغيرات التي يمكن استخدامها؟.
وقد تكون الاجابة عن هذا السؤال صعبة فالعقل البشري يكاد يستطيع أن يتعامل مع اثنتي عشر متغيرا في نفس الوقت. وعلى المعلم أن يستخدم عددا من المتغيرات حتى يستطيع التلميذ إدراكها.
فنموذج التدريس هو تصور مبسط يوضح ويلخص طبيعة التدريس وعناصره. والعلاقات التي تربط بين تلك العناصر وعمليات بناء وتصميم وتنفيذ التدريس وفقا لخطوات متسلسلة ومتتابعة لتحقيق الأهداف المرغوبة. او هو خطة أو نمط يمكن استخدامه لتشكيل عملية التدريس تخطيطاً وتدريساً وتصميماً بجانب توجيه التدريس داخل الموقف التعليمي.
ما فائدة او اهمية انموذج التدريس للمعلم:
1) تخطيط وبناء بيئة تعلم خلاق من خلال مواصفات لتخطيط وتصميم مواقف التعلم.
2) يوضح مهام كل من المعلم والمتعلم في كل مراحل وخطوات الموقف التعليمي.
3) يعتمد على المحتوى والعمليات.
4) تتطلب كفاءة من قبل المعلم قبل اختيار النموذج في الموقف التعليمي المناسب.
5) تتطلب من المعلم قدرة وامكانية على إيجاد بيئة خلاقة للتعلم.
أن نماذج التدريس تمثل جانباً من نماذج التعليم والتعلم التي تعرف بنماذج الاتصال التعليمي. تلك النماذج التي تكون شكل مخططات توضح العلاقة بين عناصر عمليتي التعليم والتعلم ببعضها البعض. وترسم موقع كل منها في منظومة التدريس. فإذا كانت هذه المخططات بمثابة خطوات تبين للمتعلم كيف يسير خلال عملية التعلم سميت نماذج تعلم. أما إذا كانت تلك المخططات ترسم للمعلم الخطوات التي ينبغي عليه اتباعها خلال تنفيذ مراحل الدرس وفقا لطريقة أو أسلوب محدد من طرق وأساليب التدريس. فإنها تسمي في هذه الحالة بنماذج التدريس.
وقد يجمع النموذج التعليمي الواحد بين هذين النمطين، وهذا المعنى لنماذج التدريس يجعل منها أجزاء إجرائية ضمن الإطار العام لما يعرف باستراتيجيات التدريس.
تصانيف نماذج التدريس:
ويمكن تصنيف نماذج التدريس على ثلاث محاور رئيسية هي: نماذج قائمة على مصادر اجتماعية (نماذج التفاعل الإنساني). نماذج قائمة على معالجة المعلومات. ونماذج قائمة على مصادر شخصية. وفيما يلي عرض لأهم هذه النماذج.
1) النماذج الاجتماعية (نماذج التفاعل الاجتماعي):
وتؤكد هذه النماذج على العلاقات الاجتماعية. والعلاقة بين الإنسان والثقافة السائدة في مجتمعه. والعلاقة بين الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه. فهي تعكس نظرة للطبيعة الإنسانية التي تعطي أولوية للعلاقات الاجتماعية وخلق مجتمع أفضل. وتهدف هذه النماذج إلى تحسين قدرة الفرد على أن يتفاعل ويرتبط بالآخرين. وتحسين ممارسته الديمقراطية وزيادة قدرته على تطوير المجتمع.
فالعلاقات الاجتماعية ليست البعد الهام والوحيد بالنسبة للنماذج المنطلقة من التفاعلات الاجتماعية فهناك أبعاد أخرى هامة مثل، نمو العقل وتطوره ونمو الذات وتعلم المواد الأكاديمية. ومنها:
2) النماذج القائمة على مصادر اجتماعية:
نموذج البحث الجماعي، النموذج القضائي (كأسلوب لمعالجة المعلومات، وكأسلوب للتفكير حول حل القضايا). النموذج الاستقصائي المجتمعي، نموذج الطريقة المعملية.
هذا فيما يخص النماذج القائمة على مصادر اجتماعية. والتي نلاحظ من خلالها بأنها تقوم على أساس الجماعة والعمل الجماعي وتحليل وتفسير البيانات.
3) النماذج القائمة على معالجة المعلومات:
تهتم هذه النماذج بأنظمة معالجة المعلومات. ووصف قدرة البشر على معالجتها وتهدف إلى تنمية قدرة الطالب على معالجة المعلومات. أي التعامل مع مثيرات البيئة وتنظيم المعلومات والإحساس بالمشكلة وتوليد المفاهيم والحلول للمشكلات. وتوظيف الرموز اللفظية وغير اللفظية.
4) النماذج القائمة على المصادر الشخصية:
تهتم بنمو الشخصية، وتركز أساسا على الفرد. وأنه مصدر للأفكار التربوية وتؤكد على الناحية النفسية والعاطفية للفرد. وكيفية تكييفه مع نفسه وتنظيمه الداخلي لذاته على أنه يؤثر ويتأثر في بيئته.
5) نماذج تحليل السلوك:
تمت هذه النماذج من المحاولات الهادفة لخلق أنظمة ذات كفاءة لتحسين أنشطة التعلم وتشكيل السلوك باستخدام أساليب التقرير. ومن رواد هذا المجال نجد سكنير، ومن نماذجه المشهورة الاشتراط الإجرائي. وتسمى هذه النماذج بنماذج تعديل السلوك لأنها تهتم بتغيير السلوك الخارجي للطالب. أكثر من تركيزها على السلوك الكامن الداخلي غير المرئي.
وهناك نماذج تدريسة كثيرة: انموذج كانيه. انموذج برونر. انموذج دنز. انموذج ديفيس. انموذج هيلدا تابا. نموذج أوزابل للتعليم ذو المعني. نموذج التعلم حتى الاتقان. نماذج التعلم النشط. نماذج التعلم البنائي. نماذج التعلم ما وراء المعرفي وغيرها.
وسنحاول التطرق لانموذج كانيه التدريسي:
نموذج كانيه التدريسي
فسر النظرية المعرفية حدوث عملية التعلم نتيجة لحدوث تغيرات داخل البنية المعرفية في عقل المتعلم. وقد قامت هذه النظرية على أفكار جانييه وبياجيه وأوزبل. ومن أهم إفرازات هذه النظرية في التربية الاهتمام بكيفية اكتساب المعرفة وليس نقل المعرفة. ويعتبرون التفكير أحد الأدوات الأساسية في اكتساب المعرفة وإنتاجها.
لقد انشغل جانييه خلال الربع الأخير من القرن الماضي بتطوير نظريته في التعليم أو ما يسمى بـالنموذج الهرمي. أو نموذج شروط التعلم الذي يرى فيه ضرورة التصميم المسبق لعملية التعليم. فالتعليم من وجهة نظره لا يسير بطريقة عشوائية. بل يجب على المعلم أن يحدد كل الخطوات والإجراءات قبل التطبيق أو الممارسة الفعلية داخل الصف.
ويعتبر النموذج الهرمي عند روبرت جانييه الأكثر تمثيلاً للاتجاه السلوكي حيث اعتمد على المفاهيم السلوكية في تفسير التعلم. إلا أن أعماله الأخيرة اعتمدت بين الحين والآخر على المفاهيم المعرفية خاصة في مجال التعلم والذاكرة.
مفهوم التعلم عند جانييه:
يرى جانييه أن التعلم هو تغير في مقدرة الإنسان وسلوكه ولا يعزى هذا التغير لعمليات النمو. ويظهر هذا التغير على شكل تغير في السلوك. أو يمكن الاستدلال عليه بمقارنة ما كان عليه السلوك قبل وبعد دخول الفرد لموقف التعلم. وعلى قدرة الفرد على الإنجاز في أي شكل من الأشكال. وقد قدم روبرت جانييه تحليلاً لعمليات التعليم. حدد فيه المتغيرات التي تؤثر فيه. والتي تؤدي إلى تنظيم موقف التعلم الفعال. ويأخذ نموذج روبرت جانييه شكل التنظيم الهرمي. والذي يتحدد ببعض الفئات الخاصة بالتعليم ترتب من البسيط إلى المركب والتي يعتمد فيه التعلم على ما دونه من فئات.
مخرجات التعلم
يقول جانيه: إن عملية التعلم بحد ذاتها معقدة وان المتعلمون يجب أن تكون لديهم قدرات ومؤهلات. تساعدهم في الحصول على نتائج التعلم. وتكون نتائج التعلم واضحة إذا تمت معالجة المعلومات بطريقة صحيحة أثناء عملية التعلم. وقد تحدث ﺟﺎﻧﻴﻴﻪ ﻋﻦ ﻣخرجات للتعلم. وهي:
(أ) المعرفة اللغوية: ويقصد بها المعلومات التي يسترجعها المتعلم للإجابة عن سؤال ما. كأن يذكر المتعلم مكونات الوحدة المركزية في الحاسب الآلي. او كتابة أجزاء الجسم على تخطيط لجسم الإنسان. وعندما يقوم الطلبة بوضع هذه الأسماء في جمل للتعبير عن العلاقة بين شيئين أو وحدتين أو أكثر فإنهم يكونون تعلموا حقيقة.
(ب) المهارات العملية الحركية: يقصد بها الاستعمال المنظم الدقيق (للمهارات والمعارف) لإتمام مهمة تتطلب استخدام العضلات. وتتألف من حركات متعددة مرتبة بشكل متسلسل. يجب أن يعرف المتعلم هذه الحركات حتى يستطيع تطبيقها بشكل جيد خلال عملية التطبيق. ومن أمثلة المهارات الحركية: مهارات الأطفال في الأكل واللبس قبل أن يدخل إلى المدرسة - قيادة السيارة - مهارة الطباعة.
(ج) الاتجاهات: عرف جانييه وبرجز الاتجاه بأنه : حالة داخلية تؤثر على اختيار الفرد للسلوك أو عدم السلوك حيال موضوع أو شخص أو شيء معين. الاتجاه يعكس استجابة متعلمة تمتاز بالثبات النسبي. إلا أنها قابلة للتعديل أو التغيير وفق مبادئ التعلم. ويتألف الاتجاه من ثلاثة مكونات رئيسية. هي المكون المعرفي ويتمثل في خبرات وأفكار ومعتقدات الفرد حول الشيء أو الموضوع. والمكون الانفعالي ويعكس حقيقة شعور الفرد حيال الموضوع. والمكون السلوكي او الادائي ويتمثل في ردة فعل الفرد السلوكية حيال ذلك الموضوع.
(د) استراتيجيات التفكير: وهي الطرق المختلفة التي توجه المتعلم لكي يتعلم ويفكر ويتصرف ماهية الشعور. ويقوم المتعلم باستخدام مخططاته الذهنية لتساعده في انجاز ما يطمح أو يرغب في الوصول اليه. كأن يركز المتعلم على المعلومات المهمة لاجتياز اختبار ما.
(هـ) المهارة الذهنية الذكائية: قسم جانييه المهارات الذهنية إلى خمسة أجزاء وهي التمييز. والمفاهيم الملموسة، والمفاهيم المحددة، وتعلم القواعد، وتعلم أسلوب حل المشكلات. وقد اعتبر جانييه هذه الأجزاء عناصر هرمية. بمعنى أن كل مهارة منها تتطلب التمكن من المهارات التي سبقتها.
يرى ان تتابع الموضوعات بحيث ان يسير بشكل هرمي. يبدأ باستخدام المبادئ والمهارات الأساسية في القاعدة. وان المهمة الرئيسية تتطور الى ان تصل الى قمه الهرم.
أحداث جانييه في التدريس:
قدم ﺟﺎﻧﻴﻴﻪ مساهمات كبيرة في مجال ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺳﺎﻟﻴب التدريس حيث الف كتب عديدة عن نظرية التعليم والتعلم والتي عرفت بنظرية شروط التعلم. كما قدم طريقة تدريس مقترحة وفق الخطوات الاتية:-
1) إثارة الاهتمام وشد الانتباه: وقصد بها أن يهيأ المعلم، المتعلم للدرس. ويمكن ذلك باستخدام عدة طرق مثل سؤال تفكيري أو حقيقة مثيرة أو مقطع فيديو أو طرح قصة. الهدف منها أن يحفز المتعلم للتعلم ويفضل أن يكون ذو علاقة بموضوع الدرس.
2) تحديد الهدف وإعلانه للمتعلمين: إعلام المتعلم بالهدف في التعلم من الدرس. قبل البداية في عرض الدرس تعرض الأهداف التي يراد الوصول إليها بعد نهاية الدرس.
3) استثارة التعلم السابق: دع المتعلم يتذكر المعلومات والمهارات السابقة لديه. وذلك من أجل استثمارها في الدرس الجديد ليقوم المتعلم بربط ما تعلمه سابقاً بالدرس الجديد. ويكون ذلك من خلال طرح أسئلة كمراجعة سريعة أو مناقشة مفاهيم سابقة مع المتعلمين.
4) عرض محتوى الدرس: تقديم المحتوى الجديد منظماً متدرجاً بأبسط أسلوب وأيسر. عن طريق نستخدم في عرضنا للمحتوى النصوص، الرسوم، مقاطع الفيديو، الصور، الرسوم البيانية. وعند استخدام وسائط متعددة في عرض محتوى الدرس نضمن تحقق التعلم.
5) قدِّم الإرشاد والمساعدة: يحتاج المتعلم للإرشاد والتوجيه في مساعدته على التعلم. ويكون ذلك من خلال الأمثلة فهي تساعد المتعلم على فهم الموضوع.
6) قدِّم التمارين: شجع المتعلم على استخدام المهارات التي سبق أن تعلمها في التمارين التي تقدمها له. ونفذ التقويم التكويني لتتأكد من التعلم.
7) قدِّم التغذية الراجعة: عند الإجابات الصحيحة وعند الإجابات الخاطئة. ليميز المتعلم بين الصواب والخطأ وليعرف كيف وقع في الخطأ. ولابد أن تكون التغذية الراجعة مباشرة وفورية حتى نضمن تحقق التعلم.
8) تقييم نهائي لكل هدف: عند الانتهاء من الدرس لابد من إعطاء فرصة لكل متعلم. للتأكد من تحقق أهداف الدرس ونقدم التعزيز لمن يحتاج من المتعلمين.
9) عزِّز التعلم واجعله مستداماً: اطلب من المتعلم تقديم عمل أو مشروع نهائي لما تعلمه. حتى يكون تطبيقاً لما سبق تعلمه وتثبيتاً له وأيضاً ليتمكن في تطبيقه في حياته.
كما ينبغي للمعلم ان يفهم انواع التعلم المختلفة القائمة على انموذج كانية التدريسي. وينتقي من خلاله استراتيجيات تدريس وانشطة وفعاليات ترتقي بغرفة الصف لتناسب المحتوى الدراسي لتحقق نتاجات التعلم المرجوة.
ويرى جانييه جانب مهم من جوانب التربية ويرى ضرورة التخطيط للعملية للتعليمية. وألا يكون العمل ارتجالياً بل منظما. وهو ينظر باهتمام للظروف الداخلية للمتعلم والظروف الخارجية التي تيسر تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.
جوانب للعملية التربوية
كما يحدد جانييه أربعة جوانب للعملية التربوية ويرى أن المربيين يستطيعون أن يستفيدون من نظريته. وأن يشتقوا منها توجيهات لخدمة هذه الجوانب. وهي على النحو التالي:
1) كيف يستطيع المعلم أن يخطط للأهداف التربوية. وأن يحدد القدرات التي تلزم الطلاب قبل أن يقبلوا على موقف التعلم.
2) أن يدير المعلم موقف التعلم بحيث يثير دوافع الطالب للتعلم ويساعده على الاستمرار للانغماس فيه. كما ان المعلم يستطيع أن يقدم توصيات عن المحتوى الذي يتعلمه الطالب والشروط التي تيسر تعلمه على أفضل وجه.
3) كيف يخطط المعلم اجراءات التعلم وكيف يختبرها بحيث يستطيع أن يختار الظروف الخارجية المحيطة بالطالب. ويرتبها على أفضل وجه لتيسير العملية التعليمية.
4) كيف يختار المعلم وسائط التعليم والمواد الشفهية والتحريرية والأدوات المختلفة. السمعية والبصرية واليدويات المناسبة والآلات التعليمة والكتب المبرمجة وأدوات التعليم والحاسب الآلي. والتي تتيح أكبر قدر من الفعالية لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.
العوامل المؤثرة على عملية التعلم:
أ-العوامل الداخلية: هي عوامل خاصة بالمتعلم نفسه مثل قدرات ومهارات متوفرة لديه، ومستوى دافعيه، ورغبة في التعلم.
ب- العوامل الخارجية: تمثل العوامل الخاصة ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ الخارجية التي ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ. ﻣﺜﻞ تقديم المادة ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، استعمال ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺰ المناسب، والتغذية ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ.
أنواع التعلم عند جانييه (هرم جانييه التعليمي):
يرى جانيه أن هناك ثمانية أنواع أو أنماط للتعلم متدرجة تدرجاً هرمياً مترابطاً. فتبدأ من أبسط أنواع التعلم التي تعتمد على الاستجابة لمثير ما. إلى اصعب أنواع التعلم التي تعتمد على حل المشكلات.
وهذه الأنماط الثمانية يمر تعلمها في مراحل أربعة هي:
المرحلة الأولى: الوعي، المرحلة الثانية: الاستيعاب، المرحلة الثالثة: التخزين، المرحلة الرابعة: الاسترجاع.
وهذه المراحل الأربعة تشبه العمل في الحاسب الآلي حيث يتم إدخال البيانات (الوعي). وتنتقل البيانات إلى وحدة التشغيل الرئيسية مع برنامج التشغيل (الاستيعاب). ثم يتم تخزين البيانات علي الأشرطة الممغنطة (التخزين). ثم يتم استرجاع البيانات من خلال ما يسمى بالمخرجات (الاسترجاع).
كما يرى جانييه أن أي مشكلة تتعرض لها سواء كانت علمية أو حياتيه يلزم لها قانون لحلها. والقانون يتطلب بالضرورة مفاهيم, والمفاهيم تعطي القدرة على التمييز. والتمييز يتطلب مجموعة من الارتباطات اللفظية. وهذه الأخيرة تتطلب الإلمام ببعض الارتباطات الحركية. فالتعلم عند جانييه له طبيعة تراكمية وتتابعيه. وفيما يلي نبذة بسيطة عن كل نوع من التعلم عند جانييه من البسيط إلى المركب. وهي:
1) التعلم الإشاري:
يعتبر هذا النوع أبسط أنواع التعلم البسيط الذي يحدث لدى الأطفال. ووصف بأنه يشمل الانفعالية غير المحددة ويفسر استجابة الخوف لدى الصغار. ويعبر هذا النوع عن التعلم الشرطي البسيط. فمثلاً: يتعلم الطفل أن صراخ الأب يعني أنه غاضب وأن العقاب سيتم، أو أن النار مؤلمة إذا لمسها. وبذلك يكون الشرط اللازم لهذا النوع هو وجود المثير الذي يستثير الاستجابة الأولى لدى المتعلم. (تتمثل في تجارب بافلوف والإشراط الكلاسيكي حيث تكون هناك استجابات لا إرادية).
2) التعلم عن طريق الربط بين المثير والاستجابة:
يشير هذا النوع من التعلم الى ان يقوم المتعلم على إصدار استجابات متعددة لمثيرات ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻊ صدور الاستجابة ﻳﺘﻠﻘﻰ المتعلم التعزيز. وحيث يشير جانيه الى أن هذه الاستجابات تتطلب بعض عمليات التمييز. ﻻﻥ المتعلم يدرك ﺍﻥ بعض الاستجابات فقط يحصل على المكافأة ﻣﻦ ﺧﻼلها. ﻭﻫﻲ الاستجابات المرغوب بها. ﻭﻻ ﻳﻜﺎﻓﺄ على الاستجابات غير المرغوب بها أو الخطأ. وهذا يشمل مفهوم الارتباط عند ثورندايك والاستجابة ﺍلإﺟﺮﺍﺋﻴﺔ عند ﺳﻜﻨﺮ. فمثلا استجابة التلاميذ الى لفظ الحروف والكلمات في ﺩﺭﻭﺱ القراءة.
3) تعلم تسلسلات ارتباطية حركية:
يتم التعلم هنا عن طريق الربط بين أكثر من استجابة لتكوين مركب واحد. بمعنى ضم مهارات مع بعضها لتكوين مهارة أكثر تعقيداً. وهذا النوع يرتبط عادة بتعلم المهارات حيث يتعلم المتعلم كيفية ربط سلسلة متتابعة من الأحداث. (ربط حذاء، تشغيل سيارة، بري قلم الرصاص، بناء شكل هندسي من مكعبات). فعلى سبيل المثال إذا أخذنا مهارة بري قلم الرصاص. فيحتاج الأمر إلى إمساك القلم بيد وإمساك البراية باليد الأخرى وإدخال القلم الرصاص في البراية. وأخيراً تدوير القلم الرصاص داخل البراية. ومن أجل أن يحدث التعلم التسلسلي لابد للمتعلم أن يكون قد تعلم كل تلك المهارات الأساسية الأولية اللازمة للمهمة الرئيسية (بري قلم الرصاص).
4) تعلم تسلسلات ارتباطيه لفظية:
يتم التعلم هنا بتكوين السلاسل اللفظية من وحدات ارتباطيه لفظية. وليست حركية فتصبح الجمل مكونة من وحدات تعلم مفهومة لدى الطفل. لأنها تتكون من مفردات مرتبطة ببعضها. فمثلاً: جملة الولد يلعب بالكرة مكونة من تسلسل ارتباط بين كل مفردة من مفردات هذه الجملة. الولد، يلعب، بالكرة.
أبسط أنواع التعلم اللفظي المتسلسل هو تعلم أسماء الأشياء. وأعقد الأنواع هو تعلم تكوين الجمل وتعلم الشعر وتعلم لغة أجنبية. ويقول جانييه أن الأنواع المتقدمة من التعلم عند الإنسان تتم بعد تعلم الترابط اللفظي. أي هو الأساس لباقي أنواع التعلم المتقدم. حيث يتم التعلم في هذا النوع مثلا يجب تعلم الربط بين مثير واستجابه كمفتاح الباب.
5) تعلم مهارات التمييز:
التمييز هو القدرة على التفريق بين المدخلات المتشابهة بحيث يستطيع الطفل الاستجابة لهذه المدخلات بدقة. وهذا يتطلب تكوين سلاسل مترابطة والتفرقة بينها. كالتمييز بين أسماء الألوان، الأشكال، الكلمات، الحروف. مثلاً يستطيع أن يميز بين اللون الأحمر والبرتقالي، بين الفقاريات واللافقاريات، بين الاعداد الزوجية والفردية، ... الخ.
6) تعلم المفاهيـم:
يعتمد هذا النوع من التعلم على إدراك الطفل للخصائص المجردة للأشياء. وتتبع السمات المشتركة لهذه الخصائص. فالربط بين الصفات المجردة (الصور الفعلية) للكرسي (مثلا) مع خصائص الكرسي يحدث ما يسمى بتعلم المفهوم. ويرى جانيه أنه من خلال تعلم المفاهيم يتمكن المتعلم من تعميم ما تعلمه في مواقف أخرى. وهذه المرحلة تأتي بعد الترابط اللفظي حتى يتكون عند الطالب مجموعة جيدة من الكلمات المترابطة. ومن الأمثلة على ذلك تصنيف المواد (خليط، مركبات، عناصر). او تصنيف الاشكال الهندسية الى (مربعات ومثلثات). ويمكن ان يكون:
- في البداية أخبر الطلاب عن المبدأ الذي تريد أن تصل إليه.
- بعدها حث الطلاب على استذكار المفاهيم التي لها علاقة بهذا المبدأ.
- استخدم بعض الإيضاحات التي تساعد على ربط المفاهيم بطريقه صحيحه للوصول إلى المبدأ المراد فهمه.
- ساعد الطلاب على عمل تطبيق أو أكثر لهذا المبدأ.
- اطلب من الطلاب صياغة المبدأ بلغتهم طريقتهم الخاصة حتى تتأكد من فهم المبدأ بشكلها الصحيح.
7) التعلم من خلال تطبيق المبادئ والقواعـد:
قدرة المتعلم على الربط بين مفهومين او اكثر، وبابسط صورة. كما يرى جانية انه اذا حدث ﺱ يحدث ﺹ. او اذا كانت درجة الحرارة اعلى ﻣﻦ100 فان الماء يغلي.
فمثلا : ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺗﻔﻌﻨﺎ ﻋﻦ سطح ﺍﻟﺒﺤﺮ تنخفض ﺩﺭﺟﺎﺕ الحرارة. حسب ﺟﺎﻧﻴﻴﻪ ﻓﺎﻥ الارتباطات اللفظية التي تشكل هذا المبدأ ارتباطات سلاسل بين المفاهيم. فالانخفاض والارتفاع عن سطح البحر ودرجة الحرارة مفاهيم ضرورية لتعلم هذا المبدأ.
8) حـل المشكـلات:
يعد حل المشكلات القدرة على استعمال او توظيف المبادئ والقواعد والقوانين التي تؤدي بالفرد الة الحل المطلوب. فعندما يجري المتعلم ذلك او يقوم به فانه تعلم اكثر وقام بإداء افضل. واحرز تقدما اكثر من تعلم المبدأ السابق.
هذا النوع هو أعلى مستوى التعلم حيث يستطيع المتعلم أن يستخدم المفاهيم والقواعد والمبادئ في حل ما يواجهه من مشكلات. وهذا غاية التعلم عند جانيه. فالمستويات الثلاثة العليا المتمثلة في (تعلم المفاهيم، تعلم القواعد والمبادئ، وحل المشكلة) هي مستويات التعلم المرغوبة. في حين أنه في مرحلة ما قبل المدرسة يكون الطفل قد أتقن الأنواع المتدنية من التعليم. للوصول إلى حل المشكلة يحتاج الأمر إلى إعداد التتابع الهرمي اللازم. حتى يتمكن المتعلم من حل المشكلة. وبدون معرفة المكونات الرئيسية والمبادئ والأنظمة والعلاقات المتداخلة بين تلك المكونات فإن المتعلم لن يستطيع حل المشكلة.
ويتم التعلم في هذا النوع من خلال إن تعلم حل المشكلة يتم من خلال الخطوات التالية: تعليم الطلاب الترابط اللفظي والمفاهيم والمبادئ. بحيث تكون مرجعاً لهم في تعلم حل المشكلة. وإعطاء مثال أو اقتراح جيد حول المشكلة من قبل المعلم. حتى يوجه تفكير الطلاب نحو المشكلة. وكذلك تعلم الطلاب خطوات حل المشكلة ليستخدموها في مواقف تعليمية مشابهه هي:
أ- وصف المشكلة بلغتهم الخاصة.
ب- إيجاد المعلومات التي لها علاقه بالمشكلة وكتابتها.
ت- التفكير لإيجاد الحلول المناسبة.
ث- وضع الحلول على شكل فرضيات إن أمكن ذلك.
ج- فحص وتجريب هذه الحلول والاختيار الأنسب منها.
تنظيم المحتوى وتدريسه:
وضع روبرت جانييه مبادئ لنظرية في التعلم تعد نموذجاً للتعليم. حيث افترض جانييه أن كل مادة أكاديمية أو كل موضوع في هذه المادة أو كل جزء من هذا الموضوع له بنية هرمية. تشمل قمتها أكثر الموضوعات أو الأجزاء تركيباً وتليها الأقل تركيباً حتى الأبسط في قاعدة البنية الهرمية.
وتعتبر موضوعات كل مستوى متطلب قبلي لتعلم الموضوعات الأكثر تركيباً منها في البنية المعرفية الهرمية. وفي ضوء هذا الافتراض، يرى جانييه أن المتعلم يكون مستعداً لتعلم موضوع جديد. عندما يتمكن من المتطلبات القبلية اللازمة لتعلم هذا الموضوع.
وبذلك فإن التخطيط للتعليم ينبغي أن يهتم بتحديد وترتيب المتطلبات القبلية اللازمة لتعلم كل موضوع داخل المادة الدراسية. وأيضاً تلك التي تلزم لتعلم المادة الدراسية ككل. ويعتمد في ذلك على تحليل المهام.
يدعو جانييه إلى تنظيم المحتوى في ترتيب هرمي يتألف من مستويات تبدأ بأكثرها تركيباً في قمة الهرم. وتنتهي في قاعدة الهرم بأبسطها. ويتضمن كل مستوى مهام لها نفس الدرجة من التركيب. وتعتبر مهام كل مستوى متطلبات قبلي لتعلم مهام المستوى الأكثر تركيباً.
المهمـــة الرئيسية:
عند التخطيط لتدريس موضوع ما وفقاً لنظرية جانييه. فإنه يتم تحليل الموضوع المراد تعليمه إلى مهام متدرجة من المركب للبسيط. وفقاً لتنظيم هرمي قمته أكثر المهام تركيباً وقاعدته أكثرها بساطة. وعند كل مستوى من مستويات التنظيم الهرمي يحدد الأداء المتوقع من المتعلم في صورة سلوك مستهدف. وعند تنفيذ الدرس يتم البدء بقاعدة الهرم أي أكثر المهام بساطة وتعليمها للمتعلم. وعندما يستوعب المتعلم المستوى الأكثر بساطة ينتقل للمستوى الأرقى تركيباً وهو ما يسميه جانييه الانتقال الرأسي للتعلم.
وهكذا يرى جانييه استخدام الأسلوب التحليلي في تنظيم المحتوى وتخطيط الدرس حيث يبدأ من المركب وينتهي بالبسيط. بينما يقترح الأسلوب التركيبي في تنفيذ الدرس حيث يوصي بتدريس أبسط المهام. ثم التدرج حتى الوصول إلى الأكثر تركيباً وهو المهمة الرئيسية.
================== ------- -----
***********************
***********************
تعليقات
إرسال تعليق
اضف ماتريد، رأيك مهم شاركنا به لطفا ... مع خالص الاحترام والمحبة