قراءات في كورونا ( غضب الهي ام رحمه)
كورونا القاتل ( عقاب نافع)
بقلم الأستاذ المساعد نزار كاظم ابو نرجس
هنا
اريد التعبير عن وجهه نظري بخصوص هذا الوباء او الفايروس، اعتقد ان اغلب
التقارير التي تعرضت او تناولت هذا
الفايروس سواء تلك التقارير ذات الطابع القنبي العقبي هدى الطبي او الاقتصادي
او الاجتماعي او السياسي وغيرها.
لما
كانت طبائع النفوس متفاوتة، وكان فيهم من يكفيه الترغيب في ثواب الله والترهيب من
عقابه، وفيهم من لا تكفيه هذه الأساليب، فهؤلاء لو تركهم الله تعالى بدون جزاء لعم
الفساد في الأرض، فلما كان هذا شأن الناس قضت حكمة الله تعالى أن يكون في دين الله
ومن أصوله جزاء المحسن على إحسانه، وعقاب المسيء على إساءته، حتى يستقيم أمر الناس
وتعتدل أحوالهم. لذلك يرى المتتبع لنصوص القرآن بأن الله تعالى يعاقب الكافرين
والمنافقين والعاصين الذين لا يقومون بواجباتهم ولا يراعون بمسؤولياتهم، بصور من
العقوبات، وبألوان من العذاب في الدنيا، ومن مظاهر العقاب غضب الله تعالى وعذابه.
التمادي والشر له حد |
فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٦ النحل﴾
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢ المائدة﴾
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٩٨ المائدة﴾
أمّا
غضب الله عز وجل أو إنكاره على من عصاه فهو عقوبة صارمة أعدها الله لفئة من الناس
ممن ابتعدوا عن ساحة الله وتجاوزوا حدوده واستخفُّوا بأوامره ونواهيه وتنكَّروا
للمنهج (او حرفوه) الذي حدده الشارع المقدس لأجل التعبُّد لله وتطبيق أحكامه وفق
دساتير السماء. وهناك الكثير من الآيات التي تتطرق اليهم في القرآن الكريم ومنها: الارتداد
إلى الشرك والاعتداد بالكفر وسوء الظن بالله وتعمُّد قتل المؤمن ونقض العهد وشهادة
الزور ومجاوزة الحد.
بسم
الله الرحمن الرحيم
وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٠٧ البقرة﴾
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا
فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴿١١٥ البقرة﴾
أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ
وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠ الأنفال﴾
الوَلِيُّ : كل مَن وَلِيَ أَمرًا أَو قام به.
تَوَلَّى
الشيءُ:أَدبر، ويقال: تولَّى فلانٌ هاربًا، و تَوَلَّى عنه: أَعرض وتركه.
وتَوَلَّى
الشيءَ: لَزِمَه، وتَوَلَّى فلانًا: نَصَره، وتَوَلَّى أَحبَّه، وتَوَلَّى
اتَّخَذَهُ ولِيًّا.
الطريق واضح وعليك الاختيار ايها الانسان |
فمعنى
تولوا اصبح واضحاً فيه فئتان الأولى (الهروب والأعراض والترك) والثانية (الإلزام
والاقتداء والنصرة).
ومن
يتخلف:
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ
يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿٣ هود﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴿١٣ الممتحنة﴾
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ ﴿١٤ المجادلة﴾
والذين
يركون الى الله واولياءه وكتبة ورسالاته:
وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ
وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴿٧٨ الحج﴾
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ
نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴿٤٠ الأنفال﴾
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ ﴿١٤ المجادلة﴾
فاذا
كان القصد من تولوا أداروا وجوههم (الهروب
والأعراض والترك) لاحظ قوله تعالى:
أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ
وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠ الأنفال﴾
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ
بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴿٤٩ المائدة﴾
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ
فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ﴿١٣٧ البقرة﴾
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴿٣٢ آل عمران﴾
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٦٣ آل عمران﴾
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ
يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴿٤٩ المائدة﴾
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ
وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ﴿٥٤ النور﴾
ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ﴿١٤ الدخان﴾
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا
وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ﴿٢٠٥ البقرة﴾
هنا
نرى ان الله سبحانه وتعالى يعاقبنا نحن البشر نتيجة لاعمالنا السيئة والقبيحة
والتي تخرجنا من ولايتنا له واتباعه وحبه والركون اليه فبذلك نستحق الغضب منه جل
وعلا متمثلا ذلك بالعقاب.
فاننا
نعيش على وجه الارض وقد انتشر الشر على مستوى الدول والشعوب والامم، فلاحظ الفقر
ونسبة الفقر والقتل والجوع والظلم والجور والطغيان وسباق التسلح والحروب والكسب
غير المشروع. وحتى طبيعية الارض والمناخ تغيرا اثر ذلك من خلال ظواهر تهدد الحياة
على الارض مثل الاحتباس الحراري وشحة الأمطار او المياة وكثرة المخلفات الصناعية
وغيرها من التي اوصلت البشرية لهذا الوضع مما يوجب العقاب والغضب الالهي.
وهنا
نرى ان الكرة الارضية تحتج على مافعله بني البشر وتنتفض وقد ضاقت بنا ولم تعد
تحتملنا وتحاول ان تتمرد او تقاوم قدراتنا الشرورية وكأنها تقول لنا: كفى عبثا
بقوانين الطبيعة، وهذا طبعاً بقدرة الله واذنه.
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
﴿١٩٦ البقرة﴾
وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ
فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢١١ البقرة﴾
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ
وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿١١ آل عمران﴾
إن
معرفة العبد برحمة الله الشاملة لعباده يسكب في القلب الطمأنينة إلى ربه، لا
في حال السراء والنعماء فحسب، بل وهو يمر بفترات الابتلاء بالضراء، التي تزيغ فيها
القلوب والأبصار، فهو يستيقن أن رحمة الله وراء كل لمحة، وكل حالة، وكل وضع، وكل
تصرف.
ويعلم
أن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه، أو طرده من رحمته، فإن الله لا يطرد من
رحمته أحداً يرجوها، إنما يطرد الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله،
ويرفضون رحمته، ويبعدون عنها. والطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات
والصبر، والرجاء والأمل، والهدوء والراحة، فهو في كنف ربٍ رحيم ودود.
وهو
سبحانه المالك لكل شيء، لا ينازعه منازع، ولكنه فضلاً منه ومنَّة كتب على نفسه
الرحمة، وأخبر عباده بما كتبه على نفسه من الرحمة، وهذا من كمال عنايته بعباده،
فإن إخبارهم بهذه الحقيقة تفضل آخر.
ورحمة
الله بعباده هي الأصل، حتى في ابتلائهم أحياناً بالضراء والبأساء، فهو سبحانه
يبتليهم ليعد طائفة منهم بهذا الابتلاء لحمل أمانته بعد الخلوص والتجرد والتهيؤ عن
طريق هذا الابتلاء، وليميز الخبيث من الطيب في الصف، وليهلك من هلك عن بيِّنة،
ويحيا من حيّ عن بيِّنة.
وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ﴿٨٤
الأنبياء﴾
موارد رحمة الله
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ ﴿١٧٥
النساء﴾
اذن
الذين ابيضت وجوههم من يدركون رحمة الله باعبارهم هم من تولوا الله وركنوا اليه
واعتصموا بحبله كما اوضحنا سابقا على عكس الذين تسود وجوههم من المعاندين
والجاحدين ومستحقي العذاب.
البَلاَءُ : المِحنْة تنزل بالمرء
ليُخَتَبر بها.
وهنا
كما قيل ما وقع بلاء الا بذنب وما رفع الا بتوبة، نحتاج إلى وقفة نتدبر فيها آثار
رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين في هذه المحن والمصائب، رحمة الله بعبده
المؤمن أوسع مما يظن، وبره به أرحم مما يشعر، ولطفه به في السراء والضراء أعظم مما
يحس به، فهو يجعل في المكروه خيرًا كثيرًا، {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: من الآية 19]، ويجعل من فترة
البلاء وإن شعر الإنسان بطولها -وليست كذلك- سببًا للرفعة والعطاء والعافية.
لقد
كثرت المحن والبلايا والمصائب والفتن اليوم في العالم كله وعاد الإنسان المعاصر
رغم جميع ما حازه من وسائل التنعم والراحة محاطًا بالأزمات القاسية في كل من
الأنفس والآفاق والجسوم والأرواح، وجميعُ النهضات التي فاض بها العلم الحديث لم
تُوَفِّر له طمأنيةً في القلب وراحةً في النفس وسلوىً في الروح، بل زادته قلقًا
وكآبة وكَرَبًا، وجعلته يتقلّب على أحرَّ من الجمر. فقد يكون البلاء عذاب للظالمين وتنزيه
وتخفيف للمحسنين والموالين لله.
وبلاء العقوبة ينزل بسبب الغفلة عن الله
تعالى وعصيانه وارتكاب ما حَرَّمَه واتيانِ المنهيّات، كما ينزل بسبب الظلم
والعدوان أو الغش والخداع، وغير ذلك من الـمُحَرَّمَات.
ثم
إنّه – بلاء العقوبة – قد ينزل بالمؤمن كما ينزل بغير المؤمن.
أما نزوله بالمؤمن، فلكي ينتبه إلى ما صدر منه من المعاصي والذنوب؛ فبلاء العقوبة يأتي
مُنَبِّهًا له ومُذَكِّرًا إيّاه ورادعًا له وعائدًا به إلى شرع الله تعالى، فالذي
يحالفه التوفيق الإلهي واللطف الرباني يراجع نفسَه عند البلاء، ويستعرض دفتر
أعماله، ويستغفر من ذنوبه، ويتوب إلى ربه توبة نصوحًا، ويعاهده أنه لن ينحرف – بتوفيقه – عن
الصراط المستقيم فيما يأتي من مراحل عمره.
أمّا غير المؤمن فإنه – بلاء
العقوبة – ينزل به عقوبةً له على ما ارتكبه من معاصي الله تعالى أو
معاصٍ في حق عباده. وتأتي هذه العقوبة مؤلمة فاجعة قوامها سخط الله عليه وإهلاكه
وتدميره إيّاه أحيانًا في الدنيا إلى جانب ما سيصير إليه من العذاب الأليم في
الآخرة.
فإذا كان في الجماعة صالحون وفاسدون،
فإن الله تعالى قد يُنَجِّي الصالحين، ويُوقِع العقوبةَ على الفاسدين وحدهم.
قال الله تعالى:
أَمْ حَسِبَ الَّذِيْنَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ
نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِيْنَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـٰلِحٰتِ سَوَاءً
مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ج سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ (الجاثية/21).
وقد يجعل الله البلاء يعمّ الصالحين
والفاسدين. قال تعالى: «وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا
مِنْكُمْ خَآصَّةً ۖ وَاعْلَمُوٓا أَنَّ اللهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿25
الأنفال ﴾
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿15 الفجر﴾
وقد يكون البلاء ليس وسيلة تعذيب، ولكنه وسيلة ردع وتهذيب،
ونحتاج فيها الى الصبر ومعالجة الاخطاء والاعتبار والتورع والعودة الى الله تعالى.
ولو تأملنا اين جوانب رحمة
الله في هذا البلاء فايروس كورونا فنجد التكافل الاجتماعي والتعاون وغيرها من
العادات الاجتماعية التي ظهرت في المجتمع على مستوى الاشخاص والدول. كما ان توقف
النقل الجوي والبري وغيره واغلاق المصانع وتوقف الانتاج جعل الغلاف الجوي انظف
وقلت الملوثات واثر ذلك على الاحتباس الحراري واعتدل الجو. كما ان ذلك يعد تنشيط
للبيئة فالارض والحياة عليها اصبحت مريضة واصابها الزكام والضعف وانها بحاجة الى
فقترة نقاهه واستعادة لفعالياتها الطبيعية التي شوهها بني البشر أي اعادة التوازن.
وهنا من كتب في ذلك من خلال معلومات بعض الموسسات العلمية والمختصين والعلماء من
الجوانب الايجابية للارض ومن فيها . ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم.
***********************
***********************
تعليقات
إرسال تعليق
اضف ماتريد، رأيك مهم شاركنا به لطفا ... مع خالص الاحترام والمحبة