------ ----- --------- واقع وابعاد أخلاقيات ومبادئ البحث العلمي واقع وابعاد أخلاقيات ومبادئ البحث العلمي -------

القائمة الرئيسية

الصفحات

=================


واقع وابعاد أخلاقيات ومبادئ البحث العلمي


     
واقع وابعاد أخلاقيات ومبادئ البحث العلمي

   




نحاول هنا ان نبين أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث، ابعاد اخلاقيات البحث العلمي.



الحاجة الى البحث العلمي

إن الإنسان يؤدي رسالته الخلاقة على الأرض التي أرادها الله تعالى له. يسعى حثيثًا لكشف المخبوء من قوانين الكون، وأسرار الحياة طلبًا للعلم والمعرفة. وطالما أن الإنسان يسعى وراء المعارف يتسع أفقه وتنمو مداركه وتتعاظم خبراته. 

من هنا اعتبر البحث العلمي والسعي وراء اكتساب المعارف من أعظم الوسائل للرقي الفكري والمادي. كما أنه المؤكد للكرامة والفضل اللذين منحهما الله عز وجل للإنسان من بين مخلوقاته لأجل أن يتحقق هذا الهدف سخر الله للإنسان كل ما في الوجود. يسعى في مناكب الأرض، ويسبح في أجواء الفضاء ويغوص في أعماق البحار وإذا ما عٌرف البحث على أنه: "التفتيش والتنقيب عن حقيقة ما، وتقصيها من مصادرها هادف الوصول إليها ونشرها".


فهذا لا يعني الجمع والتنسيق لمادة البحث بل الكشف والتحليل والاستنتاج. للوصول إلى الحقيقة المنشودة أو إلى جزء منها، أو إلى حقيقة ما. أو نتيجة منتظرة أو غير منتظرة مع بروز شخصية الباحث ومنهجه في إبداء آرائه وملاحظاته.
ففي عصرنا الحالي يتزايد الاهتمام في البحث العلمي، ويبدو واضحاً في الدول الأكثر تقدماً وتطوراً، وكذلك الدول النامية، فاليوم صارت تدرك تلك الأهمية.


حيث تكمن أهمية البحث العلمي في أنه يتيح دراسة المشكلات بمختلف أشكالها، الاجتماعية، والاقتصادية، والتربوية وغيرها. وتسهم في التخطيط للتنمية في شتى مجالاتها. ومن مظاهر هذا الاهتمام الزيادة المطردة فيما يخصص للبحث العلمي من أموال في الميزانيات القومية، وميزانيات المؤسسات العلمية والانتاجية. ومنه كذلك إنشاء وزارات ومعاهد ومراكز ومجالس قومية ودولية متخصصة للبحث العلمي. تشجع العلماء والباحثين. وتوفر أدوات وأجهزة أو تقنيات البحث الحديثة.


كما توفر الكوادر العلمية والفنية المتخصصة في البحث كل في ميدانه ومجاله، ويتم إعداد هؤلاء المتخصصين من خريجي الدراسات العليا. لذلك فمن مظاهر الاهتمام بالبحث العلمي هو تدريسها للطلبة كل في مجال اختصاصه، إذ تهدف أو تفيد دراسة مناهج البحث العلمي في مساعدة الدارس على تعرف تلك المناهج. وأنواع البحوث، والإلمام بالمفاهيم المتعلقة بها، والإلمام بالطرق التي تحققها، والأساليب التي يقوم عليها البحث العلمين. كما يمكن من خلال دراسة مناهج البحث العلمي أن ينمي الباحث معارفه، ومهاراته، وقدراته في البحث العلمي.

فهي تساعد في تحديد المشكلات، وكيفية تصميم الخطط البحثية، وحسن تنفيذها. كما تمكنه من القراءة التحليلية الناقدة للبحوث وملخصاتها، وتحديد الأساليب الاحصائية لتحليل بيانات البحوث. وتقييمه لنتائجها والحكم عليها. لذلك فدراسة مناهج البحث العلمي لا غنى عنها للباحثين، والمشتغلين فيها، هي ضرورية للمعلم، والمهندس، والطبيب، والإداري، وغيرهم. لكي تساعد في تحقيق فهم أفضل للظواهر والأحداث والمتغيرات. والتوصل لحل للتساؤلات، أو المشكلات المختلفة. وتقييم أفضل لنتائج البحوث العلمية، واتخاذ القرات الحكيمة ازاء المشكلات والصعوبات التي تواجههم في مجالات عملهم.


ولا أحد منا يشك اليوم من أن العلم ينتج الحقائق ويصوغ القوانين والنظريات، فأنه بالضرورة يسير وفق أسلوب التحقق من نتائجه. ففي ضوء العلم لا بد للمعارف والمعلومات والحقائق أن تكون منظمة ومنسقة. وان يتم التوصل إليها عن طريق تفكير علمي منظم يستند إلى:
١. الموضوعية.
٢. الابتعاد عن التمنيات والأهواء الشخصية.


وكما هو معروف فالبحث العلمي هو التفحص المنظم والمنضبط والفاقد والتجريبي للاقتراحات الفرضية حول العلامات الافتراضية بين الظواهر الطبيعية. أي انه المحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق البشرية. عن طريق الاستخدام المنظم لأدوات وطرائق خارجية بغية التوصل إلى الحل المناسب لمشكلة معينة. بصورة أفضل مما يمكن التوصل إليه لو استخدمت وسائل أخرى اقل دقة وتنظيمًا.

لعله من المنطقي أولا الإجابة عن السؤال: ماذا نعنى بالبحث التربوي؟ قبل طرح القضايا المرتبطة بها من ابعاد واخلاقيات وواقع. فهناك عدد كبير من التعريفات للبحث التربوي، تختلف من حيث الصياغة، وتتفق من حيث المفهوم أو المعنى.


حيث يهتم البحث التربوي بدراسة كل ما يتعلق بالمواقف التعليمية وسلوكياتها، والهدف عموماً منه تنمية علم السلوك في المواقف التعليمية. وتوفير المعرفة التي تسمح للمربين بتحقيق الأهداف التربوية بأكثر الطرق والأساليب فاعلية. ويتم ذلك بدراسة بيئة التلميذ وجعلها مواتية لتنمية الاتجاه المرغوب فيه في النمو وتعزيزه بأكبر قدر من الإمكان. وهذا من شأنه أن يعمل على اتساع مجالات البحوث التربوية لتشمل العلمية التعليمية بأكملها.





كما وتشمل مجالات البحث التربوي الأهداف التربوية والمقررات الدراسية والنشاط التربوي، وطرائق وأساليب ووسائل الامتحانات والتقويم. ودراسة التعليم في علاقته بإعداد القوى العاملة وتوفير احتياجات التنمية الاقتصادية، والبحث في مسائل رفع كفاية تربية المعلمين وتدريبهم ومسائل تمويل التعليم وتكلفته، والاولويات التعليمية. ودراسة الفاقد التعليمي وأسبابه وعوامله، ومشكلات واقع التعليم. وتشمل مجالات البحث التربوي أيضاً دراسة المتعلمين وخصائص نموهم، وحاجاتهم والفروق الفردية بينهم، ودراسة طبيعة عملية التعلم وكيفية توفير ظروف أفضل لإحداث تعلم أكثر فعالية وأبقى أثراً. 

وقد اتسعت مجالات البحث التربوي وارتبطت بمجالات البحث في التصميم الهندسي للبناء المدرسي. وحجرات الدراسة لتوفير الظروف الفيزيقية أفضل. وفرص أكبر للتفاعل الاجتماعي بين التلاميذ، ولضمان تحقيق الأهداف التربوية للمدرسة على نحو أفضل.





تعريف البحث العلمي

ويفضل تعريف البحث التربوي من وجهة نظره على أنه "جهد منهجي مخطط في مجال التربية يهدف إلى حل مشكلة محددة، أو إضافة جديدة للعلم. أو اقتراح أفعل التطبيقات لنظريات أو أفكار. أو استشراف لحدوث مشكلة أو أزمة ووضع حلول استباقية لها قبل أن تحدث. وذلك اعتمادا على الأسلوب العلمي في التفكير".

يشير الواقع العمي التربوي انه انتشرت في الآونة الأخير السرقات العلمية، والاقتباس المخالف للمسموح به والتلاعب بالبيانات وعدم المصداقية في اجراءات البحث. فالبحث العلمي له أخلاقيات والباحث ينبغي أن يتسم بالمصداقية في عرض المشكلة، والبيانات وتفسير النتائج ومناقشتها، وبالموضوعية بالتزام الدقة والحيادية في جميع مراحل البحث. والشفافية بمصارحة المفحوصين بالهدف من البحث وعدم إخفاء النتائج عن المستفيدين بعد أن يسفر البحث عنها. والتشاركية بتوضيح دوره في البحث في حالة البحوث الجماعية، والمسئولية تجاه المفحوصين بعدم نشر أي بيانات قد تضر بهم، والأمانة العلمية بالالتزام بالاقتباس بالطريقة المسموح بها في البحث العلمي، وعدم التلاعب بنتائج البحث كي تتوافق مع فروض البحث والالتزام بملاحظات المحكمين دون تجاهلها أو حجبها.


كما هناك ابعاد مهمة متعلقة بالبحث التربوي منها التكامل والتنسيق بين البحوث التي تجرى في كليات التربية. ومراكز البحوث التربوية على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي. ضرورة إنشاء خريطة للبحوث التربوية على المستوى القومي، والمستوى الإقليمي، والبحوث الفردية في مقابل البحوث الجماعية. دور نتائج البحوث التربوية في صناعة القرار التربوي، واتخاذه. وتوحيد المصطلحات المستخدمة في البحوث التربوية، وتمويل البحوث التربوية، وأخلاقيات البحث العلمي.





أخلاقيات البحث العلمي ومهاراته:


مما جاء أعلاه تترشح الحقيقة الأخلاقية والتي تعتبر فقرة في الدستور الأخلاقي للبحث العلمي التربوي. وهي أن البحث العلمي يتصف ويتميز بالأخلاقيات الآتية:
١. يصنف ويسجل الملاحظات والحقائق بدقة .
٢. أن كل مصطلح يستخدم فيه يعرف بدقة.
٣. توصف جميع الإجراءات المستخدمة فيه بالتفصيل .
٤. تذكر جميع النتائج بأمانة وموضوعية.
٥. تذكر جميع الاستنتاجات والتعميمات التي تم التوصل إليها بحذر على وفق الاعتبارات المتعلقة بقيود منهجية البحث والبيانات التي تم جمعها دون تزوير أو تلاعب أو تحايل والحذر ثم الحذر من أخطاء وتفسيرات الباحث.
٦. يتميز البحث العلمي بالتقصي المنظم الدقيق والخبرة والمنطقية والموضوعية وتنظيم البيانات على هيئة مفاهيم كمية قدر الإمكان هادف التعبير عنها على وفق قياسات رقمية .


وإن الأخلاقية القيمية والعلمية فرضت أنماطا من السلوك والأخلاق في البحث العلمي عندما أحست هذه الأخلاقية. أن عصرنا الحالي امتاز بسمات وخصائص جعلت البحث العلمي يتفجر استخدامًا واهتمامًا وكمطلب أساسي في حياتنا الحاضرة. منها الضوابط الأخلاقية الآتية :


١. التخصص الدقيق واختيار موضوعات قابلة للقياس والتحقق.
٢. لضمان الدقة والموضوعية إجراء العمل البحثي في اغلب الأحيان بشكل جماعي إذا تطلبت الدقة والإحاطة بموضوع البحث ذلك. وكما يحدث في المشكلات البحثية التي تتطلب جهودًا واسعة وطويلة كبحوث التنمية.
٣. تزايد الاهتمام بالبحوث التطبيقية قياسًا بالبحوث الأساسية (النظرية). وذلك اتفاقًا مع ما تفرضه طبيعة. وتعقد الحياة واتساع الحاجة للإحاطة بالمشكلات الناتجة عن المتغيرات التي أثرت في البيئة الصناعية والسكانية والاجتماعية والتربوية.
٤. تزايد الاهتمام بالبحوث التجريبية، ترافقًا مع القدرة العالية في السيطرة على المتغيرات وبخاصة في العلوم الصرفة. باستخدام أدوات قياس وتحكم تكنولوجية عالية القدرة والضبط كالحاسب الالكتروني والأدوات المختبرية الأخرى.
٥. تسهيل عملية النشر والتبادل العلمي بين المؤسسات الأكاديمية والجامعات ومراكز البحوث والدراسات الوطنية والخاصة. وبالأخص بعد ظهور الانترنت والفضائيات مما أتاح تفاعلاً وإحاطة أوسع التلاقح العلمي. كما غدت عملية الحصول على البيانات والمعلومات أوسع وأسرع وأدق عن طريق استخدام الفضاء.




خصائص الملكية الفكرية:



لذلك وجب انتباه الباحث إلى حقوق الإنسان وعمل كل ما من شأنه احترام هذه الحقوق وعدم انتهاكها ومن هذه الحقوق ما يأتي :
١. حقه في رفضه المشاركة في عينة البحث.
٢. حقه في رفض الإجابة عن بعض الأسئلة، مما يستدعي انتباه الباحث إلى بعض الأسئلة التي تسبب الإحراج وتتدخل في خصوصيات الفرد وبالتالي إلى حذفها سلفًا.
٣. اخذ موافقة الكبار وأولياء الأمور أو المعلمين حول مشاركة الصغار في البحوث.
٤. الحفاظ على سرية المعلومات أو سرية الإجابة الفردية. لان اهتمام البحث ينصب عادة على مجموع الإجابات وليس على إجابات كل فرد في الدراسة على انفراد.
٥. تعريف أفراد العينة بالرموز وليس بالأسماء .
٦. ترك الحرية للفرد في أن ينسحب من الاشتراك في عينة البحث في أي وقت يشاء.
٧. للفرد المشترك الحق في معرفة أهداف البحث قبل أو بعد المشاركة حسب اتفاق الباحث مع المشترك، ومدى تأثير ذلك على النتائج المتوقعة.
٨. حق الفرد أن لا يتكلف أي نفقات مثل تكليفه بإرسال أوراق الإجابة.
٩. حق الفرد أو المؤسسة التي يشارك أفرادها في الدراسة أن يحددوا الوقت الذي يناسبهم.

يرتبط بأخلاقيات البحث بعداً آخر هو العلاقات الإنسانية بين الأطراف المشاركة في البحث بصورة مباشرة أو غي مباشرة. فإذا افترضنا أن عينة البحث من طلبة المدارس أو من العاملين في مؤسسات الدولة أو من الفلاحين أو من أي جهة أخرى. فأن هناك على الباحث جملة من الأمور التي يراعيها عند الاتصال بهذه المؤسسات، فلا بد أن يكون مستعدًا للإجابة عن الأسئلة التي قد تطرح عليه من المسؤولين عن هذه المؤسسات التربوية أو الصناعية أو الاجتماعية. ومن هذه الأسئلة:
- ما هو الغرض من الدراسة ؟
- هل لنتائج البحث الذي تقوم به قيمة ؟
- هل لنتائج البحث انعكاسات على النظام بشكل عام أو على المؤسسة بشكل خاص؟
- في أي وقت سيتم جمع المعلومات من المؤسسة ؟
- كم الفترة الزمنية التي تستغرقها لجمع المعلومات من المؤسسة ؟
- هل سيتم جمع المعلومات من أفراد العينة داخل المؤسسة أم في مكان آخر؟
- هل سيشارك المسؤولين في المؤسسة في تطبيق أدوات جمع المعلومات ؟
- هل يطلب من المؤسسة أن تقدم شيئًا معينًا للباحث؟


المصادر:
الأسدي، سعيد جاسم (2008) أخلاقيات البحث العلمي في العلوم الإنسانية والتربوية والاجتماعية، الناشر: مؤسسة وارث الثقافية، العراق.

المفتي، محمد امين (2018) قضايا في البحث التربوي: رؤية واقتراحات، المجلة العالمية للبحوث التربوية والاجتماعية، م 1، ع 1.


Richard Pring (2012) Watch your language: The ethical dimension of educational research. Skolverket Report, 2004, www.skolverket.se, 24th October.
Howe, K. & Moses, M. (1999) Ethics in educational research, Review of Research in Education, v (24).

================== ------- -----

***********************


***********************

هل اعجبك الموضوع :
author-img
استاذ جامعي وباحث اكاديمي ومدون

تعليقات